قصة قصيرة
عكس الطريق ..
عايدة ناشد باسيلي
حالفها الحظ، تأخر القطار عن موعد تحركه دقيقتين، لحقت به، جلست في أحد مقاعدة الخالية ، ألقت بنظرها عبرالنافذة، ابتسمت، تنفست الصعداء، لقد استطاعت الفرار من المنزل.
بدأت الحكاية منذ خمس سنوات، كان عمرها حين ذاك لا يتعدى العشرة أعوام، وفي يوم وداع أمها وأخوتها الصغار، أوصتها أمها بطاعة الأوامر ، وألا تظهر التعب أو التذمر مهما كان، كي لايعيدوها إليهم، ويفقدوا بذلك الجنيهات الثلاثة، التي ستعينهم على المعيشة،
ركبت مع والدها القطار، جلست بجواره صامتة، يعتريها قليل من الخوف؛ فلأول مرة تبتعد عن والدتها وأخوتها وبعد قليل ستبتعد أيضا عن والدها، ودعت والدها الذى أوصاها أيضا بطاعة أسيادها .
انبهرت بالمنزل الكبير متعدد الحجرات، سيدتها امرأة لطيفة تهوى الخياطة وتصنع كل ملابسها بيديها، لها ولدان أحدهما في المرحلة الإعدادية والآخر شاب يدرس في إحدى الكليات النظرية، لاتراه كثيرا في المنزل. أما رجل البيت فهو فظ الكلام يخشاه كل من في المنزل حتى زوجته ترتعش أمامه، يمتلك محلا في الوكالة لبيع الخضار والفاكهه، ميسور الحال، يغدق بالمال على أولاده دون زوجته.
هدية، هكذا كان اسم الفتاة الريفية التي تكبرها بعدة أعوام تعمل في نفس المنزل، تشاركها الحجرة الصغيرة المخصصة لهما، في إحدى الليالي استيقظتُ لقضاء حاجتها، لم تجدها في الحجرة، ظننت أنها ذهبت إلى الحمام، لكنها لم تكن هناك، ظللت مستيقظة لحين رجوعها، وحين سألتها أين كانت؟ أجابتها:
_ كنت أشم الهواء في بلكونة الصالون ومتسألنيش تاني، مالكيش دعوة بي.
في خلال العام الأول زارها والدها أربع مرات منها زيارة واحدة بصحبة والدتها، كل ثلاثة أشهر يأتي ليأخذ أجرة خدمتها، ويوصيها بالطاعة،
مع بداية العام الثاني كانت قد بلغت وبدأت تظهر مفاتن جسدها، كانت تخجل وتنكمش في نفسها متى كان الابن الأصغر يمد يده ليتناول منها شيئا وتشعر بظهر كفه يلامس صدرها، ظنت عدة مرات أنه لا يقصد ذلك، حتى جاء اليوم الذي دخل وراءها المطبخ ووقف خلفها وهي تغسل المواعين وقال:
_ أنت بتكشي مني ليه يابت، خليك زى هدية تكسبي
قبل أن تستدير إليه كان قد أعطاها ظهره وخرج وهو يضحك.
في الليل في حجرة نومها مالت على هدية تسألها:
_ هو سي ممدوح كان قصده إيه الظهر لما قالي خليك زي هدية تكسبي؟.
بضحكة مكتومة قالت لها:
_ هو فاق لك أخيرا يابت يا "زُهرة"! خلاص يااختي حنبقى في الهوا سوا
وكتمت ضحكتها ثانية ثم قالت:
_ ولا يهمك، سي ممدوح مش متعب ده حيلامس جسمك بس ويكتفي، الرك بقى على سيدي الكبير لوطلبك حتخسرى ساعتها نفسك، لكن قصاد ده، حيكرم أبوك بجوز جنيهات من ورا الست.
مرت ثلاث سنوات أخرى، كان فيها ممدوح يلامس جسد "زهرة" التي حاولت أن لا يصل إلى أبعد من جزئها العلوى، حتى جاء اليوم الذى ناداها سيدها من الصالون وقال لها:
_ بعد ما الكل يروح ينام تعالى الصالون هنا وإياك تجيبي سيرة لحد. وروحي دلوقت اعملي لي كوب الشاي
فهمت مقصده، لم تدر ماذا تفعل لو قالت ل"هدية" ماحصل ستدفعها لتلبي طلب سيدها وتستسلم له، فكرت أن لاتذهب ، فتصورت والدها وهو يأتي لإرجاعها إلى القرية وهو يضربها لأنها أغضبت أسيادها وأفقدته المال.
دقائق وكان سيدها قد أتم غايته معها، وأخبرها أنه سيكرم والدها ويعطيه ضعف ما يأخذه.
مرت أربعة أشهر على هذا الحال، في النهار ملامسات "ممدوح" وفي الليل مرتين أو ثلاث أسبوعيا يطلبها سيدها في الصالون ليلا، ويوما بعد يوم كانت تزداد في الوزن حتى انتفخت بطنها، لاحظت سيدتها هذا الأمر، خافت، تصورت أنها مريضة بداء ما، وقالت لها:
_ بإذن الله غدا أصطحبك إلي الطبيب للاطمئان عليك
حين أخبرت بذلك "هدية" سألتها أن تكشف لها عن بطنها ، اتسعت عيناها وهي تقول لها:
_ الظاهر يابت إنك حبلى!!
قبل شروق الشمس كانت قد أخذت طريقها مترجلة، مسرعة، إلى محطة السكة الحديد القريبة من المنزل. لم تسأل أحدا عن اتجاه القطار ، كل همها كان فقط الهروب من العار.
