ولد عاشق للفن وأدرك أنه مبتغاه وهدفه، فلم يتردد بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة في دمشق قسم النحت، إنه النحات العالمي إياد بلال الذي تشهد على إبداعه ساحات سورية ومبدعيها، هو عضو باتحاد الفنانين التشكيلين في سورية ويدير الآن مركز الفنون التشكيلية في المجمع الثقافي في حمص, و شارك بمعارض لاتعد ولا تحصى في عدد كبير من بلدان العالم من اسبانيا لدبي و عمشيت وظهور الشوير وعالية..
أسلوب البلال :
- ينحاز بلال إلى الواقعية والواقعية التعبيرية، ويعالج مواضيعه ضمن صبغة فنية مبتكرة تعتمد على الإنسان الذي يذوب على أرضيَّات معمارية صدى الحضارات بعيدة بالتعبير، فيكثفه على وجوه منحوتاته الحجرية والبرونزية، ولا يقف عند الوجوه نراه يستعير الفراشات في العمل الفني لتصبح حاملاً تعبيراً للفكرة والانعتاق القيامة.
حاكى البازلت وعزف على أوتاره:
- للبازلت برغم قسوته لغة أدركها وعزف على أوتارها النحات المبدع إياد بلال ليبدع تحف غاية في الإتقان، ويعود اختياره للبازلت لأنه يمتلك عناصر تميزه عن غيره من الأحجار، فلونه وكثافته تمنحانه طاقة الثبات والقوة والثقل ومعاني العظمة والرسوخ، ويهذا المعنى ينفذ بهذا المعدن الفريد أعمال فنية على هيئة صروح ضخمة لها رمزيتها ودلالتها، فالمعادن المشكلة لهذا الحجر تتضح بالمباشر، ولكنه بمكان ما وأثناء النحت يتوهج، وفقط حين يشع البازلت تدرك ما يمتلكه من طاقة كامنه، فنراه قابعاً في ساحة الشهداء وسط مدينة حمص كنصب تذكاري للشهداء يذكرنا بشهداء الحق على مرّ العصور .
- بلال.. أدواته كل ما يستطيع تطويعه في الطبيعة
تزاوج الخشب والبرونز في لوحاته
- نلاحظ تنوع أدواته بين الخشب والبرونز والصلصال ، توشوشه تحكي له قصة تاريخ وحضارة، فيزاوج في بعض لوحاته بين البرونز والخشب بطريقة احترافية، ليبتكرا اسلوباً خاصاً به، فتنوعت موضوعاته وأعماله التي غاصت في الواقعية تحاكي الإنسان المعاصر بآلامه الداخلية وعذباته، بهذا المعنى نرى بلال يقترب من هموم الإنسان المعاصر ليأخذ منحى التعبيرية، فنرى الإنسان حاضراً بين خطوطه بكل حالاته الإنسانية الفراشة والغزال أو على هيئة كتلة معمارية ، لنلمس في أعماله جموحاً في الخيال ورمزية واضحة تسمح للمهتم أن يحلق في فضاء الإبداع، ولا يخفى على المتلقي ما يسكن أعماله من بعض الدلالات الرقمية منها الواحد والثلاثة والخمسة والاثني عشرة، فتنوعت أعماله بين اللوحات الجدارية والمجسمات التي تباينت أحجامها بين مجسمات صغيرة 3 سم ومجسمات ضخمة وضعت في ساحات المدن السورية ..
- دلالة الأسطورة التي شغلت حيزاً واسعاً من أعماله :
تربعت منحوتاته في أغلب الساحات العامة في سورية:
جهدَّ بلال لترك بصمته في أغلب المدن السورية ليؤكد عشقه الأزلي لبلده، فنرى طيور النورس تحط أسراباً، لتنهل من مياه البحيرة بحضور ألوان غاية في الجمال في حمص دوار حي الحمراء، أما النصب التذكاري للمجاهد أحمد مريود فنراه قابعاً في إحدى ساحات القنيطرة بوقفة عزّ وفخار، ولا تخفي نفسها الملكة زنوبيا تتربع على كرسيها على شاطئ مدينة اللاذقية ، وهنا يقبع نصب تذكاري من البرونز للشيخ صالح العلي في إحدى ساحات طرطوس شامخاً على صهوة جواده، فنرى بلال متمسكاً بالأراضي السورية المحتلة من خلال نصب ترفع في القنيطرة بعنوان "الجولان عائد" ..
حاكى الأدب والأدباء فصورهم أيقونات من الصلصال:
عشق الأدب والأدباء فخلد بعضهم بمنحوتات غاية في الإبداع، فكانت باكورة أعماله منحوتة للشاعر الكبير سليمان العيسى أهداها له، فلم يتردد شاعرنا بكتابة قصيدة بعنوان "شاعر ونحات" عام 2007، لتكون القصيدة أيقونة تزين جدار منزل النحات "بلال" قال فيها "العيسى" :
أكتب شعراً ريشه من كلام..
يحملني فوق هضاب الغمام..
أشعر أنني قد عصرت السما في قبضتي..
يكتبني قصيدة من حجر لامست...
قط شفاه الوتر..
لكنها أخلد من كل ما قلت فقد غرد فيها الحجر..
ولم ينسى عازف البزق الأول في مدينة حمص "محمد عبد الكريم" ، والروائي الكبير حيدر حيدر..
بلال ...ورؤيته للمرأة:
نرى المرأة متخيلة حيناً كحلم، وأسطورة تحمل قصص لا تنتهي أو بطلة قادمة من بين سراديب التاريخ، وهي بنظره :"حامل تعبيري للخصب والولاة والتجدد فهي زنوبيا ملكة تدمر، وهي أسطورة الغناء فيروز مجسمة وهي تصدح بصوتها الملائكي..
يقوده شغفه للمسرح والتصميم:
كانت له لمسات واضحة في العديد من الأعمال المسرحية، فصمم العديد من البرشورات والملصقات لأعمال مسرحية، وقام بالسينوغرافيا لعدة أعمال مسرحية، وهو عضو لجنة تحكيم مهرجان حمص المسرحي..
بقلم سلوى اسماعيل الديب