تصوير عزيزة القرني
استطلاع - سلافة الفريح
الجمعه 3 ربيع الاخر 1431هـ - 19 مارس 2010م - العدد 15243
رحلة المصورين والمصورات تميط اللثام عن تجربتها الفريدة..
عدساتهم.. سجلت بطولات القوات الجوية الملكية السعودية
يترقب المصور دائماً اللحظة النادرة والموقع الفريد ويتمنى زيارة الأماكن المميزة بجمالها أو غرابتها أو خصوصيتها أوخطورتها أحيانا، وهذا ما تحقق لعدد من المصورين والمصورات الذين حظوا باستضافة القوات الجوية الملكية السعودية في إطار التعاون بينها وبين الجمعية السعودية للتصوير الضوئي برئاسة الأستاذ محمد بالبيد، وكان لهم شرف تصوير المقاتلات الجوية والصقور الأبطال الذين دحروا العدو؛ وما يزيدهم شرفاً هو عرض بعض أعمالهم في المعرض الضوئي الأول للقوات الجوية الملكية السعودية بمقر جناح القوات الجوية الملكية السعودية المقام في الجنادرية ضمن مشاركتها هذا العام في المهرجان الوطني الخامس والعشرين للتراث والثقافة، حيث تعرض 60 عملا فوتوغرافيا، أما الشرف الأكبر فكان ثناء سمو قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق الركن عبدالرحمن بن فهد آل فيصل لهم في كلمته حين قال: (إن الصور الفوتوغرافية التي التقطها المصورون تحمل في تفاصيلها حسا وطنيا عاليا واعتزازا بالقوات الجوية الملكية السعودية، ونحن أيضاً نعتز بأبناء الوطن المبدعين، وصورهم المميزة كان واضحا فيها سمة العمل بروح الفريق الواحد).. المصورون الذين تسلحوا بعدساتهم بعيدة المدى.. تحدثوا إلينا عن انطباعاتهم عن هذه التجربة:
يقول عادل السقاف: هذه التجربة نفتخر بها جميعا، خاصة ان تجسيد قوة رجال الوطن الذين حموا البلاد وتوثيقها بالعدسات هي أمنية أي مصور؛ وفي هذه الرحلة مارسنا التصوير في ظروف لم نعتد عليها من قبل، سواء من حيث السرعة العالية أو الدقة والتركيز أو الأوقات الصعبة بسبب انعكاسات الشمس.. وأثناء إقلاع الطائرة كنت أنتظر لحظة وصولها مكانا معينا لالتقط الصورة، ولكن في اللحظة التي كنت أريدها أن تملأ الكادر كنت أفاجأ بارتجاج هائل بسبب صوتها وسرعتها وقوتها سيما وأنني لم أكن أضع سدادة الأذن، ولكن احمد الله إنني خرجت بنتائج طيبة. وعن استعداده للرحلة يقول: كنت أحمل كاميرتين مع كامل المعدات، حيث حرصت حمل اثنين من كل شيء تحسبا لأية طوارئ، لايماني بان الخطأ أو النسيان قد يضيّع عليَ لحظات لن تكرر. ويختم حديثه قائلا: أعجبت كثيرا بالتفاعل الاجتماعي سواء مع العسكريين أو المصورين، حيث كنت أتوقف أحيانا عن التصوير لأستمتع بتأمل المصورين وهم يقتنصون اللقطات فكان، مشهدهم يبث الحماس ويدعو للفرح. ويضيف إبراهيم النصار: احمد الله عز وجل الذي وفقنا لإنجاز المهمة بكل نجاح في تلك السفينة الضوئية التي سارت على اليابسة بقيادة قبطانها الأستاذ بالبيد وبحكمته ولطفه وجهوده الدؤوبة لخدمتنا، وهي بإذن الله الخطوة الأولى لبداية النهاية لما يحدث داخل مجلس إدارة الجمعية السعودية للتصوير الضوئي. وعن تجربته يضيف: كانت أكثر من رائعة، وذات طابع فريد لم يسبق لي خوض مثلها، وكان حماسي كبيرا لإثراء مكتبتي الضوئية بصور الطائرات الحربية والطيارين بطريقتي الخاصة، كما حاول الجميع الخروج بزوايا جيدة ولقطات متميزة كل على طريقته بالرغم من وجودنا في نفس الموقع.
