هل كانت حدائق بابل المعلقة مجرد أسطورة؟
كتابات المؤرخين توضح حقيقة وجود الحدائق المعلقة
حدائق بابل المعلقة تعد أحد عجائب الدنيا السبع، ولكنها رغم ذلك لم يعد لها وجود على الأرض. حيث تم وصف حدائق بابل المعلقة في كتابات المؤرخين، لكن أين تقع الحدائق المعلقة؟ وهل كانت أسطورة من أساطير الزمن الغابر أم أنها كانت واحدة من أعاجيب صناعة الإنسان في العالم القديم؟
وصف حدائق بابل المعلقة
ترسم النصوص اليونانية والرومانية وصف حدائق بابل المعلقة التي كانت فيما مضى من الزمان أعجوبة من الأعاجيب. هذا الرسم كان عبارة عن صوراً حية لحدائق بابل المعلقة الفاخرة تعلو وسط المناظر الطبيعية الحارة والقاحلة لبابل القديمة، وتنتشر النباتات المورقة مثل الشلالات من أعلى الحديقة إلى أسفلها. يبلغ ارتفاعها 75 قدماً. وقد أبهرت أعين العالم بنباتات وأعشاب وزهور غريبة. كما كان لانتشار العطور في الواحة النباتية الشاهقة المليئة بالتماثيل والأعمدة الحجرية الطويلة أثراً عظيماً في النفوس.
هذا ما صورته لنا النصوص القديمة والمخطوطات التي كتبها العديد من المؤرخين في الماضي أمثال المؤرخ والكاهن البابلي بيرسوس الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد وكان أحد عبده الاله مرودوخ.
ومع مرور الزمن اقتبس مؤرخين كُثر من كتابات الكاهن البابلي بيرسوس، وكان من ضمن الاقتباسات تلك النصوص التي تتحدث عن حدائق بابل المعلقة، ومن أمثال هؤلاء المؤرخين المؤرخ اليهودي يوسف بن ماتيتياهو الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد.
هذا ما وصلنا عن هذه الأعجوبة التي لم نرها بأعيننا، ولقد خلدتها كتب التاريخ القديم، مما ساهم في وضعها ضمن عجائب الدنيا السبع. فما هي قصة حدائق بابل المعلقة؟
تاريخ حدائق بابل المعلقة
الحفريات الجديدة توضح مكان الحدائق الحقيقييقول العديد من المؤرخين أن حدائق بابل المعلقة تم إنشاؤها على يد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني. حيث شيد الحدائق المعلقة الفاخرة في القرن السادس قبل الميلاد، وكان السبب الرئيسي لتشيده هذه الحدائق هو إرضاء زوجته أميتيس. قدم الملك البابلي حدائق بابل المعلقة كهدية لزوجته التي كانت تشعر بالحنين إلى وطنها في بلاد فارس حيث النباتات الجميلة والجبال الخضراء التي تنتشر في البلاد.
تفكر الملك نبوخذ نصر الثاني في كيف يجعل الصحراء تتفتح بالأزهار والنباتات، لكن ليفعل ذلك كان من الضروري وجود أعجوبة في هندسة الري أيضاً. يعتقد العلماء أنه كان من الممكن استخدام نظام من المضخات وعجلات المياه والصهاريج لرفع ونقل المياه من نهر الفرات القريب إلى الجزء العلوي من الحدائق.
أين تقع حدائق بابل المعلقة
كانت معظم الروايات اليونانية والرومانية المتعددة عن الحدائق المعلقة مكتوبة بخط اليد. بعد قرون من الدمار المزعوم لهذه العجيبة الخلابة. ورغم ذلك فعلى مدار قرون بحث علماء الآثار عبثاً عن بقايا حدائق بابل المعلقة. لدرجة أن مجموعة من علماء الآثار الألمان أمضوا عقدين في مطلع القرن العشرين في محاولة لاكتشاف علامات العجائب القديمة دون أي يوفقوا إلى معرفة أي شيء عن هذه الأعجوبة. مما دفع الكثير من علماء الآثار للتشكيك في وجود حدائق بابل المعلقة من الأساس، واعتقدوا أن عجائب الصحراء المفترضة مجرد سراب تاريخي أو أسطورة من أساطير الزمن الغابر.
الأبحاث الجديدة
صورة رمزية لموقع حدائق بابل المعلقةتعتقد الدكتورة ستيفاني دالي الباحثة الأثرية في جامعة أكسفورد بإنجلترا أنها وجدت دليلاً على وجود عجائب العالم القديم الأسطورية. وقد ذكرت ذلك في كتابها الذي يحمل عنوان “لغز الحديقة المعلقة في بابل: عالم بعيد المنال تتبعه عجائب”. تؤكد دالي أن السبب وراء عدم العثور على أي آثار للحدائق المعلقة يرجع إلى أنها لم يتم تشيدها هناك من الأساس. لقد أمضت الباحثة عقدين من الزمان في البحث عن هذه الحدائق. ودراسة النصوص المسمارية القديمة. ثم توصلت في النهاية إلى أن الحدائق كانت متواجدة بالفعل. لكن أين تقع حدائق بابل المعلقة؟
إنها ليست في المكان الذي كان علماء الآثار يبحثون فيه. بل هذه الحدائق قد شيدن على بعد 300 ميل شمال بابل أي في نينوي عاصمة الإمبراطورية الآشورية المنافسة للإمبراطورية البابلية. كما توصلت الباحثة إلى أن الملك الآشوري سنحاريب، وليس نبوخذ نصر الثاني هو الذي بنى هذه الأعجوبة في أوائل القرن السابع قبل الميلاد. أي قبل قرن مما كان يعتقده العلماء في السابق.
