لا لسياسة التصفيق..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا لسياسة التصفيق..



    لا لسياسة التصفيق..



    أ.محرز شلبي
    محرز شلبي*إن العالم تطور كثيرا، وأصبح بإمكان كل من يملك حتى لو يرقات كتابة ميتة، أن يكتب ما يريده بلا رقابة، ولا مشكلة كبرى.*التصفيق نوع من المدح أغلبه مغشوشا، وهو في أصله هو الثناء قد يكون حسن على فعل أو مأثرة يفيد منها الناس، فليست صنيعا من أجل علو المقام، بل صنيع من أجل الناس، من هنا يكتسب الثناء قيمته، وعليه يستحق من له حق الثناء كل قول ينصرف إليه.
    *ومن الثقافة سخافة..
    لن نقول ببؤس وضعيات الثقافة وموت بعض المثقفين السريري، بل نقول بثقافة جيل الأسياد وعبيد التصفيق.
    نقول بغياب قدرة البناء الإيديولوجي الرصين، والربط بين الأثر الثقافي وانتظارات المجتمع.
    نقول بأن من الثقافة سواء كانت إبداعا أو نقدا تعيش سوء لحظات الاحتضار من فقدان الوعي وتضييع الاختيارات الرزينة والجذرية.
    نقول بأن التحولات النوعية والكمية المتسارعة صنعت جيلا يبني ثقافته من فراغ العدم، ويبني قيما غير سوية .
    * في غياب التقييم البنّاء..
    حقيقة غير ناضجة بالتمام، حين باتت لدينا سلع رائجة من ثقافة المديح والتصفيق، حين بات النقد البناء تغلق عليه بوابات حبر توصيل النصيحة والضبط، وتفتح بمتسع الزاوية المفتوحة الأخرى محبرة مداد المديح و الإثراء المغنج الوضيع.
    * مرآة النقد العاكسة..
    حين غاب المثقف عن الممارسات النقدية البحثية، حين يبقى المثقف حبيس علامات ورموز جيل تأبط شرا، حين أصبحت صالونات الثقافة تقام بالكلفة المغلقة والدعوات التفضيلية، حين بات مثقفو المدينة يتحركون وفق أحلاف.
    حين أصبحت الكلمات محبوكة مثل منسج جدتي تقال بالتبعية، وتوزع التسميات والمكانات وفق التضليل الأدبي الرخو.
    حين أصبح المثقف يشتغل وفق أساسيات الكولسة والغرور النفعي، ويصنع لنفسه زاوية المهابة الذرية، نقول لزوما بأن الثقافة باتت في خبر كان المبني للمجهول.*ملاحظات أليمة..
    ملاحظات تستوقفنا بالجمع، هي نفسها الملاحظات الملغومة من سوق نخاسة الثقافة الجديد، والذي يحمل عناصر بنية النقد المغنج بالإثراء ولا يستوعب الحقيقة التاريخية القاتلة للفعل الثقافي، سوق ثقافي يرش الورود على كلمات الظل، إنها حقا ثقافة التضليل التي تفتقد إلى عناصر”الذائقة الأدبية” السليمة للذات والآخر والوسط الاجتماعي.
    * واقعنا الثقافي اليوم..
    إننا نعيش تحولات التغيرات غير البريئة من خلال نبوغ نوع من إعلام التضليل، تنمية التسويف والتضليل، ديمقراطية التسويق والتضليل. هي سياسة التضليل الملازمة لنا والتي يمكن أن تصنع جيلا من مثقفي السذاجة . هي سياسة التضليل الثقافي بشمولية اللفظ و التي نالت من الواقعية والموضوعية معولا ناسفا.
    *همسة ثقافية أخيرة..
    إن العالم تطور كثيرا، وأصبح بإمكان كل من يملك حتى لو يرقات كتابة ميتة، أن يكتب ما يريده بلا رقابة، ولا مشكلة كبرى، وأن يجد معجبي كتابته بسهولة شديدة أيضا، فقط هنا تأتي السلبيات التي ما كانت ستنمو وتستمر لو أن الكلام يحدث في الواقع وأمام الناس.
    قطعا شارع الإنترنت يتستر على التفاهات الثقافية التي ربما يفضحها شارع ضيق في جهة واقعية، ولكي نقول بأننا استفدنا فعلا من التقنية، علينا أن نطور الشوارع الافتراضية، فلا يختبئ فيها الأذى





يعمل...
X