غاستون باشلار: شعرية الأجنحة
ترجمة: سعيد بوخليط
أرْشِدنا،أيها الفكر أو الطائر،
نحو أفكاركَ العذبة
فلم أسمع قط
مديحا للحب أو النشوة يضخ مدَّا نابضا بافتتان إلهي جدا.
لاتعكس القُبَّرة مجرد سعادة الكون، بل تجعلها فعلية، إنها تصممها.حينما نسمعها يغدو، الخيال ديناميكيا، من جهة إلى أخرى، بحيث لايصمد أمامه كل فتور، أو رمادية ضجر معين. ألا تشكِّل الظلمة التي سماها بيرسي شيلي” الامتعاض” أو كآبة (ظلّ الانزعاج)، بسأم مصاب بالحنين لازال راقدا بين ثنايا كلمة شائخة فرنسية انتقلت صوب لغة أجنبية ؟ من هو الشخص الذي لم يشعر بهذا ”الامتعاض”،خلال لحظات عزلة عند سَهْل تغمره خيوط أشعة شمس صبيحة يوم بارد؟ وحده شدو قُبَّرة يمحو كل الضجر الناجم عن الحنين إلى الماضي.
تسطع كونية القُبَّرة من خلال المقطع الشعري التالي:
ماالموضوعات التي شَكَّلت مصدرا لموسيقاكِ السعيدة؟
ما الحقول، ما الأمواج، ما الجبال، مظاهر السماء أو الأرض المنبسطة؟ عشقكِ لسلالتكِ الخاصة ؟ ثم أيّ تجاهل هذا للوجع؟
هكذا، ستبدو لنا القُبَّرة نموذجا عن رومانسية البهجة(1) كما الشأن مع شعرية شيلي، مثالا أعلى لهواء مهتزِّ لانستطيع تجاوزه:
لو ألهمتِيني نصف السعادة
التي يدركها دماغكِ
هكذا ينساب من شفتي إيقاع في غاية الجنون
يصغي إليه العالم،وقد كنت كائنا مستمعا.
نفهم الآن أولى المقاطع الشعرية لقصيدة:
”طائر، لن تكون كذلك قط !
آه ! بل أنت، فكر البهجة”
لايلهمنا الكائن الواقعي شيئا؛ مادامت القُبَّرة ”محض صورة”،صورة روحية خالصة، لن تكتشف حياتها سوى في خضم خيال هوائي باعتباره نواة لمجازات الهواء والارتقاء. سنرى من خلال ذلك دلالة حين الحديث عن ”القُبَّرة المجردة” وفق نفس معنى حديثنا عن “قصيدة خالصة”.قصيدة من هذا القبيل لايمكنها استساغة مهام وصفية، وظائف تتحدد ضمن فضاء تتناسل داخله موضوعات جميلة.بحيث ينبغي لهذه الموضوعات الخالصة التسامي بقواعد التمثُّل.
يلزم موضوع شعري أصيل امتصاصه في الوقت نفسه لكل الذات والموضوع. قُبّرة شيلي الخالصة، تبعا لسعادتها غير المجسَّمة،نتاج سعادة بين الذات والعالم.نستخف من وجع سنٍّ، مادام يشكل فقط وجعا لصاحبه بينما لن تسخر أيّ روح شعرية من هذه”السعادة غير المجسَّمة” سعادة عالم يتمدّد، عالم يزداد كِبرا وهو يغني(2). يقول ميشليه:”تحمل القُبّرة صوب السماء مباهج الأرض”.
حينما ننشد الأمل، تخلقه القُبّرة.بالنسبة لليوناردو دافينشي، هي متكِّهَنة ومعالِجَة (مذكرات ليوناردو دافينشي، ترجمة، الجزء الثاني،ص 377 ):”يقال بأنه حينما توضع قُبّرة بجانب شخص مريض، فإنها لاتلتفت نحوه،إذا دقت
ساعة رحيله،لكن إذا استدعاها نفس المريض كي تعالجه، سيركز الطائر عليه نظره ثم بفضل ذلك يتخلص الشخص من ألمه ”.
