سلمى حايك لـ «سينماتوغراف» : أبحث عن قصة إمرأة عربية للسينما العالمية
في ديسمبر 2014
ـ هوليوود تخشى من فخ الانتقاد وتستسهل صورة الرجل العربي الشرير
ـ (النبي) فيلم ينقل إلي العالم رسائل عن الحب والحرية والتضحية والحياة
أكدت الممثلة المكسيكية ذات الأصول اللبنانية سلمى حايك لـ«سينماتوغراف»، خلال لقاء في مهرجان أجيال السينمائي بالدوحه، على إهتمامها بقضايا المرأة في العالم العربي، مشيرة إلي أنها تتفاوض مع شركة «كابل الأميركية» لعمل مسلسل تقدم من خلاله شخصية إمرأة مصرية.
وأستطردت حول رغبتها منذ سنوات فى تقديم شخصية إمرأة عربية قائلة: أتمنى ذلك ولكن هناك إشكالية تؤرقني وهي أي دور وأي شخصية للمرأة العربية يمكن أن ألعبها، فالخوف ينتاب المنتجين والمخرجين في هوليوود من تقديم صور للمرأة العربية، حتى لا تحدث مشاكل، ولذلك يستسهلون صورة الرجل العربي الشرير من دون الإقتراب للمرأة العربية خوفًا من الدخول في فخ الإنتقاد، أو ظهور الصورة على غير ما يجب أن تكون.
وأبدت سلمى حايك ترحيبها بأي فكرة أو شخصية عربيه يمكن أن تعرض عليها لتقديمها من خلال فيلم سينمائي، وأنها تبحث عن إنتاج سلسلة سينمائية تلامس قضايا المرأة في العالم وخاصة المرأة العربية، وأعلنت إستعدادها عندما تجد قصة إمرأة عربية تصلح للسينما العالمية، أن تنتج العمل فنياً وتلعب دور البطولة فيه بمساعدة مؤسسة الدوحة للأفلام، تماماً مثلما أعربت عن اعتزازها بالمشاركة مع «الدوحة للأفلام » عندما حولت كتاب «النبي» للأديب اللبناني جبران خليل جبران إلى فيلم رسوم متحركة، أنجزه عدد من الفنيين والممثلين والمخرجين العالميين.
وعن دافع انتاجها فيلم «النبى» تحدثت سلمى حايك، وقالت: كنت وأنا طفلة أرى كتاب «النبي» لخليل جبران في مكتبة جدي ودائمًا ما أجده يضع هذا الكتاب بجوار سريره، وبعد رحيله عدت بذاكرتى إلى الوراء لأجدني مهتمة بقراءته ومن ثم أصبح جزءًا من تفكيرى أن أفهم الرسالة التى بالكتاب.. فقد كان جدي يعلمنى أمورًا إنسانية كثيرة.
وتابعت سلمى، الفيلم يعد عملاً يحمل قيمة للأجيال عن الحياة وبالطبع يحمل الكثير عن الثقافات العربية واللبنانية، ومن ثم قلت لنفسى، لا بد وأن أنقل هذه الرسائل التى تعلمتها إلى الآخرين ليتعلموا منها أشياءً جديدة، وهو ما دفعنى لأن أنتج فيلم «النبي» لأرتبط أكثر بما تعلمته من جدي ولأنقل كل ما فيه من رسائل إلى الشرق الأوسط، بل وللعالم أجمع، لأنه يقدم رسائل عن الحب والحرية والتضحية والحياة وقيم أخرى، ولسنا بصدد فيلم ديني ولا سياسي، بل هو فيلم عن الإنسانية وللأجيال.
ولا يمكن أن ننسى العبارات التى يقولها جبران فى إحدى قصائده التى وردت في الكتاب وهى «أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة»، ومن هذه الحكمة، استوحيت الفكرة الأساسية للفيلم.
وحول المتاعب التي واجهتها كمنتجه للفيلم، قالت سلمى: أولًا الفيلم يجمع بين عدة مخرجين وصل عددهم إلى تسعة وهذا أمر صعب جداً لاختلاف جنسياتهم وأماكن بلدانهم وتعدد ثقافاتهم، وتقديم فيلم سينمائي عن عمل كقصة لخليل جبران وبالرسوم المتحركة شيئاً ليس سهلًا، لأن الكتاب يحمل مفاهيم وعبارات شعرية فلسفية ليس كالروايات التقليدية أو الكتب، وهذا ما يجعل تحويله إلى فيلم روائى طويل عملية مرهقة وتحدياً كبيراً على صناعه، واستغرق ما يقرب من العامين والنصف، وبالفعل احتاج إلى تمويل كبير، ولذلك لجأنا لجهات مختلفة منها مؤسسة الدوحة للأفلام وجهات لبنانية وأوروبية وأميركية. لكننا نجحنا في النهاية إلي أن لا يقتصر العمل في تنفيذه على جنسية واحدة أو أفكار موجهة لجهات بعينها، بل للعالم كله..وشددت سلمى على أن اللبنانى جبران خليل جبران وبالرغم من كونه مسيحياً لكنه لم يقم بالتبشير بها دينياً، وكان يركز على أن تكون أعماله بعيدة تماماً عن الشق الدينى والسياسى، وركز على جوهر الإنسانية بشكل عام، ومن النجاح أن تستطيع جلب الثقافات المختلفة معاً، وإعطاء الأطفال القصة التي ستكون بمثابة مفاجأة لهم، وتظهر لهم مكاناً مختلفاً غير الذي اعتادوا على مشاهدته والتعرف على عقلية فنان مختلف. وواصلت: «نحن في حاجة إلى التذكير بأننا جميعاً بشر ونشترك في قيم موحدة، نحب أطفالنا، ولدينا علاقات مع الطبيعة نعشق ونتزوج».
