مصطفى رعدون
صورة قلعة المضيق
من باحة الخان العثماني ،،
الصورة من نهاية خمسينات القرن العشرين ،
حيث مئذنة الجامع الأثري ظاهرة في الصورة ، وكذلك مدرسة قلعة المضيق المبنية عام 1933 في الصورة أيضا ،
حيث كان يسكن بها بيت عوجان ،
أما من كان يقطن داخل الخان العثماني في تلك الفترة فهم كثر ،
وعلى رأسهم السيد مجول الخلف أبو حسين ، وكان يسكن في الجناح الذي أصبح يعرف بلوحة سقراط وتلاميذه السبعة ، حيث كان له ( نكرة ) لطبخ القهوة المرة ، ويرتدي اللباس العربي المفصل قنباز وقطوشة ، ويزوره الناس كوجيه بين أهل بلده ، وله مضافة عالية السقف ،
وقد تشرفت بأن زرتها وشربت بها القهوة المرة مع ولده محمد حيث كان زميلنا في المدرسة ، وكان أبو حسين يمارس مهنة الطب العربي ، حيث يبرأ على يديه من عجز الأطباء عن مداواتهم ،
وكذلك مجموعة من بيت شامان ، وبعض بيوتات العرب ( البدو ) وبعض الصنايعية كشداد المشابيط ، وصانع الصمودي ( جمع صمد ) وبعض العمال الزراعيين ، و مربي قطعان الغنم ، و مربي الأبقار ، وفاخرجي ، ( صانع جرار الفخار والتنانير ) ، وكذلك بيت مزيد ، وبيت جاسم ، وأخيه شواخ ،،،
وقد إستخدمت بعض القاعات الكبيرة كمأوى للماشية وخصوصا في فصل الشتاء ،
وعندما أتخذ قرار حكومي بتفريغ الخان من قاطنيه من الأعراب ،
إتفقوا أن يشتروا قطعة أرض شرق صوامع الحبوب وجعلوا منها حارة لهم ، ( حارة بيت شامان ) بجوار بيت وجيه الدرويش ،
وكان قرار حكومي قد أتخذ بتحويل هذا الخان بعد ترميمه إلى متحف يضم آثار أفامية وبعض الأماكن الأثرية المحيطة الأخرى وخصوصا لوحات الفسيفساء ،
وأصبح بعد إفتتاحه
المتحف التاسع عشر من متاحف القطر العربي السوري، وإختصاصه جمع لوحات الفسيفساء الأفامية الرائعة ، وبعض لوحات حورتة وكفرنبودة وصوران والطيبة وأماكن الأخرى ،
وكان ترميمه بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف ومدير آثار حماة الأستاذ عبد الرزاق زقزوق ،
والصورة الثانية هي من باحته بعد تحويله لمتحف آثار أفامية ،
وفي حفل الإفتتاح في ثمانينات القرن الماضي ، وكان مهرجانا كبيرا ألقت به وزيرة الثقافة الدكتورة نجاح العطار كلمة مطوله حول الموضوع ، كما ألقى الدكتور عفيف بهنسي المدير العام للآثار والمتاحف كلمة إختصاصية حول الموضوع ، وحضر الإحتفال محافظ حماة السيد محمد حربة ، وأمين فرع الحزب السيد أحمد الأسعد ، ولفيف من القيادات السياسية والإدارية في محافظة حماة ، وجمهور غفير من المواطنين وأهالي المنطقة
و أضيف ملحق للإفتتاح عبارة عن سهرة غنائية بداخل باحة المتحف حيث غنت المطربة سهام إبراهيم أغنية : ( ناطرة عند البوابة ) و تفاعل معها الجمهور بشكل كبير ،،،
وقد قام بمهمة إدارته والإشراف على آثار أفامية عالم الآثار ، ذو السمعة الحسنة والسلوك القويم الأستاذ نديم الخوري وذلك لسنين طويلة ،
وقد كان قرار تحويل الخان العثماني في قلعة المضيق إلى متحف يضم بعض آثار أفامية خطوة صائبة ، حيث أن بناء المتحف بحد ذاته عبارة عن تحفة عمرانية جميلة جدا ، بقاعاته الرائعة ، وباحته الكبيرة الجميلة ، وبابه الرائع الواسع ذو الخوخة في أسفله ، وسبيل الماء بوسطه ، وسقوفه المقنطرة ، وتبليطه الجميل ، حيث يعد نموذجا فنيا معماريا رائعا للعمارة العثمانية ، كمحطة على طريق الحج بين إستمبول ومكة المكرمة ،من روائع المهندس الوزير سنان باشاالذي أرسى السمات الخاصة بالعمارة العثمانية على مستوى العالم ،،،
مصطفى رعدون ،،
ومصطفى رعدون Ali Ali
- تحية طيبة للصديق العزيز واستاذنا المحترم الفنان المتألق مصطفى رعدون