الحفريات الجديدة
الحدائق المعلقة واحدة من عجائب الدنيا السبعكشفت الحفريات الأخيرة حول نينوى، بالقرب من مدينة الموصل العراقية الحديثة عن أدلة على وجود نظام قنوات مائية واسع النطاق ينقل المياه من الجبال. تحمل هذه القنوات نقوشاً تقول “سنحاريب ملك العالم “. كما صورت النقوش البارزة من القصر الملكي في نينوى حديقة مورقة تسقيها قناة مائية.
أما السبب الرئيسي في الارتباك الذي حدث بشأن موقع الحدائق فربما يكون بسبب الغزو الآشوري لبابل عام 689 قبل الميلاد. فبعد الاستيلاء على نينوي تم اطلاق اسم “بابل الجديدة” عليها.
هذه الاكتشافات الجديدة يمكنها أن تُدحض الأفكار القائلة بأن العجائب القديمة كانت مجرد سراباً تاريخياً. لكنها قد تُثبت أيضاً أن هذه الحدائق تم تسميتها بشكل خاطئ ويجب أن يكون اسمها الحقيقي حدائق نينوى المعلقة.
في النهاية نصل إلى أن حدائق بابل المعلقة التي كانت ضمن عجائب الدنيا السبع لم تكن أسطورة من أساطير الزمن الغابر اخترعها بعض المؤرخين. بل كانت ذات يوم واحدة من عجائب الدنيا التي صنعتها يد الإنسان.
المراجع:
كتابات المؤرخين توضح حقيقة وجود الحدائق المعلقة
- وصف حدائق بابل المعلقة
- تاريخ حدائق بابل المعلقة
- أين تقع حدائق بابل المعلقة
- الأبحاث الجديدة
- الحفريات الجديدة
حدائق بابل المعلقة تعد أحد عجائب الدنيا السبع، ولكنها رغم ذلك لم يعد لها وجود على الأرض. حيث تم وصف حدائق بابل المعلقة في كتابات المؤرخين، لكن أين تقع الحدائق المعلقة؟ وهل كانت أسطورة من أساطير الزمن الغابر أم أنها كانت واحدة من أعاجيب صناعة الإنسان في العالم القديم؟
وصف حدائق بابل المعلقة
ترسم النصوص اليونانية والرومانية وصف حدائق بابل المعلقة التي كانت فيما مضى من الزمان أعجوبة من الأعاجيب. هذا الرسم كان عبارة عن صوراً حية لحدائق بابل المعلقة الفاخرة تعلو وسط المناظر الطبيعية الحارة والقاحلة لبابل القديمة، وتنتشر النباتات المورقة مثل الشلالات من أعلى الحديقة إلى أسفلها. يبلغ ارتفاعها 75 قدماً. وقد أبهرت أعين العالم بنباتات وأعشاب وزهور غريبة. كما كان لانتشار العطور في الواحة النباتية الشاهقة المليئة بالتماثيل والأعمدة الحجرية الطويلة أثراً عظيماً في النفوس.
هذا ما صورته لنا النصوص القديمة والمخطوطات التي كتبها العديد من المؤرخين في الماضي أمثال المؤرخ والكاهن البابلي بيرسوس الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد وكان أحد عبده الاله مرودوخ.
ومع مرور الزمن اقتبس مؤرخين كُثر من كتابات الكاهن البابلي بيرسوس، وكان من ضمن الاقتباسات تلك النصوص التي تتحدث عن حدائق بابل المعلقة، ومن أمثال هؤلاء المؤرخين المؤرخ اليهودي يوسف بن ماتيتياهو الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد.
هذا ما وصلنا عن هذه الأعجوبة التي لم نرها بأعيننا، ولقد خلدتها كتب التاريخ القديم، مما ساهم في وضعها ضمن عجائب الدنيا السبع. فما هي قصة حدائق بابل المعلقة؟
تاريخ حدائق بابل المعلقة
الحفريات الجديدة توضح مكان الحدائق الحقيقييقول العديد من المؤرخين أن حدائق بابل المعلقة تم إنشاؤها على يد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني. حيث شيد الحدائق المعلقة الفاخرة في القرن السادس قبل الميلاد، وكان السبب الرئيسي لتشيده هذه الحدائق هو إرضاء زوجته أميتيس. قدم الملك البابلي حدائق بابل المعلقة كهدية لزوجته التي كانت تشعر بالحنين إلى وطنها في بلاد فارس حيث النباتات الجميلة والجبال الخضراء التي تنتشر في البلاد.
