بعدسة عين السمكة.. كيف تحكي للناس قصصًا مميزة عن طريق الصور؟
بواسطة مصطفى فتحي
Oct 30, 2018
أن تجد فكرة مبتكرة لمشروع صحافي مصور يحمل اسمك، ويحقق لك النجاح، ليست مهمة سهلة، لكنها أيضاً ليست مستحيلة.
شبكة الصحفيين الدوليين حاورت المصوّر المصري الشاب بيشوي فايز، الذي تحقق مشاريعه المصورة، خصوصاً تلك التي التقطها بعدسة عين السمكة، نجاحاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
"اتركوا التصوير التقليدي جانباً وابحثوا عن مشاريع مصورة من خارج الصندوق"، هذه أول قاعدة للنجاح في عالم صناعة المشاريع المصورة من وجهة نظر بيشوي فايز، والذي ينصحكم أيضاً بألا تصدقوا أبداً أن إجادة فن التصوير والتميز فيه أمر صعب وحصري لأشخاص معينين، بل أن الجميع يمكنهم النجاح في هذا المجال إذا أصروا على ذلك.
من اللغة اليابانية إلى صناعة المشاريع المصورة
لسنوات طويلة لم يتخيل فايز أن التصوير سيكون مجال عمله، خصوصاً أنّه ليس مجال دراسته، حيث درس اللغة اليابانية في إحدى الجامعات المصرية، وحين سافر إلى اليابان لتمثيل مصر في مؤتمر خاص بالسلام قرر أن يشتري من هناك كاميرا ويوثق بها ما يشاهده من تفاصيل.
"لكني أحببت التصوير.. وجدت نفسي أتعلق به، فقررت أن أتعلمه.. اشتريت كتبًا كثيرة، ودخلت إلى مواقع أكثر على الإنترنت، كما شاهدت مقاطع فيديو عن التصوير نفذها متطوعين من كل أنحاء العالم، دخلت مجال التصوير ولم أخرج منه من يومها"، يقول فايز.
كان التحدي وقتها بالنسبة للشاب المصري أن يجعل صوره تحكي للناس قصصاً، بأقل عدد من الكلمات، أراد أن يكون مصورًا صحفيًا له رسالة وهدف، وأن ينقل للناس حكايات من الحياة والطبيعة، تشجعهم على اكتشاف العالم.
نفذ فايز مشاريع كثيرة، استخدم في تنفيذ أغلبها عدسة عين السمكة، ويقول إنّ السبب في ذلك أن هذه العدسة مظلومة فنياً، حيث لا يفضل الكثير من المصورين استخدامها، لكنه يقول إنه صمم أن يغير هذه الفكرة عنها، فنفذ بها عدة مشاريع كان أشهرها مشروع توثيق الأماكن الحقيقية المرسومة على العملات المصرية، ومن أجل ذلك سافر إلى أغلب المحافظات المصرية ليلتقط صورة للعملة بجانب المكان الحقيقي المرسوم عليها.
وقال: "استغرق تنفيذ المشروع حوالي ثلاثة أشهر، حيث التقطت صور الأماكن التاريخية في أوقات مختلفة من اليوم، وكنت أحياناً أعود للمكان مرة أخرى لو لم تعجبني النتيجة النهائية بعد تحرير الصورة، وكنت قبل الذهاب إلى المكان أقرأ عنه جيداً لأتعرف على تاريخه".
عمل بيشوي في مجال التصوير الصحفي منذ العام 2011، وشارك بصوره في معارض فنية كثيرة داخل مصر وخارجها، لكن حين اكتشفت ان السياسة في عالمنا العربي أصبحت تفرق الناس ولا تجمعهم، قرر أن يكون هدفه من التصوير هو جمع الناس مهما كانت أفكارهم السياسية مختلفة.
وأضاف: "من أجل جمع الناس لا تفريقهم اتجهت لتصوير الطبيعة والأماكن الأثرية والتاريخية، ومنها المساجد والكنائس والمتاحف والمحميات الطبيعية، أردت أن أحكي للناس عن الجمال من حولهم، وأن تكون صوري تشجيعاً لهم على اكتشاف تفاصيل مجتماعاتهم المخفية عنهم وسط مشاغل الحياة".
خطوات صناعة مشروع مصور ناجح
حتى تصبح مصور مشاريع مصورة ناجحًا، يجب أن تتحرك كثيراً وتكتشف الحياة من حولك، فالنزول للشارع يجعلك تتعرف على تفاصيل الحياة، لكن الجلوس داخل غرفة مغلقة لن يجعلك تنجح، يقول بيشوي ويكمل: "تابع كل أنواع الفنون الأخرى، ومنها الموسيقى والنحت والفن التشكيلي وشاهد عروضًا سينمائية ومسرحية وثقافية، كلما اكتشفت الفنون الأخرى كلما أصبحت مصور مشاريع مصورة محترفًا ومميزًا، فالفنون حين تدخل عقلك وروحك تكون النتيجة أن يخرج من أعماقك الإبداع".
ولفت الى أنّه يتابع دائماً ما يقوم المصورون الآخرون، ويتعلم منهم ويتعرف على خبراتهم المختلفة، وأضاف: "لكن لا تقلدهم أبداً، فقط اعتبرهم مصادر ملهمة لك، وصدق دائماً أن النجاح في مجال صناعة المشاريع المصورة أمر ممكن لكل صاحب شغف حقيقي للتعلم، وحين تسير في الشارع انظر لكل التفاصيل من حولك باهتمام صادق، وحاول أن ترى ما وراء الصورة، انظر بعمق للتفاصيل كلها، ابتعد تماماً عن النظرة السطحية لكل ما تراه".
يطلب منك بيشوي كذلك أن تصور كثيراً جداً حتى لو بهاتفك المحمول، ولو لم تكن تملك كاميرا اهتم على الأقل بشراء هاتف مزود بكاميرا جيدة، ويمكنك وقتها شراء عدسة لكاميرا هاتفك تجعل نتائج الصور أفضل، وبشكل عام صور كل شيء من زوايا مختلفة، وفي أوقات مختلفة من اليوم.
واسأل نفسك دائماً عن هدفك الحقيقي من التصوير، واجتهد واقرأ عن أي مكان قبل أن تقوم بتصويره، وتعلم الكتابة الإبداعيّة، التي تجعلك قادرًا على تبسيط المعلومة لمتابعيك على وسائل التواصل الاجتماعي، وابتعد تماماً عن اللغة الجامدة حين تحكي قصص مصورة للناس.
وأخيراً..
للتعرف أكثر على مشاريع بيشوي فايز المصورة اضغطوا هنا
الصورة الرئيسية لـبيشوي فايز نُشرت بعد أخذ الإذن.
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
مصطفى فتحي
مصطفى فتحي، صحفي مصري حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كتب للسفير اللبنانية وموقع رصيف٢٢ ونشرت له مجموعة كتب أحدثها "سواق توكتوك" الذي يوثق لحياة سائقي التوكتوك في مصر.