أصداء نسوية" مهرجان ينتصر للمرأة الفنانة ضدّ الانتهاكات
نساء من أجل مساواة فنية
تونس - باتت المرأة العربية والتونسية خاصة تحظى بالكثير من الحقوق والحريات، ومنها حقها في ممارسة الفنون والتعبير بكل الطرق والأنماط التعبيرية والفنية المناسبة، لكنها لا تزال تتعرض لمحاولات إقصاء على أساس جندري، وتواجه صعوبات تختلف عن تلك التي يواجهها الرجل الفنان.
من هذه الفكرة ولد مهرجان “أصداء نسوية” الذي يعدّ فرصة لاجتماع والتقاء الفاعلين والفنانين المدافعين عن المساواة والمؤمنين بضرورة حصول المرأة على كامل حقوقها، مهرجان اجتمع فيه الفن مع الحقوق في جملة من الفقرات التي تختلف بين “الماستر كلاس” المخصص لتبادل الأفكار والتفكير في مكانة النساء، من خلال تقييم للأعمال الفنية واستعراض لحضور المرأة فيها، دون اللجوء إلى الصور النمطية القائمة على النقاش فقط، بهدف تحسين الوعي العام بالقضايا النسوية انطلاقا من عروض مسرحية وسينمائية تعزز الثقافة الحقوقية النسائية.
وعلى مدار ثلاثة أيام، اجتمعت كوكبة من النساء المبدعات في تونس وأخريات من دول عربية، في حوار فني يبحث في مشكلاتهن بعيدا عن الكليشيهات المكررة والشعارات الواهية.
المهرجان وفّر مساحة لتعبير الفنانين والفنانات الملتزمات بالقضايا الإنسانية والحقوقية، والذين يحاولون تفكيك الصور النمطية المتجسدة في المجتمع
وبحثت الفنانات مشكلات عديدة انطلاقا من أعمال فنية تتطرق إليها، ومنها الانتهاكات الجنسية ضدّ النساء ضمن فقرة بعنوان “العنف الجنسي: صدى الناجيات”، أشرفت على تصورها الفني الممثلة التونسية هالة عياد، فاختارت أن تجعل النساء اللواتي تعرضن للعنف الجنسي سيدات العرض ومن يفتتحن أبواب التساؤل ويدرن النقاش.
وشاركت في هذه الفقرة حملة “أنا أيضا” في نسختها التونسية، لتقدم شهادات حيّة لنساء واجهن الانتهاكات الممارسة في حقهن دون خوف من المجتمع، في فقرة عنوانها “التحرش:حكايتنا”، وكانت قصصهن فرصة لتعريف الجمهور بالأثر النفسي السلبي الذي يخلفه العنف على النساء على شخصياتهن.
وكان من ضمن عروض المهرجان، عرض لمسرحية “آخر مرة” للمخرجة والممثلة التونسية وفاء الطبوبي، وهي مسرحية تنتصر للمرأة في رحلة الصراع القائمة بين الأنثى والذكر، وهي لسان حال الكثير من النساء، تبرز أوجاعهن وأحلامهن.
وبحث جمهور “أصداء نسوية” خلال ماستر كلاس “معالجة قضايا العنف ضد النساء في السينما” مرفوقة بعرض فيلمين سينمائيين، الأول “حبّ في الجليل” لنادر شلهوب وليلى منعم من لبنان، والثاني فيلم “بشتقلك ساعات” لمحمد شوقي حسن من مصر، وهو الفيلم الذي يطرح موضوع المثلية الجنسية، وقد لاقى العديد من الانتقادات والرفض، بالإضافة إلى رفع العديد من المحامين قضايا ضد المخرج والمطالبة بسحب الجنسية المصرية منه بسبب الفيلم، رغم أن مخرج العمل أوضح في تصريحات صحافية أن ما قصده من وراء الفيلم هو “كشف تجربة الزمان والمكان والعلاقات الموازية في نفس الوقت”.
وقالت الفنانة المصرية دنيا مسعود الضيفة التي تشارك في الفيلم، وحضرت كضيفة شرف في المهرجان، إن الإصرار على نقل القضايا الحقوقية، والتذكير بها عبر مختلف الفنون، يساهم بلا شك في تكريس الوعي بقضايا حماية حقوق المرأة ونبذ العنف والتحرش.
وأضافت أنها محظوظة لمشاركتها في أعمال وتظاهرات تخدم القضايا النسوية، معتبرة أن مثل هذه المشاركات ”رفاهية لا تتوفر دائما للفنانين”.
