+26مصطفى رعدون
١ أغسطس ٢٠١٧ ·
عمود الحطابات
طلب مني ابو عمر القلعة بكل ادب ان اتناول موضوع كان يسمع عنه من جدته عن ( عمود الحطابات ) في ارض قريبة نسبيا من قلعة المضيق في قلب مدينة افاميا الاثرية ، ولكنه بعيد نسبيا عن السوق والشارع العام المشهور ، وللعلم ان هذا العمود مطمور بالارض ولا يظهر منه سوى المتر تقريبا ، وكانت الحطابات يستخدمنه للتشييل على الرأس بدون مساعدة احد ، فكل حطابة تجمع الحطب من الارض القريبة وتكومه بالقرب من هذا العمود حتى تنتهي ، ثم تربطه بحبل على شكل ( حملة ) وقد وردت الكلمة بالقرآن الكريم ( وامرأته حمالة الحطب ) فالمحمول هو ( حملة ) وغالبا ماتقوم تلك المرأة بالحمل على الرأس بعد ان تضع / وطى / من القماش الملفوف على الرأس مباشرة كي لا يتأثر بعيدان الحملة ،
تقوم المرأة بشد الحملة من الحبل الذي يربطها وترفعها الى الاعلى حتى تضعها على العمود كمرحلة اولى ثم تجلس القرفصاء وتجرها فوق رأسها فوق الوطى وتقوم بها وتصبح جاهزة للسير الى القلعة ، وغالبا ما كان ذلك العمود نقطة علام لهن لاجتماعهن ، وهكذا سمي هذا العمود / بعمود الحطابات / ولا زال في موضعه يعرفه كبار السن ، غير انه منسي من قبل نساء هذا اليوم لعدم وجود ظاهرة التحطيب التي اصبحت من الماضي بعد وجود البوتوغاز والمدفأة على المازوت وافران الكهرباء وغاز الكهرباء وغير ذلك مما تتحفنا به الحياة المعاصرة ، فتحية لمن تعبوا في احلك الظروف ، ليربوا اولادهم متلائمين مع بيئة قاسية كانت تلف الجميع بردائها ، و متلائمين مع ظروف قاسية مريرة ، وخصوصا الامهات اللوات هن اعمدة البيوت ، فهن من يطحن العدس والبرغل والحنطة ، وهن من يعجن ، وهن من يخبزن ، وهن من يغسلن ، وهن من يجمعن الحطب ، وهن من يطبخن ، وهن من يربين الاولاد ، وهن من يستقبلن ، وهن من يودعن ،رحم الله المتوفين من ذلك الرعيل ، وبارك بمن تبقى حيا منهم ، يغمر الاجيال الجديدة ببركته وطيب محياه ، ويحوف الصغار ، ويتفقد الكبار ، ويذكر الجار بكل مودة وترحاب ،
----- مصطفى رعدون --/1 /8 / 2017 / --
==================
للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/photo/?fbid...40292119733054
***********************
Fareed Zaffour
١ أغسطس، الساعة ٣:٠٥ -2022م