الأسرار الغامضة لكائنات تسكن جوف الأرض
وائل الشيمي
هناك عدد لا يعد ولا يحصى من الحكايات والأساطير التي تلوكها ألسنة الناس عن الأرض المجوفة وسكان جوف الأرض وبوابات جوف الأرض والحضارات الجوفية التي تنتشر عبر شبكة واسعة من الأنفاق المترابطة عبر الكوكب. فهل سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال؟
بوابات جوف الأرض
لطالما أحب الناس تناقل القصص والأساطير حول هذه البوابات الموجودة تحت الأرض. فإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً سنتذكر تلك القصص الغامضة التي تدور حول أنفاق كويفا دي لوس تايوس في الإكوادور. أو تلك القصص التي تحكي عن مداخل عوالم تحت الأرض. هذه البوابات التي من المفترض أن تقع في جبال الأنديز، وجبال الهيمالايا، وصحراء جوبي، وتركيا، وأهرامات الجيزة.
نظرية الأرض المجوفة
تنص نظرية الأرض المجوفة على أن الأرض عبارة عن كوكب أجوف له مداخل أو بوابات قديمة تؤدي إلى سكان جوف الأرض. هذه البوابات منتشرة في جميع أنحاء الكرة الأرضية. لقد ظهرت هذه النظرية منذ العصور القديمة، كما دافع عنها عالم الفلك الإنجليزي إدموند هالي.
خلال عام 1826 أظهر الأمريكي جون سي سيمز ايمانه بهذه النظرية. وحاول تتبع أصولها إلى أن توصل في النهاية إلى الاعتقاد بأن هناك عالم كامل تحت الأرض أطلق عليهم سكان جوف الأرض. لكن لم يتوقف الأمر على ذلك فحسب بل أطلق حملة وطنية بهدف جمع المال اللازم من أجل رحلة استكشافية للقطب الشمالي بهدف البحث عن مدخل إلى عالم جوف الأرض. وحينما لم يستطع جمع هذا المال أرسل اقتراحاً إلى الكونجرس الأمريكي للحصول على مساعدة مالية حكومية من أجل إيجاد هذا المدخل.
رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي
رحلات استكشافية للبحث عن سكان جوف الأرضوافقت الحكومة الأمريكية على تمويل تلك الرحلة. لكن لسوء حظه، فلقد تُوفي قبل أن تخصص الحكومة التمويل اللازم لتلك البعثة وغادرت البعثة في عام 1838. لكن لماذا وافقت الحكومة الأمريكية على ذلك الاقتراح؟ هل كانت تؤمن بالفعل بحقيقة وجود الأرض المجوفة أم أن تلك البعثة كانت لها أغراضاً أخرى؟
في واقع الأمر فإن الحكومة الأمريكية لم توافق على ذلك التمويل والقيام بتلك الرحلة من أجل استكشاف عالم جوف الأرض. بل كانت لها أهدافاً خفية. تلك الأهداف تتمثل في محاولة معرفة أهمية الأرض الوحيدة التي لم يغزوها أحد في العالم من قبل وهي المنطقة القطبية. حيث كان القوى العالمية الكبرى في ذلك الوقت تحاول السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الموجودة في العالم ووضعها تحت سيطرتها. استمرت البعثة حوالي أربع سنوات تحت قيادة تشارلز ويلكس. وساعدت هذه الرحلة الحكومة الأمريكية على اكتشاف الامتداد الجغرافي الواسع للمنطقة القطبية الشمالية. ولكن لم يتم العثور على أية علامة تشير إلى وجود ممر إلى الأرض المجوفة.
