فيلم ١٥.. كيف أثرت اللقطة السينمائية في حياة طفل رضيع؟
كتبت/ منار خالد
تظهر أول لقطة للصبي والطفل بعد ذهابهما للمنزل، تقتصر على يد الصبي وطبق استحمام خاص بالرضيع، ترصد الكاميرا يد الصبي في لقطة متوسطة، وتعرف تلك اللقطات التي تستهدف جزء من الكل أنها هي اللقطات التي تظهر جزءًا صغيرًا جدًا من الشئ المصور، وقد تصل إلى مجرد عين أو فم أو أنف، فتعزل من الشخص أجزاء لتبرز أجزاء أخرى أكثر أهمية في تلك اللحظة.
ومنها يتضح محاولة الصبي الجادة بالمساعدة عن طريق اليد في تنظيف ذلك الطفل، تم اختيار فعل الاستحمام دون غيره لأنه إشارة للنظافة والاعتناء بأقصى تفاصيل الرضيع، أي أن الصبي أدرك حجم المسؤولية الواقعة عليه وبدأ في الاعتناء بشقيقه، وتعتبر تلك اللقطة هي لقطة منافية تماما للقطة الأولى التي ظهر فيها الطفل مُلقى على الأرض وقف الصبي فيها في الشرفة وشريط الصوت يصاحب اللقطة بكاء الطفل دون النظر له.
عقب مشهد الاستحمام، مشهد أخير ينام فيه الطفل هادئًا دون بكاء ويمسك بيده شقيقه ويجلس معه على نفس الأريكة وينتهي الفيلم، ليؤكد على تبدل حال الصبي ووعيه بالأزمة وإنه على الرغم من صغر سنه إلا إنه استطاع أن يتعامل معها.
كما جاءت تلك اللقطة متوسطة قريبة Medium Close Shot MCs بين الشقيقين، تقتطع فيها الكاميرا وجه الصبي وترتكز على يده مرة أخرى وهي تمسك بيد الرضيع، وهي لقطة منافية لجميع اللقطات الواسعة التي سبقت وعبرت عن حالة الوحدة التي شعر بها الصبي، لتدلل اللقطة المتوسطة ذات البُعد البؤري القريب هذه المرة على عدم الوحدة وأن كل منهما أصبح عونًا للآخر، على الرغم من صغر سن الرضيع إلا أن مسؤوليته ستصبح سلوى للصبي تأنسه، والصبي أيضًا أصبح يمثل للرضيع مصدر الأمان والهدوء، إضافة أن المخرج لم يأت بمشاهد بكاء الصبي ولا استعانته بأحد أقاربه لدفن والده، وما إلى ذلك، حيث استغنى عن كل ما لم يفيد وأراد فقط أن يتبع أزمة يعاني منها الصبي (الاعتماد على الغير)، ثم أثر عدم وجود الغير المتمثل في (الأم، والأب) عليه، ليكون بذلك ثنائية ذات طابع حميمي بين الطفل والصبي، بعد أن بدأ بنفور وعدم اهتمام.
-فيلم ١٥
-المخرج: سامح علاء
-
كتبت/ منار خالد
تظهر أول لقطة للصبي والطفل بعد ذهابهما للمنزل، تقتصر على يد الصبي وطبق استحمام خاص بالرضيع، ترصد الكاميرا يد الصبي في لقطة متوسطة، وتعرف تلك اللقطات التي تستهدف جزء من الكل أنها هي اللقطات التي تظهر جزءًا صغيرًا جدًا من الشئ المصور، وقد تصل إلى مجرد عين أو فم أو أنف، فتعزل من الشخص أجزاء لتبرز أجزاء أخرى أكثر أهمية في تلك اللحظة.
ومنها يتضح محاولة الصبي الجادة بالمساعدة عن طريق اليد في تنظيف ذلك الطفل، تم اختيار فعل الاستحمام دون غيره لأنه إشارة للنظافة والاعتناء بأقصى تفاصيل الرضيع، أي أن الصبي أدرك حجم المسؤولية الواقعة عليه وبدأ في الاعتناء بشقيقه، وتعتبر تلك اللقطة هي لقطة منافية تماما للقطة الأولى التي ظهر فيها الطفل مُلقى على الأرض وقف الصبي فيها في الشرفة وشريط الصوت يصاحب اللقطة بكاء الطفل دون النظر له.
عقب مشهد الاستحمام، مشهد أخير ينام فيه الطفل هادئًا دون بكاء ويمسك بيده شقيقه ويجلس معه على نفس الأريكة وينتهي الفيلم، ليؤكد على تبدل حال الصبي ووعيه بالأزمة وإنه على الرغم من صغر سنه إلا إنه استطاع أن يتعامل معها.
كما جاءت تلك اللقطة متوسطة قريبة Medium Close Shot MCs بين الشقيقين، تقتطع فيها الكاميرا وجه الصبي وترتكز على يده مرة أخرى وهي تمسك بيد الرضيع، وهي لقطة منافية لجميع اللقطات الواسعة التي سبقت وعبرت عن حالة الوحدة التي شعر بها الصبي، لتدلل اللقطة المتوسطة ذات البُعد البؤري القريب هذه المرة على عدم الوحدة وأن كل منهما أصبح عونًا للآخر، على الرغم من صغر سن الرضيع إلا أن مسؤوليته ستصبح سلوى للصبي تأنسه، والصبي أيضًا أصبح يمثل للرضيع مصدر الأمان والهدوء، إضافة أن المخرج لم يأت بمشاهد بكاء الصبي ولا استعانته بأحد أقاربه لدفن والده، وما إلى ذلك، حيث استغنى عن كل ما لم يفيد وأراد فقط أن يتبع أزمة يعاني منها الصبي (الاعتماد على الغير)، ثم أثر عدم وجود الغير المتمثل في (الأم، والأب) عليه، ليكون بذلك ثنائية ذات طابع حميمي بين الطفل والصبي، بعد أن بدأ بنفور وعدم اهتمام.
-فيلم ١٥
-المخرج: سامح علاء
-