معرض ذخائر المكتبة في دبي متحف ثقافي حضاري شامل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معرض ذخائر المكتبة في دبي متحف ثقافي حضاري شامل

    معرض ذخائر المكتبة في دبي متحف ثقافي حضاري شامل




    الأربعاء 2022/08/17




    انشر
    WhatsApp
    Twitter
    Facebook





    أهمية الوعي بالتاريخ المشترك


    تمثل مكتبة محمد بن راشد ثورة في عالم المكتبات والمعرفة، لا بما توفره من آلاف من العناوين المتنوعة فحسب، بل بطريقة تنظيمها التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل ييسّر سبل المعرفة أمام طالبيها أيا كانت شرائحهم ومستوياتهم العمرية والثقافية، إضافة إلى انفتاحها الكبير على ماضي البشرية وحضاراتها على اختلافها من الشرق إلى الغرب.


    دبي - تبحر مكتبة محمد بن راشد بالزوار في رحلة بين العوالم والحضارات الإنسانية المختلفة عبر معرض ذخائر المكتبة الذي يمثل متحفاً ثقافياً حضارياً بما يحتويه من مجموعة فريدة من الكتب والمخطوطات النادرة والقديمة التي يعود بعضها إلى القرن الـ13 للميلاد.
    ويضم معرض ذخائر المكتبة الطبعات الأولى من كتب الرحلات إلى الجزيرة العربية وكتب وصف منطقة الشرق الأوسط، ومجموعة ثمينة من الخرائط الأوروبية والعثمانية للجزيرة العربية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، من بينها خارطة بطلمية مذهبة وملونة للجزيرة العربية مطبوعة في العام 1482، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأطالس التي تم انتقاؤها بعناية، من بينها أطلس نادر عن النجوم وأطلس بحري وأطلس عن الخيول والصقور.
    معروضات عالمية



    "ذخائر المكتبة" تضم الأعمال الكاملة لوليام شكسبير الذي لا تزال مسرحياته تعرض في شتى أنحاء العالم



    من بين المجموعات النادرة من الوثائق والمجلدات أطلس مايور “المركب” طبعة أمستردام – هولندا 1680 – 1686 لفريدريك دي فيت، الذي جمع فيه الكثير من الخرائط خلال العصر الهولندي الذهبي، حيث ازدهر الإبداع الفني والبحث العلمي والاستكشافي، فكان أطلس دي فيت بألوانه النابضة بالحياة أطلسًا للبر والبحر معًا. ويعتبر الأطلس النسخة الأخيرة من أطلس جوان بلاو.
    وتعد الطبعة الأولى من “أطلس مايور” لبلاو، الذي نشر في عام 1662، أكبر إنجاز لرسام الخرائط الهولندي الشهير يوهانس بلاو في القرن السابع عشر. ويحتوي الأطلس الحادي عشر على 593 خارطة ولوحة محفورة فردية ملونة بالذهب.
    ويعتبر الخبراء “أطلس مايور” أحد أعظم وأروع الأطالس التي تم إنتاجها من حيث المعيار المطبعي، ونوعية النقش والتجليد والتي كانت ذات جودة عالية مقارنة بهذا الوقت. كما اعتمدت الجمهورية الهولندية في القرن السابع عشر الأطلس كهدية رسمية إلى الملوك وفي الاتصالات الدبلوماسية الأخرى في معظم الأحيان.
    وتضم “ذخائر المكتبة” الأعمال الكاملة لوليام شكسبير الذي لا تزال مسرحياته مثل روميو وجولييت وهاملت وعطيل تعرض من وقت لآخر في شتى أنحاء العالم. وتعد طبعة لندن 1632 الإصدار الأول من الطبعة المنقحة لأعمال شكسبير وتحوي ستاً وثلاثين من مسرحياته.
    ويحتضن معرض ذخائر المكتبة الطبعة الأصلية الأولى من مجلدات “وصف مصر” الصادرة عن لجنة العلوم والفنون المصرية، وهو سجل موسوعي للآثار المصرية والتاريخ المصري في القرن الـ18، والذي طُبع في الأعوام 1809 – 1828، وتمت كتابته وتجميعه إبان الحملة الفرنسية على مصر للقائد الفرنسي نابليون بونابرت.
    وتحتوي المجلدات على العديد من الرسومات التي تصور مصر قديماً وحديثاً، بالإضافة إلى تقارير عن موضوعات مختلفة مثل اللغة والزراعة والموسيقى والتاريخ الطبيعي، ولاحقاً كلف فريق ضخم يضم أكثر من 2000 فنان ونقاش لاستكمال العمل بغية إثراء المحتوى وتنويعه أكثر فأكثر، وتم إيداع الطبعة الأولى منه في خزانة استثنائية صممت من خشب الماهوجني بأسلوب مستوحى من أعمال صانع الخزائن الباريسي الشهير تشارلز موريل.












