الفنان ألفريد طرزي يفتح الصندوق ليرسل مدينته الورقية على أجنحة الذاكرة المتصدعة
ميموزا العراوي
أرشيف لذاكرة الألم الجماعي
يحمل الفنان اللبناني ألفريد طرزي متابعيه إلى ذاكرة لبنان الجماعية، عبر تجهيز بصري جمع فيه أرشيفا كبيرا وثريا من الصور والوسائط الورقية التقليدية، ليحيي ذكرى الحروب والأزمات ويدفع المتلقي إلى التفكر فيها وفي الشخوص التي كانت يوما ما شديدة التأثير في مصير البلاد والعباد.
عندما تذكر كلمة “أرشيف” أول ما سيخطر على البال مجموعة كبيرة من الصور تعود إلى زمن بعيد وضبت بشكل منظم محمي من الغبار والتلف. مجموعة صور ووثائق يمكن أن تكون شخصية كصور أعياد الميلاد ووثائق الولادة ويمكن أن تكون عامة تعود إلى بلد أو إلى منظمة منها. وفي كلتا الحالتين ستكون عند ذكر كلمة “أرشيف” عودة إلى ماض بعيد قد يكون مؤثرا عاطفيا أو مهما من الناحية الحقوقية وما إلى ذلك من مسائل علمية وتاريخية بحتة.
لكن ليس هذا ما سيخطر على بال زائر معرض الفنان اللبناني متعدد الوسائط ألفريد طرزي الذي أثبت أكثر من مرة أنه فنان جعل من الفن المفاهيمي فنا غير حامل لخطاب نخبوي، وأن له قدرة حكائيه وذكاء بصريا عرف كيف يجمع بين مختلف الفنون البصرية: (سينما، وفن غرافيكي، وكولاج رقمي وتصوير فوتوغرافي ورسوم وملصقات وكتابات وغيرها من التقنيات).
ألفريد طرزي أثبت أكثر من مرة أنه فنان جعل من الفن المفاهيمي فنا غير حامل لخطاب نخبوي، وأن له قدرة حكائيه وذكاء بصريا
وليس معرض الفنان الجديد الذي صدر بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق” والمورد الثقافي، والذي يحمل عنوان “ذاكرة مدينة من ورق” ويستمر حتى 20 من شهر يوليو الجاري، والذي قدمه في مركز أمم للتوثيق والأبحاث في بيروت إلا تأكيدا جديدا على أنه مسكون بهاجس واحد وهو الحرب اللبنانية وذاكرتها المتصدعة. أضف إلى ذلك أن اليوم في معرضه الجديد هناك محاولة جدية لاستعراض جزء أساسي من الذاكرة اللبنانية البصرية الجماعية ووسائطها الورقية/التقليدية من خلال سينوغرافيا واضحة المعالم الفنية واستنطاقها في صيغة تجهيزية لافتة تحيل إلى المغاور التي تتدلى منها التكلسات الجيولوجية ويحاول من خلالها الفنان/الباحث كتابة تاريخ لبنان المعاصر.
يشير البيان المرافق للمعرض إلى أن التجهيز الفني قائم على “أرشيف المجلات والصحف التي كانت تصدر في لبنان خلال الفترة الممتدة من ثلاثينيات إلى ثمانينيات القرن الفائت وهي أكثر من 100 جريدة ومجلة. والأرشيف الذي يقوم عليه التجهيز له مصادر مختلفة منها مركز أمم للتوثيق والأبحاث ومجموعة ألفريد طرزي الخاصة ومجموعة صاحب “دار الفرات” عبودي أبوجودة ويحيى حكيم، بالإضافة إلى مجموعة ضخمة ونادرة من أرشيف أبرز المطبوعات اللبنانية التي صدرت خلال القرن الفائت، ومنها: “الصياد”، والدبور”، و”الهدف”، و”ألف ليلة وليلة”، و”المجالس المصورة”، و”الجمهور الجديد”، و”الشبكة”، وغيرها من المطبوعات التي استغرق جمع وتوثيق أرشيفها سنوات عديدة”.
