نصائح للصحافيات عن النجاح من مؤسسة شبكة نساء من أجل الإعلام
بواسطة مصطفى فتحي
Oct 30, 2018
تؤمن الصحافية المصرية فاطمة خير مؤسسة شبكة نساء من أجل الإعلام (كيان غير حكومي يهدف لتطوير مهارات الصحافيات)، أنّ الصحافيات في العالم العربي، يمكنهن المنافسة في سوق العمل، وتحقيق النجاح وإثبات ذواتهن، مهما كانت الصعوبات والتحديات التي تقابلهن.
لم تسمح خير لأي صعوبات أن توقفها عن النجاح، حيث أصدرت أربعة كتب حتى الآن، أحدثها هو "أنثى سعيدة"، وعملت في مؤسسات صحفية مهمة عدة، بداية من صحيفة الأهالي، كما كانت من أوائل المراسلات المصريات النساء لموقع إيلاف في العام 2004، بعدها عملت كمراسلة لجريدة السفير اللبنانية منذ نهاية 2007، وكذلك مراسلة لإذاعة الجزائر الدولية.
وفي نهاية عام 2007 بدأت خير رحلة مختلفة، في واحد من أهم المواقع المصرية، وهو موقع اليوم السابع، لتكون أحد مؤسسيه والمسؤولة عن تطوير وجودة محتواه الإلكتروني، وهناك أسست وأدارت راديو اليوم السابع الإلكتروني وبعده فيديو اليوم السابع، قبل أن تنتقل إلى فضائية دريم المصرية، بعدها تفرغت للعمل التلفزيوني كرئيسة تحرير لبرامج تهدف لدعم النساء، منها برامج في فضائية تن، وبعدها برامج في فضائية دي إم سي.
"كان يجب أن يكون لي دور في دعم الصحافيات، لأنني امرأة مثلهن، ولأنني واجهت صعوبات عدة في حياتي"، هكذا تقول خير لشبكة الصحفيين الدوليين، وتكمل إنه بسبب عملها لسنوات طويلة في مجال التدريب الإعلامي، وهو المجال الذي بدأته منذ نهاية 2013، كانت ولا زالت تقابل الكثير من الصحافيات الشابات، ودائماً يطرحن عليها أسئلة عن السر في قدرتها على الاستمرار في العمل في مجال الإعلام وتحقيق النجاح كرئيس تحرير ومطورة محتوى ومدربة، وفي نفس الوقت، مهتمة بأسرتها وحياتها الشخصية.
أيضاً قابلت خير فتيات كثيرات أخبرنها برغبتهن في تغيير المجال بسبب صعوبة الاستمرار فيه، خصوصاً لو تزوجن أو انجبن، أو عند أول اشتباك أو تمييز بينهن وبين رؤساءهم الرجال في العمل، وقد صدمها ذلك كثيراً؛ فهي شخصياً لم تكن تنظر للأمور بهذه الطريقة، ولم يخطر في بالها على الإطلاق برغم صعوبة الظروف التي قابلتها أن تهجر المهنة التي أحبتها، "دفعتني أسئلة المتدربات المتكررة عن إيجاد طريقة لمساعدة الصحافيات على الاستمرار في العمل، مهما كانت الظروف، وأن ينجحن حتى لو واجهن تمييز، أو مضايقات، أو حتى قررن الزواج وبدء تكوين أسرة"، تقول خير.
في ديسمبر/كانون الأول عام 2014، قررت الصحافية المصرية أن يكون لها مشروعها الإعلامي المستقل الذي يهدف لدعم النساء الصحافيات، فأطلقت شبكة نساء من أجل الإعلام باعتبارها كيان يهدف لمساعدة الصحافيات والإعلاميات والكاتبات المحترفات والهاويات، على ممارسة شغفهن مدى الحياة، دون أن يكون الزواج وتربية الأطفال عائقاً أمام ذلك، بطريقة بسيطة وهو أن تكون الشبكة هي خط يصل ما بين الأجيال، ووسيلة لتبادل الخبرات، ومساحة للفضفضة عما يعيق الشابات والأمهات في منتصف الطريق.