وأضافت أن الكتاب يعرفه كثيرون في كل دول العالم وكان يهمني أن أقدم عملًا لكاتب نحبه من المنطقة العربية، ومهم أيضًا أن يكون شاملًا وبه كل الجهات عربي وعالمي حتى لا يقتصر على جنسية واحدة أو أفكار موجهة لجهات بعينها، بل للعالم كله. وأضافت حايك: كنت ممن لا يبكون، وليس من السهل أن تدمع عيني، ولكن عندما حضرت الفيلم في عرضه العالمي الأول بمهرجان تورنتو السينمائي، أدركت أنني نجحت عندما فوجئت بالناس يبكون على ما يحمله الفيلم من رسائل للإنسانية، ومن ثم بكيت لأول مرة خلال مشاهدتي الفيلم، الذي يغوص بالمشاهد في أعماق الحياة، ويكشف له عن فلسفة أكثر تسامحاً بعد أن أصبح البشر أكثر صراعاً وقبحاً، وقد استخدم المخرجين في الفيلم تقنيات جديدة في التعامل مع الرسوم المتحركة بعيداً عن إمكانيات هوليوود متمثلة في التجليات الروحانية التي يستعرضها الفيلم، كما أن الموسيقى التى قدمها الموسيقار اللبنانى الأصل جابريل ياريد أبحرت بالمشاهد داخل عالم وتفاصيل ومفردات العمل الفني.
ويعدّ كتاب «النبي» أحد أكثر الكتب مبيعاً عبر التاريخ، إذ بيعت منه أكثر من 100 مليون نسخة منذ تاريخ نشره عام 1923 كما يعتبر كاتبه اللبناني جبران خليل جبران ثالث الشعراء قراءة بعد شكسبير ولاو تسو، وترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة.
في ديسمبر 2014
ـ هوليوود تخشى من فخ الانتقاد وتستسهل صورة الرجل العربي الشرير
ـ (النبي) فيلم ينقل إلي العالم رسائل عن الحب والحرية والتضحية والحياة
*** أسامة عسل
أكدت الممثلة المكسيكية ذات الأصول اللبنانية سلمى حايك لـ«سينماتوغراف»، خلال لقاء في مهرجان أجيال السينمائي بالدوحه، على إهتمامها بقضايا المرأة في العالم العربي، مشيرة إلي أنها تتفاوض مع شركة «كابل الأميركية» لعمل مسلسل تقدم من خلاله شخصية إمرأة مصرية.
وأستطردت حول رغبتها منذ سنوات فى تقديم شخصية إمرأة عربية قائلة: أتمنى ذلك ولكن هناك إشكالية تؤرقني وهي أي دور وأي شخصية للمرأة العربية يمكن أن ألعبها، فالخوف ينتاب المنتجين والمخرجين في هوليوود من تقديم صور للمرأة العربية، حتى لا تحدث مشاكل، ولذلك يستسهلون صورة الرجل العربي الشرير من دون الإقتراب للمرأة العربية خوفًا من الدخول في فخ الإنتقاد، أو ظهور الصورة على غير ما يجب أن تكون.
وأبدت سلمى حايك ترحيبها بأي فكرة أو شخصية عربيه يمكن أن تعرض عليها لتقديمها من خلال فيلم سينمائي، وأنها تبحث عن إنتاج سلسلة سينمائية تلامس قضايا المرأة في العالم وخاصة المرأة العربية، وأعلنت إستعدادها عندما تجد قصة إمرأة عربية تصلح للسينما العالمية، أن تنتج العمل فنياً وتلعب دور البطولة فيه بمساعدة مؤسسة الدوحة للأفلام، تماماً مثلما أعربت عن اعتزازها بالمشاركة مع «الدوحة للأفلام » عندما حولت كتاب «النبي» للأديب اللبناني جبران خليل جبران إلى فيلم رسوم متحركة، أنجزه عدد من الفنيين والممثلين والمخرجين العالميين.
وعن دافع انتاجها فيلم «النبى» تحدثت سلمى حايك، وقالت: كنت وأنا طفلة أرى كتاب «النبي» لخليل جبران في مكتبة جدي ودائمًا ما أجده يضع هذا الكتاب بجوار سريره، وبعد رحيله عدت بذاكرتى إلى الوراء لأجدني مهتمة بقراءته ومن ثم أصبح جزءًا من تفكيرى أن أفهم الرسالة التى بالكتاب.. فقد كان جدي يعلمنى أمورًا إنسانية كثيرة.
