كل صورة جميلة تجذب النظر..أجمل صورة ..بقلم: سلافة سعد الفريح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كل صورة جميلة تجذب النظر..أجمل صورة ..بقلم: سلافة سعد الفريح

    الجمعه 26 ربيع الأول 1431هـ - 12 مارس 2010م - العدد 15236
    سوفت بوكس
    أجمل صورة
    سلافة سعد الفريح

    كل صورة جميلة تجذب النظر وتداعب الفكر وتلامس الشعور؛ تُحدِث نشوة عاطفية في وجدان المتذوق مثل التي نشعر بها عند قراءة قصيدة للمتنبي أو سماع أغنية لفيروز. وقد لا يتخيل المتلقي مراحل المخاض التي تمر بها الصورة قبل وصولها إليه من جهد وعمل ودقة في اختيار الزاوية ونوعية الإضاءة وعزل الخلفية المتناغمة مع الهدف. والأهم من هذا وذاك روح المصور؛ فالعنصر البشري المحرك لجميع عناصر الصورة هو دائما مصدر النجاح. وكذلك كل عمل ناجح يكمن وراءه عناصر متكاملة من تخطيط وتنظيم وتنفيذ ولكن لمسة الإحساس والحب والألفة بين عناصر العمل تحدث الفرق وتصنع بصمة الامتياز. وهذا ما حدث فعلاً في جولة عسير التي جمعت فنانين من الشرقية والغربية والوسطى والشمالية والجنوبية بثقافات وبيئات متباينة من وطننا المترامي، ونجحت أيما نجاح ليس بسبب التخطيط والتنظيم فحسب وإنما بسبب روح التآلف والتعاون والود بين أفراد الفريق؛ فطبعوا صورة فريدة من أبلغ الصور في ذاكرتنا جميعا حيث كوّنوا بأجسادهم أجمل تكوين وأضاؤوا بابتساماتهم أنعم إضاءة، ونسجوا من ثقافاتهم أروع خلفية، واتخذوا من قلوبهم أقرب زاوية فجاءت الصورة المتكاملة تكويناً وإضاءةً وخلفيةً ومن زاوية لم نعهدها من قبل. صدقاً هذا ما راودني في آخر يوم من أيام الرحلة ونحن ننتشر في ممرات القرية التراثية في رجال ألمع، وكل منهمك في تجسيد المشاهد واقتناص اللقطات والبحث عن الأفكار المبتكرة بين شقوق النوافذ الهندسية وتفاصيل الأبواب الخشبية وتعرجات الدرجات الحجرية. كان المكان يضج بالحركة وينبض بالإحساس ويموج بالطاقة الإبداعية التي تسرّب شعاعها من شخص لآخر عبر النسائم الجنوبية العليلة.

    في تلك اللحظات الأكثر متعة توقفت عن المسير وجلست على مرتفع أتأمل هذه الحركة الفوتوغرافية بكل سعادة وفخر. هؤلاء الشباب هم إخوتي أبناء وطني الذين أفتخر بتهذيبهم ورقيهم وشهامتهم فضلا عن إبداعهم وفنهم الذي يميزهم. ناهيك عن كرم الاستضافة وحفاوة الترحيب من فناني أبها ورجال ألمع جلست أراقب ذلك التعاون والألفة وتبادل الخبرات والعطاء العجيب بينهم؛ فأخذتني أحلامي بعيدا وتخيلت لو أن مثل هذه الرحلات تكرر دوريا كل رحلة بفريق متجدد في منطقة مختلفة من مناطق المملكة السياحية والأثرية والعمرانية يجوبون سهولها وجبالها وأريافها وشوارعها ثم يجمع نتاج المصورين في معرض ضخم يحكي قصة المملكة العربية السعودية بكل تفاصيل الحياة فيها.

    يا ترى كم من الرصيد الفني والتوثيق الحضاري بالصور سيخرج به الفنانون؟ وكم من الرصيد الإنساني والتجانس الأخوي الذي سيربط الفنانين أبناء الوطن الواحد؟ وكم من الأصداء العالمية التي ستردد قصة «وطن.. تراث وحضارة»؟ وكم من الانفتاح الفكري الذي سينهض بوعي رجل الشارع السعودي وتطور نظرته للتصوير والمصور الفوتوغرافي؟.. ثم استفقت من حلمي على ظل غيمة جنوبية تبشرني بأن القادم أجمل. فلملمت أحلامي وحملت كاميرتي التي التقطت أجمل صورة للفوتوغرافي السعودي الراقي المهذب المرهف العاشق لفنه ووطنه؛ والذي يستحق كل الاحترام والتقدير والاحتواء. تلك الصورة الجميلة التي لن نسمح لأعداء الجمال وقراصنة المناصب أن يشوهوها.
يعمل...
X