لدينا ثقة كبيرة جدا بخصوص قوة تسمية هذه الصورة الأدبية الخالصة التي ترسمها قُبّرة مجردة، تغدو حسب تصورنا مشهدا طبيعيا هوائيا يجد وحدته الديناميكية الصريحة حينما يمكننا وضعها تحت إشارة قُبّرة وسط أعالي السماء.
على سبيل المثال، صفحة كتبها غابريل دانونزيو، أظهرت القُبَّرة أولا باعتبارها مجازا، لكن يبدو لنا بأن فقرات الصفحة تستوفي من هذا المجاز نفسه السمة الهوائية وكذا منحى الارتقاء(3).
ترنّ كل سماء الليل بلحن جماعي مذهل للقُبَّرات
ترنيمة أجنحة، نشيد ريش و أجنحة، بحيث لايفوقها ضخامة سوى الملائكي… هكذا تجلت سمفونية مسائية لفصل ربيع مجنَّح بأكمله.
ترتقي السيمفونية، ثم ترتقي دون فترات توقف (كلما صعدت القُبّرة إلا وصدح شدوها).ثم شيئا فشيئا، تتبلور نتيجة مفعول مزمور ربَّات الغابات، موسيقى نسجتها صيحات ونغمات،غدت إيقاعات متناغمة لاأعلم حقا جراء عامل المسافة أو القصيدة.
وتدوِّي أجراس كما لو على امتداد جبال زرقاء.
من بين طيات الصخب النشاز لريف مضطرب، تنبثق بسبب هذا ”التحول”الذي أنجزه طائر القُبَّرة خلال سكينة الليل، وحدة رنانة،عالم موسيقي، نشيد يتعالى.سيدرك حينها خيال هوائي دون تردد، بأنّ الصعود يحدِّد الإيقاع، ثم يعيش في الوقت نفسه بيسر وحدة جمالية وأخلاقية، استمرارية الإحساس الجمالي وكذا الأخلاقي لهذه الصفحة(المرجع نفسه، ص 139):”لم تكن للترنيمة نهاية. بدا كل شيء مرتقيا، صاعدا دائما، بفعل نشوة الشدو.ترتفع الأرض نتيجة إيقاع الانبعاث.لم أعد أشعر قط بركبتي، ولاأشغل حيز مكاني الضيق مع ذاتي؛ بل غدوتُ قوة صاعدة ومتعددة، ماهية متجددة من أجل تغذية ربانية المستقبل”.
هو نفس الاندفاع المتعدد يتبدى بين صفحات كتاب مدينة الموت للكاتب دانونزيو دائما:”تكتسي كل الريف أزهار برِّية صغيرة تحتضر.وشدو القُبَّرات يغمر مجموع السماء.آه ! كم هو رائع !لم يسبق لي قط أن سمعتُ شدوا متهورا.آلاف القُبَّرات، حشد بلا عدد.تنبعث من كل الجهات،مندفعة نحو السماء بحدّة رَمْية مِقلاع، تظهر كأنها مجنونة،تضمحل هناك وسط الضياء ولاتظهر ثانية قط، كما لو أنها استهلكها الشدو،أو التهمتها الشمس.فجأة، سقطت إحداها عند قدمي حصاني، في وزن حجرة؛ ثم تمكث ميتة مصعوقة بانتشائها،لأنها غردت ببهجة مفرطة”.
يخضع جميع الشعراء بكيفية لاواعية لوحدة الشدو المتأتية لنا،من خلال منظر أدبي،بفضل غناء القُبَّرة.كتب لوسيان وولف في كتابه الجميل حول جورج ميريديث،الشاعر والروائي (ص 37):”ليس تغريد القُبَّرة بحماسة شخصية للطائر،لكن بمثابة تعبير عن مباهج شتى، وكذا جل نزوع حماسة العالم الحيواني والعالم الإنساني معا”.ثم يستشهد بهذه المقاطع الشعرية لميريديث (القُبَّرة التي ترتفع):شدو القُبَّرة:
إنها الغابات، والمياه، وكذا تلك الأسراب غير الخطيرة؛
إنها منحدرات، عائلة آدمية.
بجوار أراضي خضراء، وداكنة أو عقيمة.
وكذا رؤى من لازالوا داخل المدن يرسمون.
تشدو القُبَّرة النسغ وكذا الحياة المزهرة.
انصهار الشمس والأمطار.
تتفقَّد الأطفال، والزارع
بهجة وصرخة الرعاة المزهرة
زهرات الربيع وكذا البنفسج.
يبدو بأن، الغابات، المياه، الكائنات البشرية، القطعان، وكذا سطح الأرض نفسه بمروجه و تلاله، وبفضل نداء القُبَّرة، أضحت جميعها هوائية، تشارك في الحياة الهوائية. حققت بناء على سياقها ذاك نوعا من وحدة الإنشاد.
إذن، تمثل حقا القُبَّرة الخالصة إشارة عن التسامي بامتياز. يستطرد لوسيان وولف (ص 40):” تحرك القُبَّرة،ماهو أكثر نقاء داخلنا”.
يسكن نفس الطُّهر تلك النهاية الرشيقة،داخل الاختفاء وكذا الصمت القابعين عند منتهى السماء.فجأة، نتوقف عن الإصغاء.هكذا يصمت الكون في بعده العمودي مثل سهم لن نقذف به ثانية.
القُبَّرة ميتة في الهواء
بينما لانعلم عن سقوطها(3).
…….
هوامش:
مصدر المقالة:
Gaston Bachelard:Lair et Les songes.Essai sur l imagination du mouvement(1943).pp:102 -106.
(1) جورج ميريديث (شاعر وروائي):”القُبَّرة محلِّقة، كما لو أنه على مستوى الحياة يسير كل شيء وفق المبتغى”.
(2) أيضا، كتب فيكتور بوسيل:” القُبَّرة،في الأعالي، ابتهاج وسط السماء،أسمعها صباحا وأنا أعبر الريف،وأكتشف حينها بأني سعيد حقا(روحانية الأرض،مرافعة من اجل الجسد،ص 78).
(3)دانونزيو تأمل الموت ترجمة ص 136
(4)جولز سوبيرفيل:انجذاب ص.198
ترجمة: سعيد بوخليط
أرْشِدنا،أيها الفكر أو الطائر،
نحو أفكاركَ العذبة
فلم أسمع قط
مديحا للحب أو النشوة يضخ مدَّا نابضا بافتتان إلهي جدا.
لاتعكس القُبَّرة مجرد سعادة الكون، بل تجعلها فعلية، إنها تصممها.حينما نسمعها يغدو، الخيال ديناميكيا، من جهة إلى أخرى، بحيث لايصمد أمامه كل فتور، أو رمادية ضجر معين. ألا تشكِّل الظلمة التي سماها بيرسي شيلي” الامتعاض” أو كآبة (ظلّ الانزعاج)، بسأم مصاب بالحنين لازال راقدا بين ثنايا كلمة شائخة فرنسية انتقلت صوب لغة أجنبية ؟ من هو الشخص الذي لم يشعر بهذا ”الامتعاض”،خلال لحظات عزلة عند سَهْل تغمره خيوط أشعة شمس صبيحة يوم بارد؟ وحده شدو قُبَّرة يمحو كل الضجر الناجم عن الحنين إلى الماضي.
تسطع كونية القُبَّرة من خلال المقطع الشعري التالي:
ماالموضوعات التي شَكَّلت مصدرا لموسيقاكِ السعيدة؟
ما الحقول، ما الأمواج، ما الجبال، مظاهر السماء أو الأرض المنبسطة؟ عشقكِ لسلالتكِ الخاصة ؟ ثم أيّ تجاهل هذا للوجع؟
هكذا، ستبدو لنا القُبَّرة نموذجا عن رومانسية البهجة(1) كما الشأن مع شعرية شيلي، مثالا أعلى لهواء مهتزِّ لانستطيع تجاوزه:
لو ألهمتِيني نصف السعادة
التي يدركها دماغكِ
هكذا ينساب من شفتي إيقاع في غاية الجنون
يصغي إليه العالم،وقد كنت كائنا مستمعا.
نفهم الآن أولى المقاطع الشعرية لقصيدة:
”طائر، لن تكون كذلك قط !
آه ! بل أنت، فكر البهجة”
لايلهمنا الكائن الواقعي شيئا؛ مادامت القُبَّرة ”محض صورة”،صورة روحية خالصة، لن تكتشف حياتها سوى في خضم خيال هوائي باعتباره نواة لمجازات الهواء والارتقاء. سنرى من خلال ذلك دلالة حين الحديث عن ”القُبَّرة المجردة” وفق نفس معنى حديثنا عن “قصيدة خالصة”.قصيدة من هذا القبيل لايمكنها استساغة مهام وصفية، وظائف تتحدد ضمن فضاء تتناسل داخله موضوعات جميلة.بحيث ينبغي لهذه الموضوعات الخالصة التسامي بقواعد التمثُّل.
يلزم موضوع شعري أصيل امتصاصه في الوقت نفسه لكل الذات والموضوع. قُبّرة شيلي الخالصة، تبعا لسعادتها غير المجسَّمة،نتاج سعادة بين الذات والعالم.نستخف من وجع سنٍّ، مادام يشكل فقط وجعا لصاحبه بينما لن تسخر أيّ روح شعرية من هذه”السعادة غير المجسَّمة” سعادة عالم يتمدّد، عالم يزداد كِبرا وهو يغني(2). يقول ميشليه:”تحمل القُبّرة صوب السماء مباهج الأرض”.
حينما ننشد الأمل، تخلقه القُبّرة.بالنسبة لليوناردو دافينشي، هي متكِّهَنة ومعالِجَة (مذكرات ليوناردو دافينشي، ترجمة، الجزء الثاني،ص 377 ):”يقال بأنه حينما توضع قُبّرة بجانب شخص مريض، فإنها لاتلتفت نحوه،إذا دقت
ساعة رحيله،لكن إذا استدعاها نفس المريض كي تعالجه، سيركز الطائر عليه نظره ثم بفضل ذلك يتخلص الشخص من ألمه ”.
لدينا ثقة كبيرة جدا بخصوص قوة تسمية هذه الصورة الأدبية الخالصة التي ترسمها قُبّرة مجردة، تغدو حسب تصورنا مشهدا طبيعيا هوائيا يجد وحدته الديناميكية الصريحة حينما يمكننا وضعها تحت إشارة قُبّرة وسط أعالي السماء.
على سبيل المثال، صفحة كتبها غابريل دانونزيو، أظهرت القُبَّرة أولا باعتبارها مجازا، لكن يبدو لنا بأن فقرات الصفحة تستوفي من هذا المجاز نفسه السمة الهوائية وكذا منحى الارتقاء(3).
ترنّ كل سماء الليل بلحن جماعي مذهل للقُبَّرات
ترنيمة أجنحة، نشيد ريش و أجنحة، بحيث لايفوقها ضخامة سوى الملائكي… هكذا تجلت سمفونية مسائية لفصل ربيع مجنَّح بأكمله.
ترتقي السيمفونية، ثم ترتقي دون فترات توقف (كلما صعدت القُبّرة إلا وصدح شدوها).ثم شيئا فشيئا، تتبلور نتيجة مفعول مزمور ربَّات الغابات، موسيقى نسجتها صيحات ونغمات،غدت إيقاعات متناغمة لاأعلم حقا جراء عامل المسافة أو القصيدة.
وتدوِّي أجراس كما لو على امتداد جبال زرقاء.
من بين طيات الصخب النشاز لريف مضطرب، تنبثق بسبب هذا ”التحول”الذي أنجزه طائر القُبَّرة خلال سكينة الليل، وحدة رنانة،عالم موسيقي، نشيد يتعالى.سيدرك حينها خيال هوائي دون تردد، بأنّ الصعود يحدِّد الإيقاع، ثم يعيش في الوقت نفسه بيسر وحدة جمالية وأخلاقية، استمرارية الإحساس الجمالي وكذا الأخلاقي لهذه الصفحة(المرجع نفسه، ص 139):”لم تكن للترنيمة نهاية. بدا كل شيء مرتقيا، صاعدا دائما، بفعل نشوة الشدو.ترتفع الأرض نتيجة إيقاع الانبعاث.لم أعد أشعر قط بركبتي، ولاأشغل حيز مكاني الضيق مع ذاتي؛ بل غدوتُ قوة صاعدة ومتعددة، ماهية متجددة من أجل تغذية ربانية المستقبل”.
هو نفس الاندفاع المتعدد يتبدى بين صفحات كتاب مدينة الموت للكاتب دانونزيو دائما:”تكتسي كل الريف أزهار برِّية صغيرة تحتضر.وشدو القُبَّرات يغمر مجموع السماء.آه ! كم هو رائع !لم يسبق لي قط أن سمعتُ شدوا متهورا.آلاف القُبَّرات، حشد بلا عدد.تنبعث من كل الجهات،مندفعة نحو السماء بحدّة رَمْية مِقلاع، تظهر كأنها مجنونة،تضمحل هناك وسط الضياء ولاتظهر ثانية قط، كما لو أنها استهلكها الشدو،أو التهمتها الشمس.فجأة، سقطت إحداها عند قدمي حصاني، في وزن حجرة؛ ثم تمكث ميتة مصعوقة بانتشائها،لأنها غردت ببهجة مفرطة”.
يخضع جميع الشعراء بكيفية لاواعية لوحدة الشدو المتأتية لنا،من خلال منظر أدبي،بفضل غناء القُبَّرة.كتب لوسيان وولف في كتابه الجميل حول جورج ميريديث،الشاعر والروائي (ص 37):”ليس تغريد القُبَّرة بحماسة شخصية للطائر،لكن بمثابة تعبير عن مباهج شتى، وكذا جل نزوع حماسة العالم الحيواني والعالم الإنساني معا”.ثم يستشهد بهذه المقاطع الشعرية لميريديث (القُبَّرة التي ترتفع):شدو القُبَّرة:
إنها الغابات، والمياه، وكذا تلك الأسراب غير الخطيرة؛
إنها منحدرات، عائلة آدمية.
بجوار أراضي خضراء، وداكنة أو عقيمة.
وكذا رؤى من لازالوا داخل المدن يرسمون.
تشدو القُبَّرة النسغ وكذا الحياة المزهرة.
انصهار الشمس والأمطار.
تتفقَّد الأطفال، والزارع
بهجة وصرخة الرعاة المزهرة
زهرات الربيع وكذا البنفسج.
يبدو بأن، الغابات، المياه، الكائنات البشرية، القطعان، وكذا سطح الأرض نفسه بمروجه و تلاله، وبفضل نداء القُبَّرة، أضحت جميعها هوائية، تشارك في الحياة الهوائية. حققت بناء على سياقها ذاك نوعا من وحدة الإنشاد.
إذن، تمثل حقا القُبَّرة الخالصة إشارة عن التسامي بامتياز. يستطرد لوسيان وولف (ص 40):” تحرك القُبَّرة،ماهو أكثر نقاء داخلنا”.
يسكن نفس الطُّهر تلك النهاية الرشيقة،داخل الاختفاء وكذا الصمت القابعين عند منتهى السماء.فجأة، نتوقف عن الإصغاء.هكذا يصمت الكون في بعده العمودي مثل سهم لن نقذف به ثانية.
القُبَّرة ميتة في الهواء
بينما لانعلم عن سقوطها(3).
…….
هوامش:
مصدر المقالة:
Gaston Bachelard:Lair et Les songes.Essai sur l imagination du mouvement(1943).pp:102 -106.
(1) جورج ميريديث (شاعر وروائي):”القُبَّرة محلِّقة، كما لو أنه على مستوى الحياة يسير كل شيء وفق المبتغى”.
(2) أيضا، كتب فيكتور بوسيل:” القُبَّرة،في الأعالي، ابتهاج وسط السماء،أسمعها صباحا وأنا أعبر الريف،وأكتشف حينها بأني سعيد حقا(روحانية الأرض،مرافعة من اجل الجسد،ص 78).
(3)دانونزيو تأمل الموت ترجمة ص 136
(4)جولز سوبيرفيل:انجذاب ص.198