ومع ذلك، ظلت فكرة سيمز راسخة في أذهان حفنة من الكتاب الذين يميلون إلى حب البحث عن تحقيق أحلام تبدو مستحيلة على ما يبدو. وهكذا، أشاد إدغار آلان بو، وجول فيرن، وإتش بي لوفكرافت، من بين آخرين كثيرين لهذه النظرية. لم ينته الاهتمام بنظرية الأرض الجوفاء عند هذا الحد. ففي القرن العشرين، ومع المعرفة بالجغرافيا والجيولوجيا للأرض، التي كانت لا تزال مفقودة، كان هناك من استمروا في محاولة الوصول إلى هذا العالم الغامض تحت القشرة الأرضية. على سبيل المثال، أظهر بعض القادة النازيين، عشاق الأساطير القديمة والسحر في ألمانيا، اهتماماً ملحوظاً بهذه الأنواع من النظريات
تاريخ الأسطورة
أساطير الأرض المجوفةإدموند هالي (1656-1742)، العالم الإنجليزي الذي درس المذنب الذي يحمل اسمه، ربما كان أول من وضع فرضية علمية حول الأرض الجوفاء. فبعد سلسلة من الملاحظات للمجال المغناطيسي للأرض، خلص هالي إلى أن الحالات الشاذة التي لوحظت لا يمكن تفسيرها إلا إذا كانت الكرة الأرضية تتكون من مجالين. جسم خارجي صلب وآخر داخلي مجوف، ولكل منهما محورها المغناطيسي الخاص. في وقت لاحق، أصبح أميركياً آخر، وهو سايروس تيد، مقتنعاً بأنه من المستحيل رياضياً تمييز ما إذا كنا داخل أو خارج الكرة حتى نتمكن من العيش داخل كون أجوف. شرع تيد في تأسيس أفكاراً جديدة حول نظرية الأرض المجوفة. ومن ثم أسس كنيسة وظل أتباعها نشطين ويدافعون عن هذه الأفكار حتى عام 1982 على الأقل.
مع بزوغ فجر القرن العشرين، اعتقد علماء آخرون، مثل ويليام ريد ومارشال غاردنر، أن بإمكانهم تقديم دليل على وجود عالم داخلي. وكانت إحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام التي استخدمها كحجة، والتي قدمها بعض المستكشفين في القطب الشمالي. أن درجات حرارة الهواء والماء ارتفعت عند اقترابهم من القطب الشمالي. وبناءً على هذه الملاحظات وغيرها، زعموا أيضاً أن الماموث لم ينقرض. لكنه لا يزال يسكن باطن الأرض. وكما ذكرنا سابقاً أن هناك قادة نازيون أيدوا نظرية الأرض المجوفة. وكان أدولف هتلر يؤمن أيضاً بنظرية الأرض المجوفة. ولكنها بالنسبة له توفر الموقع الذي سيلتقي فيه الآريون “النقيون” و “المثاليون” الذين اعتقد أنهم يهيمنون على العالم.
سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال؟
تعد الأساطير قديمة قدم الإنسانية نفسها. وداخل هذه الأساطير نجد الكثير حول الكائنات التي تسكن أعماق الأرض. على سبيل المثال تقول الروايات المسيحية ان الشياطين تسكن جوف الأرض وأن عالم جوف الأرض هو الجحيم. في المقابل، يؤمن البوذيون في آسيا الوسطى بالأرض الرائعة التي تقع تحت أقدامنا والتي تُعرف باسم أغارثا والتي يُفترض أنها مكاناً تكون فيه الكائنات أكثر جمالاً وأكثر حكمة منا ولديها ملك لديه القدرة على قراءة الروح البشرية.
منذ آلاف السنين يروي رجال الديانة البوذية في التبت الكثير من الحكايات عن العالم الداخلي. وإنهم على اتصال بـ “ملك العالم الداخلي” أو الحاكم الأعلى للكوكب بأسره، والذي يمثله الدالاي لاما للعالم الخارجي. كما يتحدثون ويكتبون أيضاً عن الأنفاق التي تربط التبت بالعالم الداخلي (الذي يحمونه). قائلين أن هناك العديد من الأنفاق الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء الأرض. مثل تلك الموجودة تحت الأهرامات العظيمة في مصر وأمريكا الجنوبية.
ويقال أيضاً أن بوابات جوف الأرض موجودة حول حوض الأمازون الشاسع. كما يُقال أن عاصمة هذا العالم الداخلي – وبالتالي للعالم بأسره هي مدينة تسمى شامبالا حيث يقيم ملك العالم ويعلم بلاطه من الكائنات المتقدمة بعض البشر عن العلم والفن والدين والفلسفة. ووفقاً للأساطير التبتية القديمة، استقرت أهرامات أمريكا الوسطى والجنوبية على شبكات واسعة من الأنفاق تحت الأرض. وتربط المدن القديمة بالمملكة المقدسة التي يشار إليها باسم أغارثا.
ربما تكون الأرض الجوفية وسكانها من قبيل القصص والأساطير القديمة، وربما أيضاً تكون حقيقة. فليس هنالك إثبات عليها، ويبقى هذا الأمر مجرد تخمينات ونظريات.