كما أضاف البيان التفصيلي الذي أسهب في تقديم المعرض أن العناصر التي استخدمها الفنان تعتمد على “أغلفة المجلات والرسومات الكاريكاتيرية لأبرز رسامي الكاريكاتير اللبنانيين، مثل بيار صادق وستافرو جبرا، ومحمود كحيل، وغيرها من المواد الأرشيفية التي تسلط الضوء على مراحل تطور فن صناعة الصور والكاريكاتير في لبنان..”.
وحول منطق تشييد الفنان لتجهيزه الغني يذكر البيان الصحافي أن الفنان “يتخذ من الذاكرة منطلقًا للتصور وإعادة تشكيل الرؤيا وقراءة التاريخ من زوايا مختلفة تُبرز أوجه الالتباس بين الصورة والحقيقة. عبر استعادة الفنان لتلك المرحلة من تاريخ بيروت، فهو يصور العنف الدائم الذي يلاحق المدينة”.
ويتابع أن “طرزي يضيء عبر جمعه ووصله لأشلاء المدينة، على ضرورة التمعن في أحداث الماضي والحاضر، وآلية تكرار المقاربات واللغة ذاتها في مواجهة أزمات البلد، كالفساد والعنف وغيرها من المسائل، مبرزًا هشاشة العلاقة ما بين المدينة وذاكرتها التي تتخذ أيضًا صفة الورقية”.
الفنان يتخذ من الذاكرة منطلقًا لإعادة تشكيل الرؤيا وقراءة التاريخ من زوايا مختلفة تُبرز أوجه الالتباس بين الصورة والحقيقة
كما يشير البيان الصحافي إلى أن لب هذا المعرض هو “فكرتان تطغيان على هذه الوسائل الإعلامية الورقية: تحرير الأرض، لاسيما فلسطين كمنطلق، وتحرير الجسد من خلال تحرير جسد المرأة الذي كان يحضر شبه عار في صور وملصقات سينمائية كثيرة في تلك الفترة من الزمن”.
وعلى الرغم من كون ما قدمه الفنان ألفريد طرزي عملا بحثيا شاقا شمل عددا هائلا من العناصر المؤلِفة غير أن الكيفية الفنية التي اعتمدها الفنان تشير إلى سياق بصري/ زمني حميم صممه وحققه جاعلا من المعرض كله رحلة عميقة إلى جوف الماضي. ماض لا يخلو من ناحية من الذكريات المؤلمة المرتبطة بالحرب اللبنانية ومن ناحية أخرى فيه شيء من الرعب الغرائبي والذي يذكر كثيرا بالتعبيرية الألمانية، وهنا نذكر بشكل خاص فيلم “عيادة الدكتور كاليغاري” الذي أنتج في أوائل عشرينيات القرن الفائت وهو فيلم له أبعاد اجتماعية وسياسية كابوسية مرتبطة بالفترة التي سبقت سقوط ألمانيا في جنون “الهتلرية”.
وكما هو معرض “ذاكرة مدينة ورقية” مهم من ناحية الحقائق التاريخية ومن الناحية الفنية كذلك كان فيلم “عيادة الدكتور كاليغاري”.
