الحر الشديد يطرد السوريين من منازلهم
ملاذ الفقراء
دمشق ـ شهدت المتنزهات العامة والمسابح وحتى الأنهار اكتظاظا منقطع النظير بالمواطنين السوريين خلال أيام الحر في عموم المناطق في سوريا، المتزامنة مع تعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة شملت معظم المحافظات، خاصة وأن الحكومة قامت مؤخرا بزيادة ساعات التقنين بسبب النقص الحاصل في توريدات الغاز الذي يغذي محطات توليد الكهرباء.
وحذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا، من ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام القليلة القادمة التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية في محافظة دمشق ومعظم المناطق الداخلية.
ونصحت المديرية العامة للأرصاد الجوية بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة (من الساعة العاشرة حتى الثالثة)، وبالأخص الأطفال وكبار السن، والإكثار من شرب المياه والسوائل، وعدم وضع أسطوانات الغاز في الشمس خوفًا من انفجارها، وكذلك إخلاء الأماكن المغلقة مثل السيارات والمخيمات من أي شيء قابل للانفجار (قداحة، بطارية).
ويعاني السكان في سوريا خلال الصيف من الواقع المتردي للكهرباء، وهو ما يحرمهم من تشغيل المراوح أو المكيفات، وتبريد المياه التي تخفف من آثار حرارة الجو.
يبقى الأمل عند السوريين في أن تنحسر هذه الموجة بسرعة، لأنهم لا يملكون وسائل تخفف من حدة هذا الحر
وقال أبومضر السالم (51 عاما) من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، لوكالة أنباء شينخوا إن “موجة الحر التي تشهدها البلاد حاليا تدفع المواطنين السوريين إلى البحث عن بدائل والخروج من المنازل التي أصبحت كالفرن مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال النهار وانعدام وسائل التكييف التي تخفف من شدة الحرارة”.
وتابع أبو مضر يقول، وهو يحزم أمتعته في السيارة متوجها إلى ريف دمشق الغربي قاصدا أحد المتنزهات هناك “هذا الواقع الصعب الذي يعيشه السوريون حاليا، دفعنا إلى الهروب من المنزل، باتجاه الريف الغربي القريب من سلسلة لبنان الغربية، حيث درجات الحرارة أخف وهناك كثافة بالأشجار”، مبينا أن هذا الخيار فرضه الواقع على السوريين مع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية.
وروى أبومضر أن منزله يقع في الطابق الرابع ضمن بناية مكتظة بالسكان، ودرجة الحرارة في داخله لا تطاق.
أما عائلة أم غيث فكان خيارها المسبح، ولم تتردد في حجز طاولة في أحد المسابح بضواحي الريف الشمالي للعاصمة دمشق هربا من الحر الشديد، وقضاء ساعات طويلة في المسبح والاستمتاع مع أفراد العائلة في جو يسوده الفرح والمرح.
وقالت أم غيث (43 عاما) “في السابق كانت سوريا تتعرض لمثل هكذا موجات من الحر، ولكن كانت هناك وسائل تخفف من حدة هذا الحر، فكانت المكيفات تعمل والمراوح وغيرها، ولكن مع غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال النهار لم يعد بالإمكان الجلوس في البيت في ظل هذا الحر الشديد”.
وأشارت أم غيث إلى أن هذا الأمر ينطبق على غالبية السوريين، فالكل يهرب من البيت بحثا عن مكان مفتوح فيه درجة الحرارة أقل، مبينة أن هذا البحث عن بدائل يرهق كاهل الأسر السورية ماديا، ولكن ما من بديل.
ومن جانبه وصف أبوعصام (46 عاما) المهجّر من ريف دير الزور الشرقي، إلى ريف دمشق الشرقي، موجة الحر التي تتعرض لها سوريا، بأنها “صعبة جدا” في ظل انعدام وسائل التكييف وغياب التيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين التي تصل إلى أكثر من خمس ساعات قطع مقابل ساعة ونصف ساعة وصل، مؤكدا أن هذا الوضع يزيد من معاناة السوريين.
وقال أبوعصام، وهو عامل يكسب لقمة عيشه من عمله اليومي بمهن مختلفة، إن “وضعي المادي لا يسمح لي بأخذ عائلتي إلى أماكن غالية الثمن، فكان المتنزه القريب من بيتي هو الملاذ الوحيد لنا في هذا الحر الشديد، خاصة وأن به بعض المولدات الكهربائية لتشغيل المراوح فوق الطاولات التي يجلس عليها الزبائن”.