تفكر الملك نبوخذ نصر الثاني في كيف يجعل الصحراء تتفتح بالأزهار والنباتات، لكن ليفعل ذلك كان من الضروري وجود أعجوبة في هندسة الري أيضاً. يعتقد العلماء أنه كان من الممكن استخدام نظام من المضخات وعجلات المياه والصهاريج لرفع ونقل المياه من نهر الفرات القريب إلى الجزء العلوي من الحدائق.
أين تقع حدائق بابل المعلقة
كانت معظم الروايات اليونانية والرومانية المتعددة عن الحدائق المعلقة مكتوبة بخط اليد. بعد قرون من الدمار المزعوم لهذه العجيبة الخلابة. ورغم ذلك فعلى مدار قرون بحث علماء الآثار عبثاً عن بقايا حدائق بابل المعلقة. لدرجة أن مجموعة من علماء الآثار الألمان أمضوا عقدين في مطلع القرن العشرين في محاولة لاكتشاف علامات العجائب القديمة دون أي يوفقوا إلى معرفة أي شيء عن هذه الأعجوبة. مما دفع الكثير من علماء الآثار للتشكيك في وجود حدائق بابل المعلقة من الأساس، واعتقدوا أن عجائب الصحراء المفترضة مجرد سراب تاريخي أو أسطورة من أساطير الزمن الغابر.
الأبحاث الجديدة
صورة رمزية لموقع حدائق بابل المعلقةتعتقد الدكتورة ستيفاني دالي الباحثة الأثرية في جامعة أكسفورد بإنجلترا أنها وجدت دليلاً على وجود عجائب العالم القديم الأسطورية. وقد ذكرت ذلك في كتابها الذي يحمل عنوان “لغز الحديقة المعلقة في بابل: عالم بعيد المنال تتبعه عجائب”. تؤكد دالي أن السبب وراء عدم العثور على أي آثار للحدائق المعلقة يرجع إلى أنها لم يتم تشيدها هناك من الأساس. لقد أمضت الباحثة عقدين من الزمان في البحث عن هذه الحدائق. ودراسة النصوص المسمارية القديمة. ثم توصلت في النهاية إلى أن الحدائق كانت متواجدة بالفعل. لكن أين تقع حدائق بابل المعلقة؟
إنها ليست في المكان الذي كان علماء الآثار يبحثون فيه. بل هذه الحدائق قد شيدن على بعد 300 ميل شمال بابل أي في نينوي عاصمة الإمبراطورية الآشورية المنافسة للإمبراطورية البابلية. كما توصلت الباحثة إلى أن الملك الآشوري سنحاريب، وليس نبوخذ نصر الثاني هو الذي بنى هذه الأعجوبة في أوائل القرن السابع قبل الميلاد. أي قبل قرن مما كان يعتقده العلماء في السابق.
الحفريات الجديدة
الحدائق المعلقة واحدة من عجائب الدنيا السبعكشفت الحفريات الأخيرة حول نينوى، بالقرب من مدينة الموصل العراقية الحديثة عن أدلة على وجود نظام قنوات مائية واسع النطاق ينقل المياه من الجبال. تحمل هذه القنوات نقوشاً تقول “سنحاريب ملك العالم “. كما صورت النقوش البارزة من القصر الملكي في نينوى حديقة مورقة تسقيها قناة مائية.
أما السبب الرئيسي في الارتباك الذي حدث بشأن موقع الحدائق فربما يكون بسبب الغزو الآشوري لبابل عام 689 قبل الميلاد. فبعد الاستيلاء على نينوي تم اطلاق اسم “بابل الجديدة” عليها.
هذه الاكتشافات الجديدة يمكنها أن تُدحض الأفكار القائلة بأن العجائب القديمة كانت مجرد سراباً تاريخياً. لكنها قد تُثبت أيضاً أن هذه الحدائق تم تسميتها بشكل خاطئ ويجب أن يكون اسمها الحقيقي حدائق نينوى المعلقة.
في النهاية نصل إلى أن حدائق بابل المعلقة التي كانت ضمن عجائب الدنيا السبع لم تكن أسطورة من أساطير الزمن الغابر اخترعها بعض المؤرخين. بل كانت ذات يوم واحدة من عجائب الدنيا التي صنعتها يد الإنسان.
المراجع:
1. Author: CHRISTOPHER KLEIN, (9/1/2018), Hanging Gardens Existed, but not in Babylon, www.history.com, Retrieved: 11/10/2020. |
2. Author: Mark Cartwright, (7/27/2018), Hanging Gardens of Babylon, www.ancient.eu, Retrieved: 11/10/2020. |
3. Author: The Editors of Encyclopaedia Britannica, (5/13/2020), Hanging Gardens of Babylon, ancient garden, Babylon, Mesopotamia, www.britannica.com, Retrieved: 11/10/2020 |