الجمعة 24 ربيع الاخر 1431هـ - 9بريل2010م - العدد 15264
سوفت بوكس
مدينة الفوتوغرافيين
سلافة سعد الفريح
حين يُسحَق الإنسان تحت وطأة الضغوط وتكاليف الحياة ؛ يلجأ إلى ما ينفس عنه ويحرره من تلك الضغوط . فمن الناس من يهرب إلى هدوء الصحراء أو سعة البحر أو دفء الأصدقاء أو لذة النوم أو أصابع الشكولاتهة . أحلام اليقظة أيضا نوع من أنواع الهروب الجميل بأفكار خارجة عن المألوف حتى وإن كنا نعرف أنها لن تتحقق ولكنه الأمل ، لربما في زمن ما .. في يوم ما .. يتحقق الحلم .
وفي زحمة العمل ، ومن بين أمواج الأوراق والصور والأفكار عسعس إليّ حلم اليقظة فداعب خيالي وغمرني بالسعادة ؛ وأحببت أن تتسلل تلك السعادة إليكم وتشاركوني حلمي وهو إنشاء مدينة خاصة للفوتوغرافيين . ولكن قبل أن أرسم تفاصيل تلك المدينة أود طرح بعض الأسئلة :
هل تمنيت أن تسير في الأماكن العامة وأنت تحمل كاميرتك وتصوّر وتنفذ ماشئت من أفكار دون أن يلتفت إليك أحد أو تلاحقك نظرات المندهشين والمتطفلين ودون أن تطرب بكلمة ممنوع التصوير؟ وهل حلمت بأن يقام مهرجان دائم للتصوير يأتي إليك بالعالم الغربي والأوروبي والشرقي والأفريقي والعربي بمواقع طبيعية للتصوير الخارجي بكل تفاصيل المباني والديكورات والخلفيات والاكسسوارات والملابس التراثية الخاصة بكل بلد؟ وهل تخيلت أن يكون لك مساحة حائطية في أكثر مكان يرتاده الناس وتعرض فيها أعمالك الفوتوغرافية والفنية؟ وهل تمنيت وجود قاعات ثابتة ومجهزة لعرض الأعمال الفوتوغرافية ومهيأة لإقامة معارض شخصية وجماعية رفيعة المستوى؟ وهل حلمت بوجود مكتبة فوتوغرافية توفر لك الجديد من أنحاء العالم من كتب وأقراص مدمجة وصور وأفلام وثائقية فوتوغرافية؟ وهل تخيلت أن يكتب اسمك على نجمة كنجوم هوليوود ولكن ليس على الأرض مثل شارع هوليوود بأمريكا وإنما على جداريات خاصة بنجوم فوتوغرافية؟ ولذوي الدخل المحدود هل تمنيت استئجار استوديو مجهز بأحدث معدات التصوير باليوم أو الساعة ؛ لتنفذ فكرة فنية؟ وهل تمنيت أن تباع صورك في إطارات أنيقة يزين بها الناس بيوتهم؟ والكثير من الأحلام والأمنيات..
كل ذلك وأكثر سنراه ونلمسه حقيقةً في مدينة الفوتوغرافيين . إنها مدينة الأحلام على أرض الواقع ؛ لها أسوار وأبواب ومبان ومواقع تصوير طبيعية خارجية واستديوهات داخلية وقاعات فنية ومكتبة فوتوغرافية ضخمة وحدائق ومقاهي وأسواق . يقوم على تنفيذها وإنشائها شركة عملاقة متخصصة في إنشاء المدن الترفيهية ، ولكنها مدينة من نوع آخر برؤية مختلفة وأهداف خاصة وتصاميم مميزة . يساهم فيها فنانون في التصميم والرسم والتصوير والنحت بأفكار مبتكرة تلبي احتياجات الفنانين وتحقق أهدافهم في نشر ثقافة الضوء والجمال والفن والوحدة المفقودة . وتكون ملتقى لعقد الاجتماعات وإقامة المحاضرات وورش العمل والمعارض الفنية في مكانها اللائق . ويدعى إليها الفنانون العالميون من كل مكان لتبادل الخبرات وإلقاء المحاضرات والنشاطات .وفي أروقة المدينة تنتشرالأحياء الفنية المتخصصة ؛ حي التجريد وحي البورتريه وحي الماكرو وحي الستل لايف ؛ ليجد كل مبتغاه . ويزورالمدينة كل فئات الناس على اختلاف أذواقهم وأهدافهم من محبي الفن والمتذوقين وعشاق التصوير (المودلز) وهواة احتساء القهوة في أماكن فنية راقية تزين الأعمال الجميلة جدرانها .
