فاطمة نصير تدعو لتوافر حرية للمرأة الكاتبة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاطمة نصير تدعو لتوافر حرية للمرأة الكاتبة



    فاطمة نصير تدعو لتوافر حرية للمرأة الكاتبة




    عزيزة علي
    عمان – دعت الناقدة الجزائرية الدكتورة فاطمة نصير إلى ضرورة توافر حرية للمرأة الكاتبة، وأهم أركان هذه الحرية “حريّة التفكير”، التي تسمح لها بطرح كل ما هو جديد دون الشعور بأنّ ثمّة رقيبا يحاسبها ويضع لها حدودا لا يسمح لها بتجاوزها أو التجرؤ على القفز فوقها.
    ورأت نصير أن المرأة الجزائرية تأخّرت في الالتحاق بركب الكاتبات عربيا وعالميا، بسبب الأوضاع السياسية والاستعمارية على مدى “132” عاما من الاستعمار الفرنسي، التي لم تتح التعليم للمجتمع ككل وليس للمرأة، وفئة قليلة جدا من النساء نالت القليل من التعليم داخل مدارس الفرنسية في الجزائر المستعمرة أو ضمن الزوايا والكتاتيب التي كانت تحارب بقوّة من قبل المستعمر أو من لجؤوا لتونس وتعلموا بالزيتونة.
    واضافت نصير في المحاضرة التي نظمتها جمعية النقاد الأردنيين نهاية الاسبوع الماضي في قاعة غالب هلسة في رابطة الكتاب الأردنيين، وادارها الباحث د. زهير توفيق، أن تأخّر المرأة الجزائرية عن التعلّم وخوضها عوالم الكتابة الأدبية، لا يعني تأخّرها عن الاندماج الاجتماعي خاصة الحراك الثوري الذي أسهمت فيه مساهمة لا يمكن تغييبها أو إنكارها وهو ما رواه مجاهدون، وليس ما دوّنت كتب التاريخ فحسب، مثال المناضلتين “جميلة بوحيرد” و”جميلة بوعزة”، التي كتبت عنها الكاتبة ليلى الأطرش في كتابها “نساء على المفارق”.
    كانت الذاكرة النضالية والثورية هي أول ما استندت عليه المرأة الجزائرية الكتابة، بحسب المحاضرة، فالتاريخ الحافل بالهزائم والتحديات والبطولات والمشاركة مع الثّوار في حفظ الأسرار وإيوائهم وتضميد جراح قلوبهم قبل أجسادهم كان كافيا ليكون نواة لنصوص أدبية كثيرة توارثتها الأجيال، وتعدّدت التيمات وتغيّرت لكن موضوعة الثورة كانت من أكثر الموضوعات بروزا وحضورا في متن الرواية الجزائرية ككل وليس فيما كتبته المرأة فحسب”.
    وتتبعت نصير بدايات كتابة المرأة الجزائرية في المجموعات القصصية مثل الكاتبة “زهور ونيسي”، كتبت باللغة العربية، وهي من بوادر الكتابة الإبداعية النسائية الجزائرية، “الرصيف النائم”، وطفا موضوعها في الثورة ودور المرأة الجزائرية فيها، واهتمّت الكاتبة عن التقاليد والأعراف التي ظلمت المرأة من التعلّم وإجبارها على الزواج المبكّر جدا من شخص لا رأي لها فيه، والكاتبة “زوليخة السعودي”، التي خلّفت ثمانية عشرة قصة، كتبتها عبر عشر سنوات، نشرت متفرّقة في الصحف، وقام بجمعها وتوضيبها الأكاديمي شريبط أحمد شريبط في كتاب.
    اما في السبعينات وما بعدها جاءت أسماء نسائية إلى جانب أسماء فترة الستينيات، منها “جميلة زنير”، التي صدر لها “أوشام بربرية”،”جنية البحر”،” تداعيات إمرأة قلبها غيمة”، وفي العصر الحديث ظهرت أسماء نسائية متل “أحلام مستغانمي”، “فضيلة الفاروق”، “شهزاد زاغز”، “ربيعة جلطي”، “عائشة بنور”، “ياسمينة صالح”، “إنعام بيوض”، “نسيمة بولوفة”،”منى بشلم”، “ديهيا لويز”، “هاجر قويدري”، ومفق المحاضرة.
    وتحدثت نصير عن الكاتبات اللواتي كتبنا باللغة “الفرانكفونيات، لافتا إلى أنهن كتبن بالفرنسية لكنّهن كنّ محمّلات بمرجعية الموروث والوجع والهم والأفق والأمل الجزائري الذي يسكنهنّ وإن كنّا خارج الجغرافيا الجزائر جسدا فهنّ داخلها نصّا وحرفا وهواجس، من أبرز الكاتبات الفرانكفونيات الأديبة آسيا جبار، وأول رواية لها كانت بعنوان “العطش”1957، “بوابة الذكريات”،” الجزائر البيضاء”، والكاتبة مليكة مقدّم صاحبة الروايات “الذاكرة الموشومة”، “رجالي”، “الممنوعة”، الكتابة ميساء باي صاحبة رواية “في البدء كان البحر”.
    ورأت المحاضرة أن الناقد ليس مطالبا بان بمواكبة المنجز الأدبي، فمهمّة الناقد أكبر من أن يلاحق الإصدارات الحديثة، فتلك مهمة الإعلامي الكتابة عما هو جديد في العام الكتب، بينما النّاقد يكتب ليحاور الأفكار والنصوص، ويكتب مادّة تجاور المادّة الإبداعية، وليست مستخرجة من بطنها، ما يكتبه هو عملية إنتاجية ترقى للإبداعية من خلال طرحه المتفرد واستنتاجاته الخاصّة وأسئلته الجديدة والمتجدّدة.




يعمل...
X