وأشار أبوعصام الذي جلس مع عائلته في هذا المتنزه إلى أن الوضع ليس جيدا، ولكنه أفضل من الجلوس في المنزل الذي أصبح كالفرن من شدة الحرارة.
أما في محافظة السويداء (جنوب سوريا) لم يكن الحال أفضل، فغالبية الأسر توجهت إلى المسابح، وقسم كبير إلى الجبل، حيث تنتشر المتنزهات والبيوت الصغيرة التي بنيت لمثل هذه الأوقات.
وعائلة أبودانيال منذ أن سمعت بقدوم موجة حر شديدة، قررت التوجه إلى الجبل حيث تنتشر بساتين التفاح والكرز والمشمش والإجاص، لقضاء عطلة هناك ريثما تنحسر تلك الموجة.
وقال أبودانيال (47 عاما) “أملك بستانا في ظهر الجبل (شرق السويداء) يتكون من غرفتين وهو مجهز للسكن، نمكث فيه عندما تتعرض المحافظة لموجة حر شديدة”، لافتا إلى أنه أخذ معه طعامه وشرابه الذي يكفيه ليومين أو أكثر، حيث الجو هناك لطيف ودرجات الحرارة أقل مما هو عليه في المدينة.
وأضاف أن إخوته لحقوا به وأمضوا وقتا ممتعا، ولم يشعروا بموجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد.
وأوضح أن العشرات من العائلات كانت تنتشر على طرفي الطريق المؤدي إلى ظهر الجبل، وتفترش ظلال الأشجار، والكل يغني أغاني تراثية تعبيرا عن فرحهم بقضاء عطلة مع أفراد العائلة.
كما منعت أم رام (34 عاما) أطفالها من اللعب خارج المنزل، وتحرص على أن يشربوا كمية وافرة من المياه، قائلة “أخشى لا سمح الله أن يصاب أحدهم بضربة شمس، فليس لدينا إمكانية مادية لمعالجتهم في المشافي”.
ويبقى الأمل عند السوريين في أن تنحسر هذه الموجة بسرعة، لأنهم لا يملكون وسائل تخفف من حدة هذا الحر.
ملاذ الفقراء
دمشق ـ شهدت المتنزهات العامة والمسابح وحتى الأنهار اكتظاظا منقطع النظير بالمواطنين السوريين خلال أيام الحر في عموم المناطق في سوريا، المتزامنة مع تعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة شملت معظم المحافظات، خاصة وأن الحكومة قامت مؤخرا بزيادة ساعات التقنين بسبب النقص الحاصل في توريدات الغاز الذي يغذي محطات توليد الكهرباء.
وحذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا، من ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام القليلة القادمة التي قد تصل إلى 40 درجة مئوية في محافظة دمشق ومعظم المناطق الداخلية.
ونصحت المديرية العامة للأرصاد الجوية بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة (من الساعة العاشرة حتى الثالثة)، وبالأخص الأطفال وكبار السن، والإكثار من شرب المياه والسوائل، وعدم وضع أسطوانات الغاز في الشمس خوفًا من انفجارها، وكذلك إخلاء الأماكن المغلقة مثل السيارات والمخيمات من أي شيء قابل للانفجار (قداحة، بطارية).
ويعاني السكان في سوريا خلال الصيف من الواقع المتردي للكهرباء، وهو ما يحرمهم من تشغيل المراوح أو المكيفات، وتبريد المياه التي تخفف من آثار حرارة الجو.
يبقى الأمل عند السوريين في أن تنحسر هذه الموجة بسرعة، لأنهم لا يملكون وسائل تخفف من حدة هذا الحر
وقال أبومضر السالم (51 عاما) من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، لوكالة أنباء شينخوا إن “موجة الحر التي تشهدها البلاد حاليا تدفع المواطنين السوريين إلى البحث عن بدائل والخروج من المنازل التي أصبحت كالفرن مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال النهار وانعدام وسائل التكييف التي تخفف من شدة الحرارة”.
وتابع أبو مضر يقول، وهو يحزم أمتعته في السيارة متوجها إلى ريف دمشق الغربي قاصدا أحد المتنزهات هناك “هذا الواقع الصعب الذي يعيشه السوريون حاليا، دفعنا إلى الهروب من المنزل، باتجاه الريف الغربي القريب من سلسلة لبنان الغربية، حيث درجات الحرارة أخف وهناك كثافة بالأشجار”، مبينا أن هذا الخيار فرضه الواقع على السوريين مع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة مئوية.
