Bihnam Atalah
٣ أغسطس، الساعة ١٢:٥٦ ص ·
(اوروك).. الجريدة المركزية لوزارة الثقافة والسياحة والآثار في العراق تنشر قراءتي (بداية لرحيل آخر والتوغل في جزئيات الحلم الكوني) لمجموعة الشاعر معن صباح سكريا وفي العدد (٦٢) الصادر يوم الثلاثاء ٢ آب ٢٠٢٢.
(بداية لرحيل آخر)
والتوغل في جزئيات الحلم الكوني
بهنام عطاالله
معن صباح سكريا من الشعراء الشباب الذين عرفتهم عن قرب منذ أكثر من عقدين من الزمان، مثابر متابع للمشهد الثقافي، عمل معي في حقل الصحافة فترة، أظهر فيه حبه لهذا العمل الشاق ومطباته، فضلاً عن كتابته لقصيدة النثر. ونحن هنا بصدد الحديث عن مجموعته الشعرية البكر (بداية لرحيل آخر ).
بالرغم من أنه بدأ الكتابة الشعرية منذ عقدين ونيف، إلا أنه لم يصدر خلال هذه الفترة أية مجموعة شعرية، إلى أن حانت الفرصة وإكتمل مشهده الشعري وتحقق من أدواته ونصوصه، فإستحقت كي تنشر في كتاب مستقل.
تتمحور نصوص الشاعر حول بقايا الذات والحياة والوطن، متوغلاً في جزئيات ذلك الحلم الكوني، لأن الشعر عنده غذاء الروح، حيث يستذكر فيه مرجعيات حياتيه وذاتية من خلال تأويلات ودلالات وإنزياحات تنبض منها بعض الإثارة اللغوية مغلفة بتناصات أطرت بعض نصوصه مع نشاط عالمه المتخيل.
يستهل الشاعر مجموعته بقصيدة (رحيل الزمان)، حيث يلتقي قلب حبيبته في أول غابة عذرية في الوادي المقدس، نقش عليه ذلك الوجع الإنساني، الذي أيقظ الشمس ليشع ضوءها على كل الجهات، على شكل شفرات رمزية يبثها الشاعر نحو المتلقي.
والقصيدة عن الشاعر تأخذ مناحي عدة فهي عبارة عن لوحة فنية تنتقل فيها الفرشات من خلال الألوان على مساحتها. لذلك نلاحظ أن الشاعر قد تماهى في نصوصه مثل خرائط ثملة فوق رصيف العابرين، إنها تناصات أوجدتها اللحظة الآنية فشغلت مخيلته لتسكن نصوصه. يقول
(آه يا سكرتي
خرائط وجهي الثملة تقتلني
تغزو الرصيف العابر
لتُعّبِرّ عن رغباتي التائهة)
إن النبرة التشاؤمية واضحة في أغلب نصوصه، فهي تنبض بالآلام والأوجاع والمكابدات، وتحمل تخيلات الروح والهم ثم تظهر العلاقة الحميمية بين الذات والوجع:
(لم يبق لي سوى آلامي
لم يبق لي سوى أحزاني
لم يبق لي سوى أهاتي)
لقد تباينت القراءات في نصوص الشاعر، فكتب في شؤون الحياة والهّم الإنساني والوطني، وهو يحلم بوطن جميل مصان محفوظ من جميع الأشرار، كما حلم سابقاً بالعودة إلى بلدته الأثيرة المغتصبة من قبل قوى الظلام الذي مرّ من هنا ودمر كل أشيائه الجميلة، فكان في إشياق كبير لها ولملاعب الصبا والطفولة:
(كم هو مؤلم ذلك الإنتظار
حيث اللاعودة
لا أمل بعد تلك الأعوام
وراء خطوط الأفق
وبين حنين الإشتياق)
كما يتمظهر شكل النص في قصائده من خلال ما يسمى ب (قصيدة المقطعات)، وهي مقطعات مبعثرة ترسل شفراتها إلى كل الجهات، وتتوالد هذه الإهتمامات من خلال تحريكه لكوامن نفسية ومهيمنات آنية، ربما هي التي سيطرت على خارطة لغته فأحالتها إلى صورة شعرية معبرة:
(الوقت يداهمني
فلا سبيل لي
حيث إنشقت تلك الذرة المخفية
وإنتشرت نحو الأفق البعيد)
وأخيراً لا يسعني إلا أن أهنيء الشاعر معن صباح سكريا بولادة مجموعته الشعرية البكر، بعد إنتظار طويل وهو يتطلع من خلاله رؤيا نصوصه، إلى حياة أفضل ومستقبل لوطن تشرق فيه الحياة الجديدة ونبض الأمل.
رابط الجريدة للمتابعة:
https://www.facebook.com/108865444327144/posts/540807941132890/
**********************
٦٠Sabri Yousef، وBihnam Atalah
Bihnam Atalah
٣ أغسطس، الساعة ١٢:٥٦ ص ·
(اوروك).. الجريدة المركزية لوزارة الثقافة والسياحة والآثار في العراق تنشر قراءتي (بداية لرحيل آخر والتوغل في جزئيات الحلم الكوني) لمجموعة الشاعر معن صباح سكريا وفي العدد (٦٢) الصادر يوم الثلاثاء ٢ آب ٢٠٢٢.