وكما كان التصميم لعناصر الأمكنة في الفيلم حيث تحضر الأدراج العميقة المتصلة ببعضها البعض ذات طابع خيالي فيه الكثير من الغموض، كذلك هو عالم المدينة الورقية الذي تنتشر وتتدلى فيه الأوراق المُصفرة كما في صرح خيالي مرعب، وتحضر أيضا النصب الورقية /الكارتونية المزدحمة في وسط الصالة لشخصيات فنية تنتمي إلى الزمن القديم. وهي شخصيات سياسية “مُقلقة” لأنها متناقضة أو كانت في حرب مع بعضها البعض، في حين تحضر شخصيات أخرى متجاورة هي أبطال في عيون الكثيرين من اللبنانيين بينما هي ذاتها تعتبر مجرمة في عيون آخرين. ويدغدغ هذا المزيج المتجانس فنيا والمتنافر من ناحية الأفكار خيال المُشاهد ليجد ذاته يتساءل: ماذا لو حدث أمر سحري ما ودبت الحياة في تلك الشخصيات المتلاصقة ماذا كان سيحدث؟
PreviousNext
الإجابة ستكون مرعبة: ستكون حربا “ورقية ” تتحدث عن اغتيالات صحافيين وانهيار بلد وأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية ومن دون شك أزمات نفسية آتية ومستمرة لا محالة وحالات مرضية لتبادل الاتهامات ومن ضمنها تلك التي يهدد بها سياسيون بعضهم بعضها بأوراق خطيرة إن تم كشفها فستكون إدانة الطرف الآخر شر إدانة”. ويذكر أنه لا أحد من هؤلاء كشف أي وثائق لأنهم كلهم متآمرون في الجرائم بطريقة أو بأخرى.
في النهاية يمكن القول إن معرض ألفريد طرزي هذا يعيدنا إلى أحد معارض الفنان السابقة حيث وضع صورا فوتوغرافية مشغولة يدويا، ومعدلة بتقنيات الكمبيوتر المختلفة عن الحرب اللبنانية ضمن علب زجاجية موصولة بأداة يمكن للمشاهد بواسطتها تحريك ما بداخلها بتقنية بسيطة تشبه تقنية تحريك المقبض الكرويّ الذي يحرك ما بداخل صندوق الفرجة.
اليوم خرجت تلك الصور من صناديقها وشُيدت المدينة الورقية وأشهرت تضرجها بآمال وكوابيس وبحقائق وأوهام وذكريات، وكما يقول التعبير الشائع عنها ” ذكريات تهد الجبال”.
ميموزا العراوي
أرشيف لذاكرة الألم الجماعي
يحمل الفنان اللبناني ألفريد طرزي متابعيه إلى ذاكرة لبنان الجماعية، عبر تجهيز بصري جمع فيه أرشيفا كبيرا وثريا من الصور والوسائط الورقية التقليدية، ليحيي ذكرى الحروب والأزمات ويدفع المتلقي إلى التفكر فيها وفي الشخوص التي كانت يوما ما شديدة التأثير في مصير البلاد والعباد.
عندما تذكر كلمة “أرشيف” أول ما سيخطر على البال مجموعة كبيرة من الصور تعود إلى زمن بعيد وضبت بشكل منظم محمي من الغبار والتلف. مجموعة صور ووثائق يمكن أن تكون شخصية كصور أعياد الميلاد ووثائق الولادة ويمكن أن تكون عامة تعود إلى بلد أو إلى منظمة منها. وفي كلتا الحالتين ستكون عند ذكر كلمة “أرشيف” عودة إلى ماض بعيد قد يكون مؤثرا عاطفيا أو مهما من الناحية الحقوقية وما إلى ذلك من مسائل علمية وتاريخية بحتة.
لكن ليس هذا ما سيخطر على بال زائر معرض الفنان اللبناني متعدد الوسائط ألفريد طرزي الذي أثبت أكثر من مرة أنه فنان جعل من الفن المفاهيمي فنا غير حامل لخطاب نخبوي، وأن له قدرة حكائيه وذكاء بصريا عرف كيف يجمع بين مختلف الفنون البصرية: (سينما، وفن غرافيكي، وكولاج رقمي وتصوير فوتوغرافي ورسوم وملصقات وكتابات وغيرها من التقنيات).