وقررت الاستعانة بأدوات بسيطة لأجل تنفيذ الفكرة، وهي نفسها الأدوات التي تتقن استخدامها، موقع إلكتروني وصفحة فيسبوك وورش تدريبية على أرض الواقع.
ويقوم موقع الشبكة بنشر مقالات للإعلاميات في منتصف العمر لنقل خبراتهن للأصغر سناً، كما ينشر مقالات للمبتدئات بهدف اعطائهن مساحة للتعبير عن الذات وعن تحديات المهنة في مقتبل العمر، وعلى صفحة الشبكة على فايسبوك تقوم خير بالرد على أسئلة الصحافيات التي تصلها من خلال رسائل الصفحة.
يا نساء العالم العربي انجحن
تقول خير: "أؤمن بشدة أن الوسيلة المثلى لإثبات أن النجاح لأي امرأة في مجال الإعلام ممكن، هو بتقديم نماذج ناجحة بالفعل تعرض خبراتها ومسيرتها وإلقاء الضوء عليها كامرأة مهنية ناجحة، لإلهام النساء، فهذا في رأيي هو الرد العملي الأمثل على مخاوف أي إعلامية في بداية الطريق، خاصةً أن التحديات التي تواجه الصحافيات العربيات واحدة تقريباً، وتتبلور أغلبها حول التوفيق بين امتلاك حياة خاصة ناجحة وبناء أسرة وبين الاستمرار في العمل، وكذلك فرصهن غير السهلة في الوصول لمراكز مرموقة في مجال الإعلام، وكل ذلك يمكن مواجهته بتطوير المهارات المهنية والتكاتف والدعم بين النساء العاملات في هذا المجال الصعب".
تكمل خير: "يجب أن تدرك الصحافية أنها اختارت مجال عمل صعب وغير تقليدي، وأن تحسم رغبتها في الاستمرار فيه مبكراً، وأن تؤمن بأن تحققها في هذا المجال يتوقف على إيمانها بنفسها وبإصرارها على أن تجد لنفسها مكاناً في مجال يسيطر عليه الرجال، وأنه لا أحد سيؤمن بها سواها، وأن ذلك لن يتعارض بأن تسعلى لتأسيس أسرة كغيرها من النساء على أن ذلك لن يكون بالأمر السهل".
بحسب خير فإنّ الصحافية تحتاج لتطوير مهاراتها بشكل مستمر، وتتعلم كيفية تنظيم الوقت، وقراءة كتب تفيدها في التعامل مع شخصيات صعبة، فمثلاً هناك رؤساء تحرير يتعاملن بحدة مع الصحافيات، ولا يؤمنون أن النساء من حقهن العمل والنجاح، وهذه نماذج موجودة، وتحتاج النساء لتعلم كيفية التعامل معها، عن طريق الإصرار على النجاح، وقبول كل التحديات، وأن يثبتن بشكل عملي إنهن مؤهلات، وقادرات على الإضافة لمكان عملهن، ووقتها سيتقبل هذا النوع من رؤساء التحرير الأمر، ففي النهاية كل ما يهمهم هو إنجاح الموقع.
تنصحكن خير بالتعلم المستمر طوال الوقت، والبحث عن فرص تدريب ومنح تعليمية في أي مكان في العالم، واستخدام الإنترنت في التعلم، وألا تسمحن لأي شخصيات معقدة بإحباطكن، على أن يكون ذلك بتجاهل مضايقاتهم المستمرة والانشغال فقط بتطوير المهارات والنجاح وإثبات أن المرأة قادرة على تنفيذ كل ما يطلب منها على أكمل وجه.
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
مصطفى فتحي
مصطفى فتحي، صحفي مصري حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كتب للسفير اللبنانية وموقع رصيف٢٢ ونشرت له مجموعة كتب أحدثها "سواق توكتوك" الذي يوثق لحياة سائقي التوكتوك في مصر.