شخصيات مؤثرة
السلطان حسين كامل
هو حسين كامل ابن الخديو إسماعيل. هو ثامن حكام مصر من أسرة محمد على باشا، وأول من حمل لقب سلطان. حيث نصب سلطانًا على مصر بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديو عباس حلمى الثانى وأعلنوا مصر محمية بريطانية فى عام 1914 وذلك فى بداية الحرب العالمية الأولى. وكانت تلك الخطوة قد أنهت السيادة الأسمية للعثمانيين على مصر، ويلاحظ أن لقب» سلطان « هو نفس اللقب لرأس الدولة العثمانية السلطان واستمر سلطانا لمصر من 19 ديسمبر 1914 وحتى 9 أكتوبر 1917..
وقبل توليه السلطة فى مصر تولى نظارة الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة - حلوان، ثم نظارة المالية فرئاسة مجلس شورى القوانين.
لقى تعيين الإنجليز السلطان حسين كامل رفضًا شعبيًا، على شعبيته، وتسميته: صديق الفلاح، باعتباره مزارعا عمليا كان يشرف على أحوال الفلاحين والمزارعين، وقد حفلت سنوات حكمه (1914 – 1917) بعدم الاستقرار، الذى أسفر عن رفض الشعب المصرى لأسلوب ولايته، على حساب الخديو المعزول عباس حلمى الثانى، الذى كان المصريون يستشعرون ولاءه لبلده، وكانوا أيضا يستبشرون بعودة الخديو عباس وترديدهم شعاراً ، يقول: الله حى، عباس جاى.
اما السيطرة البريطانية على مصر، فأصبحت كاملة، إبّان عهد السلطان حسين كامل، فقد أصبحت مصر هى القاعدة البريطانية الرئيسية، التى تنطلق منها العمليات الحربية، ، فى مختلف الاتجاهات ، ورُهنت السياسة الداخلية المصرية بالمصالح البريطانية، أمّا سياسة مصر الخارجية ، فقد تحكمت فيها بريطانيا تحكمًا كاملًا.
لم يدم حكم السلطان حسين كامل سوى سنتَين وتسعة أشهر وسبعة عشر يومًا، وحاول السلطان حسين كامل جاهدا أن يتقرب من الشعب المصرى، وبذل فى سبيل ذلك جهدا كبيرا فنجده قد اهتم جدا بالتعليم وكان يمر بنفسه على المدارس ويشجع الطلبة على تحصيل العلوم ويمنح المتفوقين منهم جوائز ومنحا عينية مما كان له أثر كبير فى نفوسهم ونفوس ذويهم، وبدأت تصفو قلوب الشعب المصرى تدريجيا تجاهه قبل أن يودى المرض بحياته، فى 4 أكتوبر 1917، ودفن فى مسجد الرفاعى بالقاهرة.
كان للسلطان حسين كامل ابن واحد هو الأمير كمال الدين حسين وقد تنازل هذا الابن عن حقوقه فى تولى السلطنة، وتنصيب عمه السلطان أحمد فؤاد الذى جلس على عرش مصر من قبل السلطات البريطانية.