وروى أبومضر أن منزله يقع في الطابق الرابع ضمن بناية مكتظة بالسكان، ودرجة الحرارة في داخله لا تطاق.
أما عائلة أم غيث فكان خيارها المسبح، ولم تتردد في حجز طاولة في أحد المسابح بضواحي الريف الشمالي للعاصمة دمشق هربا من الحر الشديد، وقضاء ساعات طويلة في المسبح والاستمتاع مع أفراد العائلة في جو يسوده الفرح والمرح.
وقالت أم غيث (43 عاما) “في السابق كانت سوريا تتعرض لمثل هكذا موجات من الحر، ولكن كانت هناك وسائل تخفف من حدة هذا الحر، فكانت المكيفات تعمل والمراوح وغيرها، ولكن مع غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال النهار لم يعد بالإمكان الجلوس في البيت في ظل هذا الحر الشديد”.
وأشارت أم غيث إلى أن هذا الأمر ينطبق على غالبية السوريين، فالكل يهرب من البيت بحثا عن مكان مفتوح فيه درجة الحرارة أقل، مبينة أن هذا البحث عن بدائل يرهق كاهل الأسر السورية ماديا، ولكن ما من بديل.
ومن جانبه وصف أبوعصام (46 عاما) المهجّر من ريف دير الزور الشرقي، إلى ريف دمشق الشرقي، موجة الحر التي تتعرض لها سوريا، بأنها “صعبة جدا” في ظل انعدام وسائل التكييف وغياب التيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين التي تصل إلى أكثر من خمس ساعات قطع مقابل ساعة ونصف ساعة وصل، مؤكدا أن هذا الوضع يزيد من معاناة السوريين.
وقال أبوعصام، وهو عامل يكسب لقمة عيشه من عمله اليومي بمهن مختلفة، إن “وضعي المادي لا يسمح لي بأخذ عائلتي إلى أماكن غالية الثمن، فكان المتنزه القريب من بيتي هو الملاذ الوحيد لنا في هذا الحر الشديد، خاصة وأن به بعض المولدات الكهربائية لتشغيل المراوح فوق الطاولات التي يجلس عليها الزبائن”.
وأشار أبوعصام الذي جلس مع عائلته في هذا المتنزه إلى أن الوضع ليس جيدا، ولكنه أفضل من الجلوس في المنزل الذي أصبح كالفرن من شدة الحرارة.
أما في محافظة السويداء (جنوب سوريا) لم يكن الحال أفضل، فغالبية الأسر توجهت إلى المسابح، وقسم كبير إلى الجبل، حيث تنتشر المتنزهات والبيوت الصغيرة التي بنيت لمثل هذه الأوقات.
وعائلة أبودانيال منذ أن سمعت بقدوم موجة حر شديدة، قررت التوجه إلى الجبل حيث تنتشر بساتين التفاح والكرز والمشمش والإجاص، لقضاء عطلة هناك ريثما تنحسر تلك الموجة.
وقال أبودانيال (47 عاما) “أملك بستانا في ظهر الجبل (شرق السويداء) يتكون من غرفتين وهو مجهز للسكن، نمكث فيه عندما تتعرض المحافظة لموجة حر شديدة”، لافتا إلى أنه أخذ معه طعامه وشرابه الذي يكفيه ليومين أو أكثر، حيث الجو هناك لطيف ودرجات الحرارة أقل مما هو عليه في المدينة.
وأضاف أن إخوته لحقوا به وأمضوا وقتا ممتعا، ولم يشعروا بموجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد.
وأوضح أن العشرات من العائلات كانت تنتشر على طرفي الطريق المؤدي إلى ظهر الجبل، وتفترش ظلال الأشجار، والكل يغني أغاني تراثية تعبيرا عن فرحهم بقضاء عطلة مع أفراد العائلة.
كما منعت أم رام (34 عاما) أطفالها من اللعب خارج المنزل، وتحرص على أن يشربوا كمية وافرة من المياه، قائلة “أخشى لا سمح الله أن يصاب أحدهم بضربة شمس، فليس لدينا إمكانية مادية لمعالجتهم في المشافي”.
ويبقى الأمل عند السوريين في أن تنحسر هذه الموجة بسرعة، لأنهم لا يملكون وسائل تخفف من حدة هذا الحر.