تلك المدينة الحلم الذي أهرب إليه كلما خفت ضوء المجتمع وضاقت علي أسواره .. فهل من مُحقِق للحلم ، وهل من مُجيب ؟
سوفت بوكس
مدينة الفوتوغرافيين
سلافة سعد الفريح
حين يُسحَق الإنسان تحت وطأة الضغوط وتكاليف الحياة ؛ يلجأ إلى ما ينفس عنه ويحرره من تلك الضغوط . فمن الناس من يهرب إلى هدوء الصحراء أو سعة البحر أو دفء الأصدقاء أو لذة النوم أو أصابع الشكولاتهة . أحلام اليقظة أيضا نوع من أنواع الهروب الجميل بأفكار خارجة عن المألوف حتى وإن كنا نعرف أنها لن تتحقق ولكنه الأمل ، لربما في زمن ما .. في يوم ما .. يتحقق الحلم .
وفي زحمة العمل ، ومن بين أمواج الأوراق والصور والأفكار عسعس إليّ حلم اليقظة فداعب خيالي وغمرني بالسعادة ؛ وأحببت أن تتسلل تلك السعادة إليكم وتشاركوني حلمي وهو إنشاء مدينة خاصة للفوتوغرافيين . ولكن قبل أن أرسم تفاصيل تلك المدينة أود طرح بعض الأسئلة :
هل تمنيت أن تسير في الأماكن العامة وأنت تحمل كاميرتك وتصوّر وتنفذ ماشئت من أفكار دون أن يلتفت إليك أحد أو تلاحقك نظرات المندهشين والمتطفلين ودون أن تطرب بكلمة ممنوع التصوير؟ وهل حلمت بأن يقام مهرجان دائم للتصوير يأتي إليك بالعالم الغربي والأوروبي والشرقي والأفريقي والعربي بمواقع طبيعية للتصوير الخارجي بكل تفاصيل المباني والديكورات والخلفيات والاكسسوارات والملابس التراثية الخاصة بكل بلد؟ وهل تخيلت أن يكون لك مساحة حائطية في أكثر مكان يرتاده الناس وتعرض فيها أعمالك الفوتوغرافية والفنية؟ وهل تمنيت وجود قاعات ثابتة ومجهزة لعرض الأعمال الفوتوغرافية ومهيأة لإقامة معارض شخصية وجماعية رفيعة المستوى؟ وهل حلمت بوجود مكتبة فوتوغرافية توفر لك الجديد من أنحاء العالم من كتب وأقراص مدمجة وصور وأفلام وثائقية فوتوغرافية؟ وهل تخيلت أن يكتب اسمك على نجمة كنجوم هوليوود ولكن ليس على الأرض مثل شارع هوليوود بأمريكا وإنما على جداريات خاصة بنجوم فوتوغرافية؟ ولذوي الدخل المحدود هل تمنيت استئجار استوديو مجهز بأحدث معدات التصوير باليوم أو الساعة ؛ لتنفذ فكرة فنية؟ وهل تمنيت أن تباع صورك في إطارات أنيقة يزين بها الناس بيوتهم؟ والكثير من الأحلام والأمنيات..
كل ذلك وأكثر سنراه ونلمسه حقيقةً في مدينة الفوتوغرافيين . إنها مدينة الأحلام على أرض الواقع ؛ لها أسوار وأبواب ومبان ومواقع تصوير طبيعية خارجية واستديوهات داخلية وقاعات فنية ومكتبة فوتوغرافية ضخمة وحدائق ومقاهي وأسواق . يقوم على تنفيذها وإنشائها شركة عملاقة متخصصة في إنشاء المدن الترفيهية ، ولكنها مدينة من نوع آخر برؤية مختلفة وأهداف خاصة وتصاميم مميزة . يساهم فيها فنانون في التصميم والرسم والتصوير والنحت بأفكار مبتكرة تلبي احتياجات الفنانين وتحقق أهدافهم في نشر ثقافة الضوء والجمال والفن والوحدة المفقودة . وتكون ملتقى لعقد الاجتماعات وإقامة المحاضرات وورش العمل والمعارض الفنية في مكانها اللائق . ويدعى إليها الفنانون العالميون من كل مكان لتبادل الخبرات وإلقاء المحاضرات والنشاطات .وفي أروقة المدينة تنتشرالأحياء الفنية المتخصصة ؛ حي التجريد وحي البورتريه وحي الماكرو وحي الستل لايف ؛ ليجد كل مبتغاه . ويزورالمدينة كل فئات الناس على اختلاف أذواقهم وأهدافهم من محبي الفن والمتذوقين وعشاق التصوير (المودلز) وهواة احتساء القهوة في أماكن فنية راقية تزين الأعمال الجميلة جدرانها .
تلك المدينة الحلم الذي أهرب إليه كلما خفت ضوء المجتمع وضاقت علي أسواره .. فهل من مُحقِق للحلم ، وهل من مُجيب ؟