ويكمل قائلا: ارتسم الفرح على محيانا جميعا، وكنا كجسد واحد كل يخاف على الآخر ويقدم ما في وسعه؛ تعلمنا خلال أربعة أيام ما يتعلمه الغير في شهور، وقد حدثت مواقف طريفة ومخيفة وجميلة منها: حينما اشتد خوفي على اخوي يوسف الناصر وعبد الرحمن الحسني عندما كانا على مقربة من المروحة النفاثة للطائرة F15، وأتمنى أن تكون هذه بداية عمل وانطلاقة لكسر حاجز الصوت على طريقة تلك الطائرات النفاثة.
ويقول سلطان العسكري: لم أكن أتخيل أن هذه الرحلة التي شارك فيها هذا العدد من المصورين والمصورات ستكون بهذه الروعة والانسجام، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن فن التصوير لا يجيده إلا مرهفو الحس ذوو الذائقة الرفيعة والتعامل الراقي، وكم كانت فرحتي غامرة بوجود هذه الكوكبة في منطقتي "عسير" لتكون أول منطقة تتم زيارتها من مناطق مملكتنا الحبيبة، وما زاد الأمر روعة هو تمكيننا من توثيق جهود رجالنا البواسل وصقورنا الجوية لردع المتسللين على حدودنا الجنوبية، فشكرا لكل من ساهم في هذه الفعالية وشكري موصول لأخواتنا المشاركات اللاتي أثبتن شجاعتهن ووجودهن في هذا المضمار بما لا يخالف ديننا وعاداتنا.
ويؤكد إبراهيم الرحيمي: هذه الرحلة كانت بمثابة فرصة ثمينة لم تتهيأ لأي جهة من قبل، وقد استفدت كثيرا من تجربتي الأولى في تصوير الطائرات خاصة في تكرار الطلعات الجوية للطائرات النفاثة حتى نعتاد على الوقت والسرعة، ومن الاحتكاك بالفنانين والأساتذة؛ وأشكر المسؤولين في القوات الجوية الملكية السعودية على حسن ضيافتهم واستقبالهم لنا وتذليل كل العقبات أمامنا ما مكننا من التصوير والتوثيق كما ينبغي.
أما عمر الصمعاني فيقول: لا شك أن الرحلة تُعد خطوة رائدة للجمعية السعودية للتصوير الضوئي وانطلاقة لجهودها على أرض الواقع بالتعاون مع القوات الجوية الملكية السعودية التي استبسلت ودحرت المتسللين وهذا فخر لنا جميعاً؛ ولا شك أيضا أن خدمة الوطن من خلال الصورة شرف لا يدانيه شرف؛ وهذه الرحلة التي شارك فيها مجموعة مميزة واتسمت بروح الصداقة والعمل الجماعي تعد بداية جد ممتازة، وهذا ما يتمناه كل مصور سعودي، واحمد الله أنها كانت ناجحة بكل المقاييس وهي لا تعد إلا انطلاقة جديدة للجمعية التي يترقب الجميع منها المزيد من المخرجات والعطاءات المميزة.
ومن جانبه يقول سعيد عليان: هذا الحدث قلما يتكرر، ولما للقوات الجوية من خصوصية ومحيط تكتنفه السرية التامة كانت فرحتي لا توصف بوجودي ضمن هذا الفريق الذي شمل كل مناطق المملكة، وكان مكمن الروعة هو عمله بروح واحدة كوحدة وطننا الشامخ، وقد حرصت على أن تكون معداتي متكاملة في تجربة تصوير طائرات سريعة جدا وصعبة ملاحقتها في السماء. وعن أصعب المواقف يقول عليان: هناك موقف أقلقني كثيرا، وبالطبع لم يكن ذلك ليحدث لولا حرصي الشديد على التواجد ضمن هذا الفريق، فمن فرط حرصي قمت بشحن بطارياتي قبل التصوير بليلة ونسيتها في مكانها صباح يوم التصوير، ولولا فضل الله، ثم بطارية أحد الزملاء الاحتياطية لضاع تصويري ذلك اليوم.
تصوير عطا الله العمراني
وتقول عزيزة القرني: هذه الرحلة أعدها إحدى رحلات العمر، وأنا جد فخورة لتواجدي ضمن الوفد في رحلة الجمعية لأشاركها أول أنشطتها المميزة، كما أن اختيار القوات الجوية الملكية السعودية يعتبر ورشة ميدانية حقيقية وكان للجمعية السبق في هذه الفكرة الرائدة؛ وكانت من ثمرات هذه الرحلة أن حصدت الكثير من المعلومات والخبرات، بجانب التعرف على نخبة كبيرة من كبار المصورين والمصورات.
وبهذا نسدل الستار على هذا الإنجاز الوطني الفريد للجمعية السعودية للتصوير الضوئي وفي انتظار القادم.