أنت أيضاً يمكنك أن تصنع قصة مصورة ناجحة!
بواسطة مصطفى فتحي
Oct 30, 2018
في مكتبه بصحيفة التحرير الواقعة بوسط القاهرة يجلس المصور المصري الشاب سامح أبو حسن يجهز لقصة مصورة جديدة للنشر في صفحة "المصوراتي" التي يعمل بها.
قصص أبو حسن المصورة حققت نجاحاً كبيراً وتم تبادلها مئات المرات على شبكات التواصل الاجتماعي، وحصل بسببها على جوائز عدة منها جائزة مسابقة القصة المصورة التي أقامتها شعبة المصورين بنقابة الصحفيين المصريين، لذلك سنطلب منه في السطور القادمة أن يقدم لنا نصائح في كيفية تنفيذ قصة فوتوغرافية مميزة.
خارج الصندوق
المهمة ليست بسهلة لكنها أيضاً ليست مستحيلة، هكذا يبدأ سامح حديثه مع شبكة الصحفيين الدوليين، "القصة الصحفية المصورة باختصار شديد هي نقل حكاية لجمهورك بدون أو بأقل عدد من الكلمات، البطل هو مجموعة صور مسلسلة تحمل قصة،" وأول خطوة لصناعة قصة مصورة هي ان تدرس التصوير، وتتدرب عليه كثيراً، ولا تعطي لنفسك حججاً بأن الكاميرات المحترفة مكلفة، فنوع الكاميرا ليس بأزمة على الاطلاق، من الممكن ان تنفذ قصتك بكاميرا رقمية بسيطة أو حتى بهاتفك المحمول، التدريب على التصوير سيجعلك تتعامل مع الكاميرا باحترافية، لن تخرج الصور مهزوزة او بإضاءة غير سليمة.
كيف تجد فكرة قصة؟
فكر بطريقة ابداعية، ركز في كل التفاصيل من حولك، بائع الجرائد الذي تشتري منه صحيفتك اليومية يمكن أن يكون بطل قصة مصورة، صناع الفخار في شوارع بلدتك القديمة، الناس وتعاملها مع وسائل المواصلات، وحتى الباعة الجائلين.. انظر لكل شيء من حولك بعمق، لا تجلس أمام مكتبك منتظراً الإلهام، الأفكار تأتي ايضاً من خبراتك وتعاملك مع البشر والاشياء.
اجعلهم اصدقائك
لن تخرج بقصة ناجحة ومميزة إلاّ لو جعلت أبطال قصتك أصدقاءً لك، يحكي سامح: كنت أصنع قصة مصورة عن عساكر الأمن المركزي، تحدثت معهم، شرحت لهم فكرتي، وبدأت اقترب منهم أكثر حتى احصل على ثقتهم، صنعت علاقة جيدة جعلتهم يتعاملون معي وكأني واحداً منهم ولست غريباً. فعلت كل ذلك قبل أن أخرج لهم كاميرتي حتى اطمأنوا لي تماماً، النتيجة النهائية كانت قصة مميزة عن حياة عساكر الامن المركزي بدايةً من استيقاظهم من النوم وأثناء عملهم خصوصاً حين يتواجدون في أماكن التظاهرات.
تصوير بدون توقف
التقط اكبر عدد من الصور، فرغم أن القصة الصحفية غالباً ما لا يزيد عدد الصور فيها عن عشر صور كحد أقصى لكن من المهم أن يكون لديك اكبر عدد من الصور لتختار بعد ذلك أفضلهم لقصتك. لذلك لا تتوقف عن التصوير أثناء تنفيذ القصة، صور كل شئ وأي شئ.. تعبيرات وجوه ابطال قصتك مهمة، وكل الخلفيات والأماكن التي يعيشون فيها، والصور المعلقة على حوائط منازلهم، المكتب، المقاعد، كل التفاصيل مهمة.
استعد جيداً!
قبل أن تخرج لتنفيذ قصتك تأكد انك مستعد لكل طارئ، احمل معك بطاريات إضافية للكاميرا أو شاحن رحلات اذا كنت ستصور بهاتفك المحمول، خذ معك أيضاً ورقة وقلم لتسجيل ملاحظات اثناء التصوير، وسواء كانت قصتك ستحتاج منك يوماً أو اكثر يجب أن تبدأ في اختيار الصور التي ستستخدمها في القصة بعد الانتهاء من التصوير مباشرةً والعودة للبيت أو للعمل، لا تنتظر أيام معدودة لتختار أفضل الصور.. إبدأ فوراً حتى لا تخرج من الحالة.
تذكر جيداً
١- يجب أن يكون ميثاق الشرف الصحفي حاضراً في ذهنك طوال الوقت، لا تنتهك خصوصيات الناس أو تصورهم دون إذنهم أو علمهم
٢- خالط المصورين المحترفين وتعلم منهم ومن خبراتهم
٣- حين تحب عملك تأكد من أن النتيجة النهائية ستكون مبهرة
٤- الدورات التدريبية المستمرة هي الضامن الوحيد لتميزك في مجال القصة المصورة
يمكنكم متابعة قصص سامح أبو حسن المصورة في صحيفة التحرير المصرية المطبوعة.
الصورة الأولى هي نموذج من قصص سامح أبو حسن المصورة، والثانية هي إحدى القصص المصورة لسامح من تصميم مصطفى فتحي.
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
مصطفى فتحي
مصطفى فتحي، صحفي مصري حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كتب للسفير اللبنانية وموقع رصيف٢٢ ونشرت له مجموعة كتب أحدثها "سواق توكتوك" الذي يوثق لحياة سائقي التوكتوك في مصر.