    وتعد مجلدات وصف مصر سجلاً موسوعياً للآثار المصرية والتاريخ الطبيعي والدولة في القرن الثامن عشر، حيث تم البحث في هذا العمل وإنتاجه خلال الحملة العسكرية الفرنسية على مصر بين عامي 1798 – 1801 بقيادة الجنرال نابليون بونابرت.
    وأنتج الموسوعةَ فريق من مئات من الفنانين والعلماء والنحاتين وغيرهم من المتخصصين المرافقين للبعثة العسكرية. وفي فرنسا تم إنتاج 34 مجلدًا من وصف مصر، وظهر المجلد الأول في عام 1809، مع استمرار الإنتاج حتى الوصول إلى آخر المجلدات والذي ظهر في عام 1829. وتعتبر الموسوعة واحدة من أعظم إنجازات النشر الفرنسي، وسجلاّ تاريخيا قيما لمصر في القرن الثامن عشر.
    كما يضم المعرض مصحفا من العهد العثماني طُبع في 1257 هـ/ 1841 – 1842 م، وهو مصحف كبير الحجم مكتوب بخط النسخ المجوّد. وحُلّيت واجهة المصحف على الجانبين برسومات موردة تحيط بسورة الفاتحة وبداية سورة البقرة ومن حولها زخارف مورقة متعددة الألوان وإطارات وحواف مذهبة، فيما كُتبت أسماء السور بالمداد الأبيض بخط الإجازة على أرضية مذهبة ومزخرفة. وكُتب المصحف بالحبر الأسود وبخط السيد علي النحيف، وحفظ بجلده الأصلي الفاخر المذهّب.
    كما يضم المعرض مخطوطة لوتس سوترا، الفصل الثالث والعشرون، “الأعمال السابقة لملك الطب بوداسَف” – كيوتو 1636 م، حيث تحتوي هذه المخطوطة المكتوبة بالحبر الذهبي على ورق مصبوغ باللون النيلي ومزين بزخارف نباتية من الذهب والفضة، على الفصل الثالث والعشرين من لوتس سوترا.


    المعرض يمثل متحفا متكاملا بما يحتويه من مجموعة فريدة من الكتب والمخطوطات النادرة والقديمة والتحف والخرائط



    وكان هذا جزءًا من مجموعة مكونة من ثماني وعشرين لفافة صُنعت بتكليف من الإمبراطور الياباني غو ميزونو الذي حكم بين 1611 – 1629 م، أو ابنته الإمبراطورة ميشو (1629 – 1643 م) للاحتفال بالذكرى السنوية الحادية والعشرين لوفاة الشوغون توكوغاوا إيه – ياسو المتوفى سنة 1616 م.
    وتحمل اللفيفة شعار عائلة توكوغاوا التي حكمت اليابان وحملت لقب الشوغون بين عامي 1603 و1867 م، كما تم تقديم اللوتس سوترا إلى ضريح توشوغو في مدينة نيكو لأول مرة في عام 1636 م حيث تم تكريم إيه – ياسو.
    وفي منتصف المتحف توجد مقلمة ذهبية مرصعة بالزمرد والياقوت والماس، من سلطنة الدكن وسط الهند، أواخر القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، والتي صُممت ليتم تثبيتها على وشاح الخصر.
    وكان لمثل هذا النوع من المقلمات دلالة رمزية تستخدم في توزيع الرتب، وعادة ما كانت تُمنح لمسؤولي المحاكم القياديين وخاصة الوزراء.
    ويتكون هيكلها من الذهب المطعم بأحجار كريمة بما فيها الماس والياقوت والزمرد، أما المحبرة فتحفة فنية تمتاز بقبة مضلعة على شكل برعم اللوتس، استوحي تصميمها من الفن المعماري في سلطنة الدكن، فيما زُين الجانب السفلي من المحبرة بطائر مقدس يُعرف باسم “الهمسة”، وهو طائر مائي أسطوري يمثل الحكمة والروح الأسمى، وفي نهايتها تتصل المحبرة بحاملَي قلم مضلعين طرفاهما قابلان للفتح.
    الشغف بالمعرفة



    ​مخطوطات نادرة



    افتتحت مكتبة محمد بن راشد، المنارة الثقافية الجديدة في دبي ودولة الإمارات، في شهر يونيو أبوابها للجمهور لأول مرة، حيث يسعى هذا الصرح المعرفي الجديد لترسيخ مكانة الإمارات حاضنة للثقافة والإبداع في المنطقة، إذ توفر المكتبة بيئة تحفيزية ذات آفاق إبداعية تنهض بالمنتج الثقافي والإبداعي في الدولة وتستوعب جميع فئات المجتمع من الشباب والأطفال والمؤسسات الحكومية والخاصة والكتاب والباحثين والمفكرين والفنانين، كما تستقبل القراء والشخصيات الأدبية والفكرية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
    وتنقسم المكتبة إلى 9 مكتبات رئيسية بجانب المرافق الحيوية والمسارح والقطاعات المختلفة، وتحتوي على إحدى العجائب الثقافية والإنسانية وهو معرض كنوز المكتبة أو ما يعرف بـ”ذخائر المكتبة”، ويُعد متحفاً ثقافياً حضارياً يضم مجموعة فريدة من الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة، التي يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر للميلاد.
    وقال الدكتور محمد سالم المزروعي المدير التنفيذي لمكتبة محمد بن راشد في تصريح سابق له إن “متحف ذخائر المكتبة يضم مجموعات تاريخية وكنوزا نادرة من الحضارة الإسلامية، وأدوات الكتابة، والمجلدات والقصاصات بكل اللغات، وأدب الرحلات والخرائط والأطالس، وأيضا كتبا سماوية نادرة ومجلدات عن الأديان”، داعيا الزوار من مختلف الفئات إلى الاستمتاع بالجولة الثقافية المهمة.
    وتهدف المكتبة إلى تحفيز الشغف بالمعرفة بين كافة الأفراد ولاسيما فئة الشباب والحفاظ على الأدب والثقافة والإرث العربي، عبر دعم وتشجيع القراءة والبحث والإبداع وريادة الأعمال، من خلال الوصول المجاني إلى مجموعة متميزة من الكتب والمواد المعرفية الأخرى، إلى جانب تقديم خدمات معلوماتية عالية الجودة وإطلاق فعاليات ثقافية مميزة.








يعمل...
X