الجمعة 9 جماد الأولى 1431هـ - 23 ابريل2010م - العدد 15278
سوفت بوكس
سلافة سعد الفريح
أنقذنا يا وزير الإعلام
استأذنت هيا مبكرا من عملها وحزمت معداتها الفوتوغرافية وانطلقت مسرعة مع والدتها وأختيها الصغيرتين لتلحق بالحافلة التي تقلّها من بقيق إلى الدمام كي تصل قبل مغيب الشمس إلى مهرجان الزهور وتستمتع بالتصوير في الإضاءة الطبيعية، وبعد ساعات من السباق مع الزمن وصلت إلى كورنيش الدمام الواجهة البحرية (مقر المهرجان) والشوق يحدوها لالتقاط أجمل الصور لزهور الربيع، وبدأت تتنقل بين الزهور كنحلة مأخوذة بجمال الألوان؛ وفي لحظة تأهبها لاتخاذ الزاوية المناسبة التف حولها "خمسة" أشخاص من المنظمين للمهرجان ليمنعوها من التصوير بحجة أنها "تضايق" العائلات، إلا إذا كان معها تصريح من وزارة الثقافة والإعلام، حاولت الاعتراض وإقناعهم بأهداف التصوير الجمالية والوطنية في خدمة السياحة وإبراز جهودهم المبذولة في تنظيم المهرجان؛ ولكن هيهات لم يُفضِ النقاش إلا إلى حل من اثنين أحلاهما مرُّ.. إما أن تصور بالجوال كالآخرين أو تُصادَر "كاميرتها الثمينة". ومضت منكسرة مذهولة لهذا القرار الذي لم تسمع به في أيٍ من دول العالم، ثم على بعد خطوات رأت مصورة مع زوجها فاقتربت منها لتسألها ما إذا كانت تحمل تصريحا فأشارت لها الأخرى أن لا تأبهي لهم . ومن ثم تشجعت على خرق القانون "المزعوم" وشرعت بتصوير الزهور لا رغبةً ولا متعةً وإنما تعويضا للوقت والمسافة والجهد والاستئذان المبكر!
هذه القصة تتكرر يوميا بشكل أو بآخر مع المصورين وفي أحسن الأحوال تنتهي بنظرة استخفاف يضطر المصور لقول (حاضر وسَمْ) ليحفظ كرامته ويصون ماء وجهه من النقاش والدفاع عن حقه كمواطن كريم في ممارسة هواية مشروعة. هذه الأنظمة الجائرة مجهولة الهوية والمصدر تسعى بقصد أو بدون قصد لتحنيط المصور واغتصاب حقوقه واغتيال فكره وسجنه داخل قضبان الجهل والتعسف دون الالتفات إلى قدره الإنساني والفني والثقافي..
إلى متى نظل نحكي ونشكي ونشجب ونستنكر؟ تعبت قلوبنا.. وجفت أقلامنا.. وبحت أصواتنا.. ومحيت بصماتنا من الكتابة الالكترونية عن قصص مثيرة مشابهة.. ويئسنا من انتظار البطاقات الوهمية من جمعية التصوير التي تحتضر في رمالها المتحركة وأصبحنا نتابع أخبارها كمسلسل مدبلج لا ينتهي "الأكشن" في أحداثه.