ألفريد طرزي أثبت أكثر من مرة أنه فنان جعل من الفن المفاهيمي فنا غير حامل لخطاب نخبوي، وأن له قدرة حكائيه وذكاء بصريا
وليس معرض الفنان الجديد الذي صدر بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق” والمورد الثقافي، والذي يحمل عنوان “ذاكرة مدينة من ورق” ويستمر حتى 20 من شهر يوليو الجاري، والذي قدمه في مركز أمم للتوثيق والأبحاث في بيروت إلا تأكيدا جديدا على أنه مسكون بهاجس واحد وهو الحرب اللبنانية وذاكرتها المتصدعة. أضف إلى ذلك أن اليوم في معرضه الجديد هناك محاولة جدية لاستعراض جزء أساسي من الذاكرة اللبنانية البصرية الجماعية ووسائطها الورقية/التقليدية من خلال سينوغرافيا واضحة المعالم الفنية واستنطاقها في صيغة تجهيزية لافتة تحيل إلى المغاور التي تتدلى منها التكلسات الجيولوجية ويحاول من خلالها الفنان/الباحث كتابة تاريخ لبنان المعاصر.
يشير البيان المرافق للمعرض إلى أن التجهيز الفني قائم على “أرشيف المجلات والصحف التي كانت تصدر في لبنان خلال الفترة الممتدة من ثلاثينيات إلى ثمانينيات القرن الفائت وهي أكثر من 100 جريدة ومجلة. والأرشيف الذي يقوم عليه التجهيز له مصادر مختلفة منها مركز أمم للتوثيق والأبحاث ومجموعة ألفريد طرزي الخاصة ومجموعة صاحب “دار الفرات” عبودي أبوجودة ويحيى حكيم، بالإضافة إلى مجموعة ضخمة ونادرة من أرشيف أبرز المطبوعات اللبنانية التي صدرت خلال القرن الفائت، ومنها: “الصياد”، والدبور”، و”الهدف”، و”ألف ليلة وليلة”، و”المجالس المصورة”، و”الجمهور الجديد”، و”الشبكة”، وغيرها من المطبوعات التي استغرق جمع وتوثيق أرشيفها سنوات عديدة”.
كما أضاف البيان التفصيلي الذي أسهب في تقديم المعرض أن العناصر التي استخدمها الفنان تعتمد على “أغلفة المجلات والرسومات الكاريكاتيرية لأبرز رسامي الكاريكاتير اللبنانيين، مثل بيار صادق وستافرو جبرا، ومحمود كحيل، وغيرها من المواد الأرشيفية التي تسلط الضوء على مراحل تطور فن صناعة الصور والكاريكاتير في لبنان..”.
وحول منطق تشييد الفنان لتجهيزه الغني يذكر البيان الصحافي أن الفنان “يتخذ من الذاكرة منطلقًا للتصور وإعادة تشكيل الرؤيا وقراءة التاريخ من زوايا مختلفة تُبرز أوجه الالتباس بين الصورة والحقيقة. عبر استعادة الفنان لتلك المرحلة من تاريخ بيروت، فهو يصور العنف الدائم الذي يلاحق المدينة”.
ويتابع أن “طرزي يضيء عبر جمعه ووصله لأشلاء المدينة، على ضرورة التمعن في أحداث الماضي والحاضر، وآلية تكرار المقاربات واللغة ذاتها في مواجهة أزمات البلد، كالفساد والعنف وغيرها من المسائل، مبرزًا هشاشة العلاقة ما بين المدينة وذاكرتها التي تتخذ أيضًا صفة الورقية”.
الفنان يتخذ من الذاكرة منطلقًا لإعادة تشكيل الرؤيا وقراءة التاريخ من زوايا مختلفة تُبرز أوجه الالتباس بين الصورة والحقيقة
كما يشير البيان الصحافي إلى أن لب هذا المعرض هو “فكرتان تطغيان على هذه الوسائل الإعلامية الورقية: تحرير الأرض، لاسيما فلسطين كمنطلق، وتحرير الجسد من خلال تحرير جسد المرأة الذي كان يحضر شبه عار في صور وملصقات سينمائية كثيرة في تلك الفترة من الزمن”.