ورأت دينا، وهي مسرحية ومغنية مصرية، أن الجدل القائم حول الفيلم مضحك، خاصة أن الجمهور الذي كان نقده لاذعا للفيلم، لم يشاهده، وإنما كان عنيفا في تعليقه على عمل سينمائي روج له أنه يصور حياة مثليي الجنس، متسائلة “ماذا سيكون رده لو شاهد الفيلم؟”.
وشددت الفنانة قائلة “على الإنسان أن يكون أكثر واقعية وأقل عنفا مع أي شيء مختلف عنه”.
ولم ينس المهرجان التطرق إلى طريقة تعاطي وسائل الإعلام والفضاء الرقمي مع قضايا العنف ضدّ النساء، في جلسة مصحوبة بعرض لمسرحية “ربع وقت” لسيرين قنون، وهي عمل نسائي بامتياز، فكامل فريقه من النساء، إضافة إلى تطرقه إلى مواضيع مختلفة من قضايا المرأة العربية الراهنة.
وفي مسرحية “ربع وقت” أو “CLUB DE CHANT” (نادي الغناء)، كانت المرأة هي العنوان الرئيسي فيها، هي الفاعلة في سياق المسرحية، تفعل ما تريد بحرية من دون وصاية أو رقابة أو حتى مشاركة من الرجل، الذي بقي حبيس الحكايات والمواقف، ومن دون تحميله مسؤولية عدد من الانتهاكات، بل هي مسؤولية المرأة التي عليها أن تقبل وترفض بحريتها ومن دون العودة في اتخاذ قرارها إلى أحد.
وبهذه الفقرات كان “أصداء نسوية” مهرجانا يوفر مساحة لتعبير الفنانين والفنانات الملتزمات بالقضايا الإنسانية والحقوقية، والذين يحاولون تفكيك الصور النمطية المتجسدة في المجتمع.
والمهرجان من تنظيم “أصوات نساء” وهي منظمة نسوية تونسية تعمل منذ عام 2011 على دمج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات العامة، وتناضل من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وتتمثل مهمتها في محاربة جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز ثقافة المساواة، وتشجيع النساء على المشاركة في الحياة العامة والسياسية.
نساء من أجل مساواة فنية
تونس - باتت المرأة العربية والتونسية خاصة تحظى بالكثير من الحقوق والحريات، ومنها حقها في ممارسة الفنون والتعبير بكل الطرق والأنماط التعبيرية والفنية المناسبة، لكنها لا تزال تتعرض لمحاولات إقصاء على أساس جندري، وتواجه صعوبات تختلف عن تلك التي يواجهها الرجل الفنان.
من هذه الفكرة ولد مهرجان “أصداء نسوية” الذي يعدّ فرصة لاجتماع والتقاء الفاعلين والفنانين المدافعين عن المساواة والمؤمنين بضرورة حصول المرأة على كامل حقوقها، مهرجان اجتمع فيه الفن مع الحقوق في جملة من الفقرات التي تختلف بين “الماستر كلاس” المخصص لتبادل الأفكار والتفكير في مكانة النساء، من خلال تقييم للأعمال الفنية واستعراض لحضور المرأة فيها، دون اللجوء إلى الصور النمطية القائمة على النقاش فقط، بهدف تحسين الوعي العام بالقضايا النسوية انطلاقا من عروض مسرحية وسينمائية تعزز الثقافة الحقوقية النسائية.
وعلى مدار ثلاثة أيام، اجتمعت كوكبة من النساء المبدعات في تونس وأخريات من دول عربية، في حوار فني يبحث في مشكلاتهن بعيدا عن الكليشيهات المكررة والشعارات الواهية.
المهرجان وفّر مساحة لتعبير الفنانين والفنانات الملتزمات بالقضايا الإنسانية والحقوقية، والذين يحاولون تفكيك الصور النمطية المتجسدة في المجتمع
وبحثت الفنانات مشكلات عديدة انطلاقا من أعمال فنية تتطرق إليها، ومنها الانتهاكات الجنسية ضدّ النساء ضمن فقرة بعنوان “العنف الجنسي: صدى الناجيات”، أشرفت على تصورها الفني الممثلة التونسية هالة عياد، فاختارت أن تجعل النساء اللواتي تعرضن للعنف الجنسي سيدات العرض ومن يفتتحن أبواب التساؤل ويدرن النقاش.