المصادر:
اقرأ أيضًا: قصة خاتم سليمان: عندما حكم إبليس العالم
وائل الشيمي
- بوابات جوف الأرض
- نظرية الأرض المجوفة
- رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي
- تاريخ الأسطورة
- سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال؟
هناك عدد لا يعد ولا يحصى من الحكايات والأساطير التي تلوكها ألسنة الناس عن الأرض المجوفة وسكان جوف الأرض وبوابات جوف الأرض والحضارات الجوفية التي تنتشر عبر شبكة واسعة من الأنفاق المترابطة عبر الكوكب. فهل سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال؟
بوابات جوف الأرض
لطالما أحب الناس تناقل القصص والأساطير حول هذه البوابات الموجودة تحت الأرض. فإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً سنتذكر تلك القصص الغامضة التي تدور حول أنفاق كويفا دي لوس تايوس في الإكوادور. أو تلك القصص التي تحكي عن مداخل عوالم تحت الأرض. هذه البوابات التي من المفترض أن تقع في جبال الأنديز، وجبال الهيمالايا، وصحراء جوبي، وتركيا، وأهرامات الجيزة.
نظرية الأرض المجوفة
تنص نظرية الأرض المجوفة على أن الأرض عبارة عن كوكب أجوف له مداخل أو بوابات قديمة تؤدي إلى سكان جوف الأرض. هذه البوابات منتشرة في جميع أنحاء الكرة الأرضية. لقد ظهرت هذه النظرية منذ العصور القديمة، كما دافع عنها عالم الفلك الإنجليزي إدموند هالي.
خلال عام 1826 أظهر الأمريكي جون سي سيمز ايمانه بهذه النظرية. وحاول تتبع أصولها إلى أن توصل في النهاية إلى الاعتقاد بأن هناك عالم كامل تحت الأرض أطلق عليهم سكان جوف الأرض. لكن لم يتوقف الأمر على ذلك فحسب بل أطلق حملة وطنية بهدف جمع المال اللازم من أجل رحلة استكشافية للقطب الشمالي بهدف البحث عن مدخل إلى عالم جوف الأرض. وحينما لم يستطع جمع هذا المال أرسل اقتراحاً إلى الكونجرس الأمريكي للحصول على مساعدة مالية حكومية من أجل إيجاد هذا المدخل.
رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي
رحلات استكشافية للبحث عن سكان جوف الأرضوافقت الحكومة الأمريكية على تمويل تلك الرحلة. لكن لسوء حظه، فلقد تُوفي قبل أن تخصص الحكومة التمويل اللازم لتلك البعثة وغادرت البعثة في عام 1838. لكن لماذا وافقت الحكومة الأمريكية على ذلك الاقتراح؟ هل كانت تؤمن بالفعل بحقيقة وجود الأرض المجوفة أم أن تلك البعثة كانت لها أغراضاً أخرى؟
في واقع الأمر فإن الحكومة الأمريكية لم توافق على ذلك التمويل والقيام بتلك الرحلة من أجل استكشاف عالم جوف الأرض. بل كانت لها أهدافاً خفية. تلك الأهداف تتمثل في محاولة معرفة أهمية الأرض الوحيدة التي لم يغزوها أحد في العالم من قبل وهي المنطقة القطبية. حيث كان القوى العالمية الكبرى في ذلك الوقت تحاول السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الموجودة في العالم ووضعها تحت سيطرتها. استمرت البعثة حوالي أربع سنوات تحت قيادة تشارلز ويلكس. وساعدت هذه الرحلة الحكومة الأمريكية على اكتشاف الامتداد الجغرافي الواسع للمنطقة القطبية الشمالية. ولكن لم يتم العثور على أية علامة تشير إلى وجود ممر إلى الأرض المجوفة.
ومع ذلك، ظلت فكرة سيمز راسخة في أذهان حفنة من الكتاب الذين يميلون إلى حب البحث عن تحقيق أحلام تبدو مستحيلة على ما يبدو. وهكذا، أشاد إدغار آلان بو، وجول فيرن، وإتش بي لوفكرافت، من بين آخرين كثيرين لهذه النظرية. لم ينته الاهتمام بنظرية الأرض الجوفاء عند هذا الحد. ففي القرن العشرين، ومع المعرفة بالجغرافيا والجيولوجيا للأرض، التي كانت لا تزال مفقودة، كان هناك من استمروا في محاولة الوصول إلى هذا العالم الغامض تحت القشرة الأرضية. على سبيل المثال، أظهر بعض القادة النازيين، عشاق الأساطير القديمة والسحر في ألمانيا، اهتماماً ملحوظاً بهذه الأنواع من النظريات
تاريخ الأسطورة
أساطير الأرض المجوفةإدموند هالي (1656-1742)، العالم الإنجليزي الذي درس المذنب الذي يحمل اسمه، ربما كان أول من وضع فرضية علمية حول الأرض الجوفاء. فبعد سلسلة من الملاحظات للمجال المغناطيسي للأرض، خلص هالي إلى أن الحالات الشاذة التي لوحظت لا يمكن تفسيرها إلا إذا كانت الكرة الأرضية تتكون من مجالين. جسم خارجي صلب وآخر داخلي مجوف، ولكل منهما محورها المغناطيسي الخاص. في وقت لاحق، أصبح أميركياً آخر، وهو سايروس تيد، مقتنعاً بأنه من المستحيل رياضياً تمييز ما إذا كنا داخل أو خارج الكرة حتى نتمكن من العيش داخل كون أجوف. شرع تيد في تأسيس أفكاراً جديدة حول نظرية الأرض المجوفة. ومن ثم أسس كنيسة وظل أتباعها نشطين ويدافعون عن هذه الأفكار حتى عام 1982 على الأقل.
