"مطلقات راديو" مشروع إعلامي إجتماعي.. هكذا يمكن للإنترنت دعم قضايا المهمّشات
بواسطة مصطفى فتحي
Dec 7, 2018
واجهت محاسن صابر، وهي أم مطلقة، صعوبات اجتماعية وقانونية عدة أثناء رحلتها لإنهاء زواجها، وقد جعلتها هذه التجربة التي تصفها بالصعبة، أن تندفع لمساعدة النساء الأخريات عن طريق مشروع إعلامي، يحمل اسم مطلقات راديو، يسعى لإنهاء الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالطلاق.
تؤمن صابر أنّ الإنترنت قادر على مساعدة ودعم الكثيرين، إذا تمّ استخدامه بشكل سليم، وتسعى من خلال مشروعها الإعلامي إلى تقديم نصائح بشأن الإجراءات القانونية للطلاق، إلى جانب نشر الوعي بحقوق المطلقات وعرض كل الخدمات التي تقدمها الدولة لهن.
من ضمن أهداف الراديو أيضاً، تقديم مساعدة نفسية للنساء اللواتي يجدن صعوبة في التأقلم مع حالتهن الاجتماعية الجديدة. كما يوجد للراديو هدف أسمى وهو جعل الزوجين يفكران بطريقة سليمة ويتحديان كل الصعوبات التي تواجههما مما يزيد من التفاهم بينهما وبالتالي يقلل من حالات الطلاق في المجتمع.
في حوارها مع شبكة الصحفيين الدوليين، تتحدث محاسن صابر عن مشروعها، وعن نصائحها لكل من يرغب في إطلاق مشروع إعلامي يهدف لدعم المهمشين، وكل من تتجاهلهم وسائل الإعلام التقليدية.
في العام 2008 أطلقت صابر مدونة على الإنترنت تحمل اسم "عايزة اطلق" تحكي فيها عن تجربتها مع قضية قامت برفعها طالبة الطلاق، نجحت المدونة في جذب الكثيرين، فقررت أن تحولها من منصة تعرض عليها همومها الشخصية، إلى منصة لعرض كل مشاكل الطلاق في المجتمع العربي بشكل عام، والمجتمع المصري بشكل خاص.
نجاح المدونة جعل صابر الحاصلة على الماجستير، والتي تحضر حالياً لرسالة الدكتوراه، أن تبدأ التفكير وقتها في إطلاق راديو للمطلقات، وتقول لشبكة الصحفيين الدوليين "الصوت قادر على نقل مشاعر إنسانية أفضل بكثير من الكتابة، فكرت أن استغل الإنترنت في دعم قضايا المطلقات، فهن يعانين من مشاكل عدة، والمجتمع لا يرحمهن، وبسبب المدونة كنت قد تعرفت على الكثير من المطلقات، ووجدتهن يحتجن لدعم حقيقي، ولا يجدن من يعطيهن فرصة للتعبير عن أنفسهن".
أطلقت محاسن الراديو في العام 2009، واستعانت بمعدات بسيطة، وفريق من المتطوعات لا يجمعهن أي مقر ثابت، كان العمل يتم عن بعد، تشرح صابر "حتى اليوم لا يوجد مقر للراديو، نعمل من منازلنا، ونسجل برامجنا سواء في استديوهات أو في المنزل، لكننا نقوم باجتماعات شبه يومية نناقش فيها كيف نجعل الراديو ينجح ويؤثر في المجتمع ويجذب مستمعين جددًا من كل مكان، وكيف نواكب العصر ونقدم برامج مفيدة في كل دورة إذاعية".
تنصح محاسن كل من يرغب في إطلاق مشروع إعلامي ناجح، بأن يحدد أولاً ما هي الفكرة الأساسية من المشروع بشكل واضح، وأن يهتم جيداً بتكوين فريق متحمس ومؤمن بالفكرة وقادر على العمل رغم أي ظروف صعبة.
والنصيحة الأهم بحسب محاسن هي "أن يكون لديكم شغف حقيقي بمشروعكم، وهو ما سيضمن لكم الاستمرارية مهما كانت الظروف والتحديات، فنحن مثلا مستمرون منذ العام 2009 حتى اليوم رغم الصعوبات التي واجهتنا سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية، لكن شغفنا هو الضامن الوحيد لاستمراريتنا، نحب ما نقوم به، وواثقون من أهميته للمجتمع".
وبحسب محاسن، فإنّ دراسة الأفكار المنافسة هي نقطة مهمة، فلا يجب أبداً أن تطلقوا مشروعًا إعلاميًا وأنتم لا تعرفون المشاريع الأخرى المنافسة لكم، فهذا سيساعدكم على إيجاد زاوية مختلفة تقدمون من خلالها فكرتكم للمجتمع.
وتقول محاسن لكل من يرغب في العمل كمذيع راديو إنترنت أن يكون مطلعًا، مثقفًا، ومتابعًا بشكل جاد لكل ما يدور حوله من أحداث، خصوصاً في الموضوع الذي سيتحدث فيه، وتعطي على ذلك مثال "لو كنت ستقدم برنامجًا يناقش قضايا الأسرة، فيجب أن تكون على معرفة بأهم قوانين الأسرة في البلد الذي تعيش فيه".
وتضيف: "المذيع بشكل عام يجب أن يكون لديه حضور، ولغة عربية سليمة، وحصل على تدريبات تؤهله لنطق الكلمات والحروف بشكل صحيح، وأن يتحدث مع المستمع بأسلوب بسيط، وبدون تكلف، لأن هذا يتناسب أكثر مع طبيعة الإنترنت، وأن يكون لديه شغف بما يقدمه، ويسعى دائماً لتطوير مهاراته، ولا يتوقف عن التعلم".
تحلم مؤسسة مطلقات راديو بأن تطلق في الفترة المقبلة، عدة تطبيقات تساهم في دعم المرأة، وتعمل حالياً على فكرة تطبيق للهواتف الذكية يهدف لمناهضة الاضطهاد والعنف المجتمعي الذي يمارس ضد النساء.
وختمت صابر حديثها بالقول: "مطلقات راديو يهدف لمساعدة المجتمع، وهو نموذج عملي أردت من خلاله أن أقول لكل مطلقة أن هذه التجربة لا يجب أبداً أن تكون سبباً في أن تتوقف الحياة أو الأمل، وأن الطلاق في حالة حدوثه لا يعني أن تتوقف النساء عن النجاح، والعمل".
الصورة الرئيسية من تصميم شبكة الصحفيين الدوليين
إقرأوا المزيد من المقالات لـ
مصطفى فتحي
مصطفى فتحي، صحفي مصري حاصل على ماجستير في الصحافة الإلكترونية من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كتب للسفير اللبنانية وموقع رصيف٢٢ ونشرت له مجموعة كتب أحدثها "سواق توكتوك" الذي يوثق لحياة سائقي التوكتوك في مصر.