لذا أتوجه إليك يا معالي وزير الثقافة والإعلام وأنت حامل لواء الثقافة والأدب والشعر والفن؛ أن تنقذنا وتطلق سراح أحلامنا. أليست الصورة جندياً من جنود الإعلام مثل الكتاب والصحيفة والفيلم..؟ بل هي أقوى لأنها تختصر كل ذلك بنظرة واحدة. نطالب معاليكم بأدنى حق من حقوق المصور (المواطن السعودي) وهو إصدار بطاقة تعريفية من وزارة الثقافة والإعلام تفيد بأنه مصور فوتوغرافي معترف به من قبل الوزارة ويحق له التصوير في الأماكن العامة المسموح بها والمثبتة في القرار الملكي الذي يقضي بالسماح بالتصوير في الأماكن العامة والمناطق السياحية في المملكة العربية السعودية. وتقوم جمعيات الثقافة والفنون في كل منطقة بدور الوسيط في إصدار البطاقات؛ وكل ما يتطلبه الأمر موظف وطابعة وجهاز تغليف حراري.. هكذا ببساطة وتنتهي المأساة. إنها صرخة استنجاد بمعاليكم نأمل أن يصل صداها إلى قلبكم الكبير.. فالأمر جد خطير؛ إذا كان تصوير الزهور يحتاج إلى تصريح من وزارة الثقافة والإعلام؛ فماذا نحتاج لتصوير القمر؟
سوفت بوكس
سلافة سعد الفريح
أنقذنا يا وزير الإعلام
استأذنت هيا مبكرا من عملها وحزمت معداتها الفوتوغرافية وانطلقت مسرعة مع والدتها وأختيها الصغيرتين لتلحق بالحافلة التي تقلّها من بقيق إلى الدمام كي تصل قبل مغيب الشمس إلى مهرجان الزهور وتستمتع بالتصوير في الإضاءة الطبيعية، وبعد ساعات من السباق مع الزمن وصلت إلى كورنيش الدمام الواجهة البحرية (مقر المهرجان) والشوق يحدوها لالتقاط أجمل الصور لزهور الربيع، وبدأت تتنقل بين الزهور كنحلة مأخوذة بجمال الألوان؛ وفي لحظة تأهبها لاتخاذ الزاوية المناسبة التف حولها "خمسة" أشخاص من المنظمين للمهرجان ليمنعوها من التصوير بحجة أنها "تضايق" العائلات، إلا إذا كان معها تصريح من وزارة الثقافة والإعلام، حاولت الاعتراض وإقناعهم بأهداف التصوير الجمالية والوطنية في خدمة السياحة وإبراز جهودهم المبذولة في تنظيم المهرجان؛ ولكن هيهات لم يُفضِ النقاش إلا إلى حل من اثنين أحلاهما مرُّ.. إما أن تصور بالجوال كالآخرين أو تُصادَر "كاميرتها الثمينة". ومضت منكسرة مذهولة لهذا القرار الذي لم تسمع به في أيٍ من دول العالم، ثم على بعد خطوات رأت مصورة مع زوجها فاقتربت منها لتسألها ما إذا كانت تحمل تصريحا فأشارت لها الأخرى أن لا تأبهي لهم . ومن ثم تشجعت على خرق القانون "المزعوم" وشرعت بتصوير الزهور لا رغبةً ولا متعةً وإنما تعويضا للوقت والمسافة والجهد والاستئذان المبكر!
هذه القصة تتكرر يوميا بشكل أو بآخر مع المصورين وفي أحسن الأحوال تنتهي بنظرة استخفاف يضطر المصور لقول (حاضر وسَمْ) ليحفظ كرامته ويصون ماء وجهه من النقاش والدفاع عن حقه كمواطن كريم في ممارسة هواية مشروعة. هذه الأنظمة الجائرة مجهولة الهوية والمصدر تسعى بقصد أو بدون قصد لتحنيط المصور واغتصاب حقوقه واغتيال فكره وسجنه داخل قضبان الجهل والتعسف دون الالتفات إلى قدره الإنساني والفني والثقافي..
إلى متى نظل نحكي ونشكي ونشجب ونستنكر؟ تعبت قلوبنا.. وجفت أقلامنا.. وبحت أصواتنا.. ومحيت بصماتنا من الكتابة الالكترونية عن قصص مثيرة مشابهة.. ويئسنا من انتظار البطاقات الوهمية من جمعية التصوير التي تحتضر في رمالها المتحركة وأصبحنا نتابع أخبارها كمسلسل مدبلج لا ينتهي "الأكشن" في أحداثه.
لذا أتوجه إليك يا معالي وزير الثقافة والإعلام وأنت حامل لواء الثقافة والأدب والشعر والفن؛ أن تنقذنا وتطلق سراح أحلامنا. أليست الصورة جندياً من جنود الإعلام مثل الكتاب والصحيفة والفيلم..؟ بل هي أقوى لأنها تختصر كل ذلك بنظرة واحدة. نطالب معاليكم بأدنى حق من حقوق المصور (المواطن السعودي) وهو إصدار بطاقة تعريفية من وزارة الثقافة والإعلام تفيد بأنه مصور فوتوغرافي معترف به من قبل الوزارة ويحق له التصوير في الأماكن العامة المسموح بها والمثبتة في القرار الملكي الذي يقضي بالسماح بالتصوير في الأماكن العامة والمناطق السياحية في المملكة العربية السعودية. وتقوم جمعيات الثقافة والفنون في كل منطقة بدور الوسيط في إصدار البطاقات؛ وكل ما يتطلبه الأمر موظف وطابعة وجهاز تغليف حراري.. هكذا ببساطة وتنتهي المأساة. إنها صرخة استنجاد بمعاليكم نأمل أن يصل صداها إلى قلبكم الكبير.. فالأمر جد خطير؛ إذا كان تصوير الزهور يحتاج إلى تصريح من وزارة الثقافة والإعلام؛ فماذا نحتاج لتصوير القمر؟