مع بزوغ فجر القرن العشرين، اعتقد علماء آخرون، مثل ويليام ريد ومارشال غاردنر، أن بإمكانهم تقديم دليل على وجود عالم داخلي. وكانت إحدى الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام التي استخدمها كحجة، والتي قدمها بعض المستكشفين في القطب الشمالي. أن درجات حرارة الهواء والماء ارتفعت عند اقترابهم من القطب الشمالي. وبناءً على هذه الملاحظات وغيرها، زعموا أيضاً أن الماموث لم ينقرض. لكنه لا يزال يسكن باطن الأرض. وكما ذكرنا سابقاً أن هناك قادة نازيون أيدوا نظرية الأرض المجوفة. وكان أدولف هتلر يؤمن أيضاً بنظرية الأرض المجوفة. ولكنها بالنسبة له توفر الموقع الذي سيلتقي فيه الآريون “النقيون” و “المثاليون” الذين اعتقد أنهم يهيمنون على العالم.
سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال؟
تعد الأساطير قديمة قدم الإنسانية نفسها. وداخل هذه الأساطير نجد الكثير حول الكائنات التي تسكن أعماق الأرض. على سبيل المثال تقول الروايات المسيحية ان الشياطين تسكن جوف الأرض وأن عالم جوف الأرض هو الجحيم. في المقابل، يؤمن البوذيون في آسيا الوسطى بالأرض الرائعة التي تقع تحت أقدامنا والتي تُعرف باسم أغارثا والتي يُفترض أنها مكاناً تكون فيه الكائنات أكثر جمالاً وأكثر حكمة منا ولديها ملك لديه القدرة على قراءة الروح البشرية.
منذ آلاف السنين يروي رجال الديانة البوذية في التبت الكثير من الحكايات عن العالم الداخلي. وإنهم على اتصال بـ “ملك العالم الداخلي” أو الحاكم الأعلى للكوكب بأسره، والذي يمثله الدالاي لاما للعالم الخارجي. كما يتحدثون ويكتبون أيضاً عن الأنفاق التي تربط التبت بالعالم الداخلي (الذي يحمونه). قائلين أن هناك العديد من الأنفاق الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء الأرض. مثل تلك الموجودة تحت الأهرامات العظيمة في مصر وأمريكا الجنوبية.
ويقال أيضاً أن بوابات جوف الأرض موجودة حول حوض الأمازون الشاسع. كما يُقال أن عاصمة هذا العالم الداخلي – وبالتالي للعالم بأسره هي مدينة تسمى شامبالا حيث يقيم ملك العالم ويعلم بلاطه من الكائنات المتقدمة بعض البشر عن العلم والفن والدين والفلسفة. ووفقاً للأساطير التبتية القديمة، استقرت أهرامات أمريكا الوسطى والجنوبية على شبكات واسعة من الأنفاق تحت الأرض. وتربط المدن القديمة بالمملكة المقدسة التي يشار إليها باسم أغارثا.
ربما تكون الأرض الجوفية وسكانها من قبيل القصص والأساطير القديمة، وربما أيضاً تكون حقيقة. فليس هنالك إثبات عليها، ويبقى هذا الأمر مجرد تخمينات ونظريات.
المصادر:
اقرأ أيضًا: قصة خاتم سليمان: عندما حكم إبليس العالم
1. Author: ERIC GRUNDHAUSER, (10/21/2015), The Hollow Earth Is Filled with Giants, Germans, and A Little Sun, www.atlasobscura.com, Retrieved: 6/30/2021. |
2. Author: The Editors of wired.com, (12/11/2020), The Hollow Earth Theory Isn’t So Funny Anymore, www.wired.com, Retrieved: 6/30/2021. موقع منثور |