وشاركت في هذه الفقرة حملة “أنا أيضا” في نسختها التونسية، لتقدم شهادات حيّة لنساء واجهن الانتهاكات الممارسة في حقهن دون خوف من المجتمع، في فقرة عنوانها “التحرش:حكايتنا”، وكانت قصصهن فرصة لتعريف الجمهور بالأثر النفسي السلبي الذي يخلفه العنف على النساء على شخصياتهن.
وكان من ضمن عروض المهرجان، عرض لمسرحية “آخر مرة” للمخرجة والممثلة التونسية وفاء الطبوبي، وهي مسرحية تنتصر للمرأة في رحلة الصراع القائمة بين الأنثى والذكر، وهي لسان حال الكثير من النساء، تبرز أوجاعهن وأحلامهن.
وبحث جمهور “أصداء نسوية” خلال ماستر كلاس “معالجة قضايا العنف ضد النساء في السينما” مرفوقة بعرض فيلمين سينمائيين، الأول “حبّ في الجليل” لنادر شلهوب وليلى منعم من لبنان، والثاني فيلم “بشتقلك ساعات” لمحمد شوقي حسن من مصر، وهو الفيلم الذي يطرح موضوع المثلية الجنسية، وقد لاقى العديد من الانتقادات والرفض، بالإضافة إلى رفع العديد من المحامين قضايا ضد المخرج والمطالبة بسحب الجنسية المصرية منه بسبب الفيلم، رغم أن مخرج العمل أوضح في تصريحات صحافية أن ما قصده من وراء الفيلم هو “كشف تجربة الزمان والمكان والعلاقات الموازية في نفس الوقت”.
وقالت الفنانة المصرية دنيا مسعود الضيفة التي تشارك في الفيلم، وحضرت كضيفة شرف في المهرجان، إن الإصرار على نقل القضايا الحقوقية، والتذكير بها عبر مختلف الفنون، يساهم بلا شك في تكريس الوعي بقضايا حماية حقوق المرأة ونبذ العنف والتحرش.
وأضافت أنها محظوظة لمشاركتها في أعمال وتظاهرات تخدم القضايا النسوية، معتبرة أن مثل هذه المشاركات ”رفاهية لا تتوفر دائما للفنانين”.
ورأت دينا، وهي مسرحية ومغنية مصرية، أن الجدل القائم حول الفيلم مضحك، خاصة أن الجمهور الذي كان نقده لاذعا للفيلم، لم يشاهده، وإنما كان عنيفا في تعليقه على عمل سينمائي روج له أنه يصور حياة مثليي الجنس، متسائلة “ماذا سيكون رده لو شاهد الفيلم؟”.
وشددت الفنانة قائلة “على الإنسان أن يكون أكثر واقعية وأقل عنفا مع أي شيء مختلف عنه”.
ولم ينس المهرجان التطرق إلى طريقة تعاطي وسائل الإعلام والفضاء الرقمي مع قضايا العنف ضدّ النساء، في جلسة مصحوبة بعرض لمسرحية “ربع وقت” لسيرين قنون، وهي عمل نسائي بامتياز، فكامل فريقه من النساء، إضافة إلى تطرقه إلى مواضيع مختلفة من قضايا المرأة العربية الراهنة.
وفي مسرحية “ربع وقت” أو “CLUB DE CHANT” (نادي الغناء)، كانت المرأة هي العنوان الرئيسي فيها، هي الفاعلة في سياق المسرحية، تفعل ما تريد بحرية من دون وصاية أو رقابة أو حتى مشاركة من الرجل، الذي بقي حبيس الحكايات والمواقف، ومن دون تحميله مسؤولية عدد من الانتهاكات، بل هي مسؤولية المرأة التي عليها أن تقبل وترفض بحريتها ومن دون العودة في اتخاذ قرارها إلى أحد.
وبهذه الفقرات كان “أصداء نسوية” مهرجانا يوفر مساحة لتعبير الفنانين والفنانات الملتزمات بالقضايا الإنسانية والحقوقية، والذين يحاولون تفكيك الصور النمطية المتجسدة في المجتمع.
والمهرجان من تنظيم “أصوات نساء” وهي منظمة نسوية تونسية تعمل منذ عام 2011 على دمج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات العامة، وتناضل من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وتتمثل مهمتها في محاربة جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وتعزيز ثقافة المساواة، وتشجيع النساء على المشاركة في الحياة العامة والسياسية.