انت الغيوم تزاحم حتى العشب المتراكم والغيوم في أيام الصيف ليست كغيوم ماقبله تأتي مكفهره. وضخمه متوحشه ومتأهبه وكإنها تحمل أطنان من الغضب لا أضعافها من الرحمه...الجميع في منازلهم. إنها لحظات ماقبل المطر الشديد. بينما هي في سطح منزلها لم تكن خائفه ولا مستوحشه..ربما شعرت إن هذه الغيوم كهفها وهاهي روحها تؤي اليها ....تتعبد والعباده ليست صلاه دائما ..تتطهر والطهارة ليست إغتسال دائما ...إنها تعيش لحضات أشبه ماتكون بتلك الليالي التي كان فيها رسولها الكريم يؤي فيها الى غار حراء ....لكل انسان غار حراءه الخاص ...ولكل إنسان طريقته في التعبد ...ولا حتى الكهوف من الحجر فقط ِ....
من قال ان السماء والارض الملبدتان بالغيوم السوداء موحشه ...لا هي ليست موحشه ..إنها أكثر سكينه وإثارة للإطمئنان من سهرة في ليل بلا نجوم ..إنها تدعوك الى الصلاه
إن لحضات في مثل هذه يقف فيها الروح خاشعا متأهبا مغتسلا يقطر الطهر من بين جفني صاحبه وكإنه قد تطهر من ذنوبه للتو. او انه في حضره شيئ عظيم. كا الحجر الاسود ...... وما هو بالحجر الاسود ولكنه الروح ....تسأئلت في نفسها أيهما أعظم الحجر الاسود الذي يرد في الروايات انه حجر أبيض أنزل من السماء فسودته ذنوب الناس ....ام روح الانسان ....وهل تنجس الروح بدنوب أصحابها أم إنها فقط تنام الى أجل غير مسمى فإذا حدث حادث ما للانسان او أحتاجها في لحضات من لحضات حياته في دجاه او صباحه او حتى في اقصى النهار أستيقضت وتحدثت معه فيما لو اراد
ان لحضات مثل هذه تشتد عليك جوانحك تتزاحم الحياة كلها والذكريات كلها والاحلام الجميله كلها
كتزاحم السيول في السواقي ...حتما أنت سعيد ...سعيدا جدا تتمنى لو تضم الكون كله بين جنبيك فتضمه كعاشق اشتاق زمنا ولم يلتقي ...رغم كل ألم مر بك في أيام عمرك الكئيب
كانت هي في حالتها تلك ..تقطر عينيها شوقا الى من هناك ....تتطلع خلف السحب وكإن شيئ مهيب يسكنها ...وفجأه تتذكره هو ...كلا بل تراه يلوح من بين الركام المتعالي يبتسم ..تبتسم ...إنها في أشد حاجاتها اليه لا لأن هناك مايؤلمها. حتما هي ليست حزينه بل سعيده سعيده ...ولطالما احتاجته في لحظاتها السعيده اضعاف ماتحتاجه في لحضات حزنها احتاجت ان يشاركها التطلع الى اعلى والصمت فقط الصمت لا البكاء ولا الشكوى ولا حتى البوح بكلمات الحب .....
شمس جبلة