عكس الطريق ..
عايدة ناشد باسيلي
حالفها الحظ، تأخر القطار عن موعد تحركه دقيقتين، لحقت به، جلست في أحد مقاعدة الخالية ، ألقت بنظرها عبرالنافذة، ابتسمت، تنفست الصعداء، لقد استطاعت الفرار من المنزل.
بدأت الحكاية منذ خمس سنوات، كان عمرها حين ذاك لا يتعدى العشرة أعوام، وفي يوم وداع أمها وأخوتها الصغار، أوصتها أمها بطاعة الأوامر ، وألا تظهر التعب أو التذمر مهما كان، كي لايعيدوها إليهم، ويفقدوا بذلك الجنيهات الثلاثة، التي ستعينهم على المعيشة،
ركبت مع والدها القطار، جلست بجواره صامتة، يعتريها قليل من الخوف؛ فلأول مرة تبتعد عن والدتها وأخوتها وبعد قليل ستبتعد أيضا عن والدها، ودعت والدها الذى أوصاها أيضا بطاعة أسيادها .
انبهرت بالمنزل الكبير متعدد الحجرات، سيدتها امرأة لطيفة تهوى الخياطة وتصنع كل ملابسها بيديها، لها ولدان أحدهما في المرحلة الإعدادية والآخر شاب يدرس في إحدى الكليات النظرية، لاتراه كثيرا في المنزل. أما رجل البيت فهو فظ الكلام يخشاه كل من في المنزل حتى زوجته ترتعش أمامه، يمتلك محلا في الوكالة لبيع الخضار والفاكهه، ميسور الحال، يغدق بالمال على أولاده دون زوجته.
هدية، هكذا كان اسم الفتاة الريفية التي تكبرها بعدة أعوام تعمل في نفس المنزل، تشاركها الحجرة الصغيرة المخصصة لهما، في إحدى الليالي استيقظتُ لقضاء حاجتها، لم تجدها في الحجرة، ظننت أنها ذهبت إلى الحمام، لكنها لم تكن هناك، ظللت مستيقظة لحين رجوعها، وحين سألتها أين كانت؟ أجابتها:
_ كنت أشم الهواء في بلكونة الصالون ومتسألنيش تاني، مالكيش دعوة بي.
في خلال العام الأول زارها والدها أربع مرات منها زيارة واحدة بصحبة والدتها، كل ثلاثة أشهر يأتي ليأخذ أجرة خدمتها، ويوصيها بالطاعة،
مع بداية العام الثاني كانت قد بلغت وبدأت تظهر مفاتن جسدها، كانت تخجل وتنكمش في نفسها متى كان الابن الأصغر يمد يده ليتناول منها شيئا وتشعر بظهر كفه يلامس صدرها، ظنت عدة مرات أنه لا يقصد ذلك، حتى جاء اليوم الذي دخل وراءها المطبخ ووقف خلفها وهي تغسل المواعين وقال:
_ أنت بتكشي مني ليه يابت، خليك زى هدية تكسبي
قبل أن تستدير إليه كان قد أعطاها ظهره وخرج وهو يضحك.
في الليل في حجرة نومها مالت على هدية تسألها:
_ هو سي ممدوح كان قصده إيه الظهر لما قالي خليك زي هدية تكسبي؟.
بضحكة مكتومة قالت لها:
_ هو فاق لك أخيرا يابت يا "زُهرة"! خلاص يااختي حنبقى في الهوا سوا
وكتمت ضحكتها ثانية ثم قالت:
_ ولا يهمك، سي ممدوح مش متعب ده حيلامس جسمك بس ويكتفي، الرك بقى على سيدي الكبير لوطلبك حتخسرى ساعتها نفسك، لكن قصاد ده، حيكرم أبوك بجوز جنيهات من ورا الست.
مرت ثلاث سنوات أخرى، كان فيها ممدوح يلامس جسد "زهرة" التي حاولت أن لا يصل إلى أبعد من جزئها العلوى، حتى جاء اليوم الذى ناداها سيدها من الصالون وقال لها:
_ بعد ما الكل يروح ينام تعالى الصالون هنا وإياك تجيبي سيرة لحد. وروحي دلوقت اعملي لي كوب الشاي
فهمت مقصده، لم تدر ماذا تفعل لو قالت ل"هدية" ماحصل ستدفعها لتلبي طلب سيدها وتستسلم له، فكرت أن لاتذهب ، فتصورت والدها وهو يأتي لإرجاعها إلى القرية وهو يضربها لأنها أغضبت أسيادها وأفقدته المال.
دقائق وكان سيدها قد أتم غايته معها، وأخبرها أنه سيكرم والدها ويعطيه ضعف ما يأخذه.
مرت أربعة أشهر على هذا الحال، في النهار ملامسات "ممدوح" وفي الليل مرتين أو ثلاث أسبوعيا يطلبها سيدها في الصالون ليلا، ويوما بعد يوم كانت تزداد في الوزن حتى انتفخت بطنها، لاحظت سيدتها هذا الأمر، خافت، تصورت أنها مريضة بداء ما، وقالت لها:
_ بإذن الله غدا أصطحبك إلي الطبيب للاطمئان عليك
حين أخبرت بذلك "هدية" سألتها أن تكشف لها عن بطنها ، اتسعت عيناها وهي تقول لها:
_ الظاهر يابت إنك حبلى!!
قبل شروق الشمس كانت قد أخذت طريقها مترجلة، مسرعة، إلى محطة السكة الحديد القريبة من المنزل. لم تسأل أحدا عن اتجاه القطار ، كل همها كان فقط الهروب من العار.