(بداية لرحيل آخر)
والتوغل في جزئيات الحلم الكوني
بهنام عطاالله
معن صباح سكريا من الشعراء الشباب الذين عرفتهم عن قرب منذ أكثر من عقدين من الزمان، مثابر متابع للمشهد الثقافي، عمل معي في حقل الصحافة فترة، أظهر فيه حبه لهذا العمل الشاق ومطباته، فضلاً عن كتابته لقصيدة النثر. ونحن هنا بصدد الحديث عن مجموعته الشعرية البكر (بداية لرحيل آخر ).
بالرغم من أنه بدأ الكتابة الشعرية منذ عقدين ونيف، إلا أنه لم يصدر خلال هذه الفترة أية مجموعة شعرية، إلى أن حانت الفرصة وإكتمل مشهده الشعري وتحقق من أدواته ونصوصه، فإستحقت كي تنشر في كتاب مستقل.
تتمحور نصوص الشاعر حول بقايا الذات والحياة والوطن، متوغلاً في جزئيات ذلك الحلم الكوني، لأن الشعر عنده غذاء الروح، حيث يستذكر فيه مرجعيات حياتيه وذاتية من خلال تأويلات ودلالات وإنزياحات تنبض منها بعض الإثارة اللغوية مغلفة بتناصات أطرت بعض نصوصه مع نشاط عالمه المتخيل.
يستهل الشاعر مجموعته بقصيدة (رحيل الزمان)، حيث يلتقي قلب حبيبته في أول غابة عذرية في الوادي المقدس، نقش عليه ذلك الوجع الإنساني، الذي أيقظ الشمس ليشع ضوءها على كل الجهات، على شكل شفرات رمزية يبثها الشاعر نحو المتلقي.
والقصيدة عن الشاعر تأخذ مناحي عدة فهي عبارة عن لوحة فنية تنتقل فيها الفرشات من خلال الألوان على مساحتها. لذلك نلاحظ أن الشاعر قد تماهى في نصوصه مثل خرائط ثملة فوق رصيف العابرين، إنها تناصات أوجدتها اللحظة الآنية فشغلت مخيلته لتسكن نصوصه. يقول
(آه يا سكرتي
خرائط وجهي الثملة تقتلني
تغزو الرصيف العابر
لتُعّبِرّ عن رغباتي التائهة)
إن النبرة التشاؤمية واضحة في أغلب نصوصه، فهي تنبض بالآلام والأوجاع والمكابدات، وتحمل تخيلات الروح والهم ثم تظهر العلاقة الحميمية بين الذات والوجع:
(لم يبق لي سوى آلامي
لم يبق لي سوى أحزاني
لم يبق لي سوى أهاتي)
لقد تباينت القراءات في نصوص الشاعر، فكتب في شؤون الحياة والهّم الإنساني والوطني، وهو يحلم بوطن جميل مصان محفوظ من جميع الأشرار، كما حلم سابقاً بالعودة إلى بلدته الأثيرة المغتصبة من قبل قوى الظلام الذي مرّ من هنا ودمر كل أشيائه الجميلة، فكان في إشياق كبير لها ولملاعب الصبا والطفولة:
(كم هو مؤلم ذلك الإنتظار
حيث اللاعودة
لا أمل بعد تلك الأعوام
وراء خطوط الأفق
وبين حنين الإشتياق)
كما يتمظهر شكل النص في قصائده من خلال ما يسمى ب (قصيدة المقطعات)، وهي مقطعات مبعثرة ترسل شفراتها إلى كل الجهات، وتتوالد هذه الإهتمامات من خلال تحريكه لكوامن نفسية ومهيمنات آنية، ربما هي التي سيطرت على خارطة لغته فأحالتها إلى صورة شعرية معبرة:
(الوقت يداهمني
فلا سبيل لي
حيث إنشقت تلك الذرة المخفية
وإنتشرت نحو الأفق البعيد)
وأخيراً لا يسعني إلا أن أهنيء الشاعر معن صباح سكريا بولادة مجموعته الشعرية البكر، بعد إنتظار طويل وهو يتطلع من خلاله رؤيا نصوصه، إلى حياة أفضل ومستقبل لوطن تشرق فيه الحياة الجديدة ونبض الأمل.
رابط الجريدة للمتابعة:
https://www.facebook.com/108865444327144/posts/540807941132890/
**********************
٦٠Sabri Yousef، وBihnam Atalah
- Khalid Musa Jumaily
نتمنى له كل التوفيق والنجاح
- Bihnam Atalah
Khalid Musa Jumaily
شكرا دكتور خالد موسى جميلي الله يوفقك ويرعاك ..دمت بألق وابداع وعطاء لا ينضب..سلامي ومودتي. - ********************************
للمزيد من الصفحات: - https://www.facebook.com/photo/?fbid...13425149168733
- Bihnam Atalah