وتابعت سلمى، الفيلم يعد عملاً يحمل قيمة للأجيال عن الحياة وبالطبع يحمل الكثير عن الثقافات العربية واللبنانية، ومن ثم قلت لنفسى، لا بد وأن أنقل هذه الرسائل التى تعلمتها إلى الآخرين ليتعلموا منها أشياءً جديدة، وهو ما دفعنى لأن أنتج فيلم «النبي» لأرتبط أكثر بما تعلمته من جدي ولأنقل كل ما فيه من رسائل إلى الشرق الأوسط، بل وللعالم أجمع، لأنه يقدم رسائل عن الحب والحرية والتضحية والحياة وقيم أخرى، ولسنا بصدد فيلم ديني ولا سياسي، بل هو فيلم عن الإنسانية وللأجيال.
ولا يمكن أن ننسى العبارات التى يقولها جبران فى إحدى قصائده التى وردت في الكتاب وهى «أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة»، ومن هذه الحكمة، استوحيت الفكرة الأساسية للفيلم.
وحول المتاعب التي واجهتها كمنتجه للفيلم، قالت سلمى: أولًا الفيلم يجمع بين عدة مخرجين وصل عددهم إلى تسعة وهذا أمر صعب جداً لاختلاف جنسياتهم وأماكن بلدانهم وتعدد ثقافاتهم، وتقديم فيلم سينمائي عن عمل كقصة لخليل جبران وبالرسوم المتحركة شيئاً ليس سهلًا، لأن الكتاب يحمل مفاهيم وعبارات شعرية فلسفية ليس كالروايات التقليدية أو الكتب، وهذا ما يجعل تحويله إلى فيلم روائى طويل عملية مرهقة وتحدياً كبيراً على صناعه، واستغرق ما يقرب من العامين والنصف، وبالفعل احتاج إلى تمويل كبير، ولذلك لجأنا لجهات مختلفة منها مؤسسة الدوحة للأفلام وجهات لبنانية وأوروبية وأميركية. لكننا نجحنا في النهاية إلي أن لا يقتصر العمل في تنفيذه على جنسية واحدة أو أفكار موجهة لجهات بعينها، بل للعالم كله..وشددت سلمى على أن اللبنانى جبران خليل جبران وبالرغم من كونه مسيحياً لكنه لم يقم بالتبشير بها دينياً، وكان يركز على أن تكون أعماله بعيدة تماماً عن الشق الدينى والسياسى، وركز على جوهر الإنسانية بشكل عام، ومن النجاح أن تستطيع جلب الثقافات المختلفة معاً، وإعطاء الأطفال القصة التي ستكون بمثابة مفاجأة لهم، وتظهر لهم مكاناً مختلفاً غير الذي اعتادوا على مشاهدته والتعرف على عقلية فنان مختلف. وواصلت: «نحن في حاجة إلى التذكير بأننا جميعاً بشر ونشترك في قيم موحدة، نحب أطفالنا، ولدينا علاقات مع الطبيعة نعشق ونتزوج».
وأضافت أن الكتاب يعرفه كثيرون في كل دول العالم وكان يهمني أن أقدم عملًا لكاتب نحبه من المنطقة العربية، ومهم أيضًا أن يكون شاملًا وبه كل الجهات عربي وعالمي حتى لا يقتصر على جنسية واحدة أو أفكار موجهة لجهات بعينها، بل للعالم كله. وأضافت حايك: كنت ممن لا يبكون، وليس من السهل أن تدمع عيني، ولكن عندما حضرت الفيلم في عرضه العالمي الأول بمهرجان تورنتو السينمائي، أدركت أنني نجحت عندما فوجئت بالناس يبكون على ما يحمله الفيلم من رسائل للإنسانية، ومن ثم بكيت لأول مرة خلال مشاهدتي الفيلم، الذي يغوص بالمشاهد في أعماق الحياة، ويكشف له عن فلسفة أكثر تسامحاً بعد أن أصبح البشر أكثر صراعاً وقبحاً، وقد استخدم المخرجين في الفيلم تقنيات جديدة في التعامل مع الرسوم المتحركة بعيداً عن إمكانيات هوليوود متمثلة في التجليات الروحانية التي يستعرضها الفيلم، كما أن الموسيقى التى قدمها الموسيقار اللبنانى الأصل جابريل ياريد أبحرت بالمشاهد داخل عالم وتفاصيل ومفردات العمل الفني.
ويعدّ كتاب «النبي» أحد أكثر الكتب مبيعاً عبر التاريخ، إذ بيعت منه أكثر من 100 مليون نسخة منذ تاريخ نشره عام 1923 كما يعتبر كاتبه اللبناني جبران خليل جبران ثالث الشعراء قراءة بعد شكسبير ولاو تسو، وترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة.