أيْقَنْتُ مُتأخّرًا أنّني الخاسِرُ الوحيدُ في سباقِ الهُجْرانِ،
فرغمَ تَظاهُري بالقُوّةِ إلّا أنّني رأيتُ كذبَ ذلك في جسدي النّحيلِ وقلبي العليلِ ووجهي الذّابلِ،
رغمَ عشراتِ الأقنعةِ التي أختبئُ وراءها، إلا أنّه يبقیٰ للقلبِ صوتُ أجوفٍ، يُسمَعُ من خلفِ الضّلوعِ كأنّاتِ سَجينٍ منذُ ألفِ عامٍ لم يرَ الضّوءَ، يأسُه يقطُرُ دمًا، وعيونُه لم تعُدْ تقوَ علیٰ الدّمعِ، فقد جَفَّتْ منابِعُها ووديانُها منذُ عقود ...!!
هل لي إلیٰ فكاكِ قيدِك من سبيل ...؟ هل تحجّرَ قلبُ السّجانِ فلم يَعُدْ يسمعُ أنّاتِ حبيسِه ...؟ أم أغلقَ عينيه عن قروحِ جسدِه المُحتَضِر ...؟ أم تُراه قد غادرَ مكانَهُ حتّیٰ دونَ أن يَنظُرَ خلفَه ...؟ تُریٰ هل أصبحتُ أهذي من الوَجْدِ ...؟ أم أنّ سِجني وسجّاني في عقلي وحدي ...؟ هل أدقُّ البابَ لأتأكّد ...؟ أين بابُ زنزانتي، ويحكم ...!! أين وضعتُموه ... لا أریٰ سویٰ جُدرانِ الألمِ والوحدةِ،
عاليةً حتیٰ السّماءِ، ليس لها بابٌ أو نافذةٌ ...!!
وأنتِ يا خطيئتي الكُبریٰ، كُنْتِ دائمًا سبّاقةً إلیٰ الهجرِ وكأنّه لم تَكُن بيننا عُهودٌ، كُنْتِ تتحدّين رغبةَ قَلْبِك في البقاءِ، كُنْتِ تُخْرِسين كلَّ صوتِ حنينٍ يتسلّلُ في غفلةٍ منكِ، كُنْتِ حقًا أقویٰ منّي، ولم أكنْ أغضبُ لذلك، فضعفي حُبٌّ طاهرٌ كعُصفورٍ بريءٍ فتحَ فمهُ ليُطعِمَهُ نسرٌ جارِحٌ،
لمَ اللّومُ عليه وقد كان يظُنُّ الأمانَ حتّیٰ أُكِلَ غدرًا ..؟
كُنْتُ أتمنّیٰ - وكَذَّبْتِ أمنيّتي - أنْ تُسابِقَ قلبي في الحُبِّ وليس في الهَجْرِ، أنْ أریٰ لهفةً حين اللِّقاءِ تُذيبُ حرارَتُها برودةَ البُعدِ، أنْ أسمعَ تنْهيدةَ النّدِمِ وأنتِ تلتَفِتين مودّعةً وكأنّكِ تقولين " ليتني بقيتُ ...!! "
كُنْتُ لحظَتَها سأسْرِقُكِ من نَفسِك، كُنْتُ سأبقیٰ وأنتظرَ حتیٰ تعودين، كان سيبقیٰ ليَ الأملُ، ولكنّكِ حتّیٰ ذاك بَخَلْتِ عليَّ به، وتَرَكْتِني قبلَ أنْ أُدْرِكَ ...
أنّني حيٌّ ... أمْ ... ميّتٌ بين الأحْياءِ ...!!؟
#دكمال_لاشين
فرغمَ تَظاهُري بالقُوّةِ إلّا أنّني رأيتُ كذبَ ذلك في جسدي النّحيلِ وقلبي العليلِ ووجهي الذّابلِ،
رغمَ عشراتِ الأقنعةِ التي أختبئُ وراءها، إلا أنّه يبقیٰ للقلبِ صوتُ أجوفٍ، يُسمَعُ من خلفِ الضّلوعِ كأنّاتِ سَجينٍ منذُ ألفِ عامٍ لم يرَ الضّوءَ، يأسُه يقطُرُ دمًا، وعيونُه لم تعُدْ تقوَ علیٰ الدّمعِ، فقد جَفَّتْ منابِعُها ووديانُها منذُ عقود ...!!
هل لي إلیٰ فكاكِ قيدِك من سبيل ...؟ هل تحجّرَ قلبُ السّجانِ فلم يَعُدْ يسمعُ أنّاتِ حبيسِه ...؟ أم أغلقَ عينيه عن قروحِ جسدِه المُحتَضِر ...؟ أم تُراه قد غادرَ مكانَهُ حتّیٰ دونَ أن يَنظُرَ خلفَه ...؟ تُریٰ هل أصبحتُ أهذي من الوَجْدِ ...؟ أم أنّ سِجني وسجّاني في عقلي وحدي ...؟ هل أدقُّ البابَ لأتأكّد ...؟ أين بابُ زنزانتي، ويحكم ...!! أين وضعتُموه ... لا أریٰ سویٰ جُدرانِ الألمِ والوحدةِ،
عاليةً حتیٰ السّماءِ، ليس لها بابٌ أو نافذةٌ ...!!
وأنتِ يا خطيئتي الكُبریٰ، كُنْتِ دائمًا سبّاقةً إلیٰ الهجرِ وكأنّه لم تَكُن بيننا عُهودٌ، كُنْتِ تتحدّين رغبةَ قَلْبِك في البقاءِ، كُنْتِ تُخْرِسين كلَّ صوتِ حنينٍ يتسلّلُ في غفلةٍ منكِ، كُنْتِ حقًا أقویٰ منّي، ولم أكنْ أغضبُ لذلك، فضعفي حُبٌّ طاهرٌ كعُصفورٍ بريءٍ فتحَ فمهُ ليُطعِمَهُ نسرٌ جارِحٌ،
لمَ اللّومُ عليه وقد كان يظُنُّ الأمانَ حتّیٰ أُكِلَ غدرًا ..؟
كُنْتُ أتمنّیٰ - وكَذَّبْتِ أمنيّتي - أنْ تُسابِقَ قلبي في الحُبِّ وليس في الهَجْرِ، أنْ أریٰ لهفةً حين اللِّقاءِ تُذيبُ حرارَتُها برودةَ البُعدِ، أنْ أسمعَ تنْهيدةَ النّدِمِ وأنتِ تلتَفِتين مودّعةً وكأنّكِ تقولين " ليتني بقيتُ ...!! "
كُنْتُ لحظَتَها سأسْرِقُكِ من نَفسِك، كُنْتُ سأبقیٰ وأنتظرَ حتیٰ تعودين، كان سيبقیٰ ليَ الأملُ، ولكنّكِ حتّیٰ ذاك بَخَلْتِ عليَّ به، وتَرَكْتِني قبلَ أنْ أُدْرِكَ ...
أنّني حيٌّ ... أمْ ... ميّتٌ بين الأحْياءِ ...!!؟
#دكمال_لاشين