وعلى الرغم من كون ما قدمه الفنان ألفريد طرزي عملا بحثيا شاقا شمل عددا هائلا من العناصر المؤلِفة غير أن الكيفية الفنية التي اعتمدها الفنان تشير إلى سياق بصري/ زمني حميم صممه وحققه جاعلا من المعرض كله رحلة عميقة إلى جوف الماضي. ماض لا يخلو من ناحية من الذكريات المؤلمة المرتبطة بالحرب اللبنانية ومن ناحية أخرى فيه شيء من الرعب الغرائبي والذي يذكر كثيرا بالتعبيرية الألمانية، وهنا نذكر بشكل خاص فيلم “عيادة الدكتور كاليغاري” الذي أنتج في أوائل عشرينيات القرن الفائت وهو فيلم له أبعاد اجتماعية وسياسية كابوسية مرتبطة بالفترة التي سبقت سقوط ألمانيا في جنون “الهتلرية”.
وكما هو معرض “ذاكرة مدينة ورقية” مهم من ناحية الحقائق التاريخية ومن الناحية الفنية كذلك كان فيلم “عيادة الدكتور كاليغاري”.
وكما كان التصميم لعناصر الأمكنة في الفيلم حيث تحضر الأدراج العميقة المتصلة ببعضها البعض ذات طابع خيالي فيه الكثير من الغموض، كذلك هو عالم المدينة الورقية الذي تنتشر وتتدلى فيه الأوراق المُصفرة كما في صرح خيالي مرعب، وتحضر أيضا النصب الورقية /الكارتونية المزدحمة في وسط الصالة لشخصيات فنية تنتمي إلى الزمن القديم. وهي شخصيات سياسية “مُقلقة” لأنها متناقضة أو كانت في حرب مع بعضها البعض، في حين تحضر شخصيات أخرى متجاورة هي أبطال في عيون الكثيرين من اللبنانيين بينما هي ذاتها تعتبر مجرمة في عيون آخرين. ويدغدغ هذا المزيج المتجانس فنيا والمتنافر من ناحية الأفكار خيال المُشاهد ليجد ذاته يتساءل: ماذا لو حدث أمر سحري ما ودبت الحياة في تلك الشخصيات المتلاصقة ماذا كان سيحدث؟
PreviousNext
الإجابة ستكون مرعبة: ستكون حربا “ورقية ” تتحدث عن اغتيالات صحافيين وانهيار بلد وأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية ومن دون شك أزمات نفسية آتية ومستمرة لا محالة وحالات مرضية لتبادل الاتهامات ومن ضمنها تلك التي يهدد بها سياسيون بعضهم بعضها بأوراق خطيرة إن تم كشفها فستكون إدانة الطرف الآخر شر إدانة”. ويذكر أنه لا أحد من هؤلاء كشف أي وثائق لأنهم كلهم متآمرون في الجرائم بطريقة أو بأخرى.
في النهاية يمكن القول إن معرض ألفريد طرزي هذا يعيدنا إلى أحد معارض الفنان السابقة حيث وضع صورا فوتوغرافية مشغولة يدويا، ومعدلة بتقنيات الكمبيوتر المختلفة عن الحرب اللبنانية ضمن علب زجاجية موصولة بأداة يمكن للمشاهد بواسطتها تحريك ما بداخلها بتقنية بسيطة تشبه تقنية تحريك المقبض الكرويّ الذي يحرك ما بداخل صندوق الفرجة.
اليوم خرجت تلك الصور من صناديقها وشُيدت المدينة الورقية وأشهرت تضرجها بآمال وكوابيس وبحقائق وأوهام وذكريات، وكما يقول التعبير الشائع عنها ” ذكريات تهد الجبال”.