تحليل: شارلوت رينآود Charlotte Renaud

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحليل: شارلوت رينآود Charlotte Renaud

    تحليل: شارلوت رينآود Charlotte Renaud
    ترجمها بتصرف: د. أياد حامد ِAyad Hamid
    الجزء الثاني
    انجمار بريجمان يوجه انجريد بريجمان و ليف اولمان في فلم سوناتا الخريف
    ????
    وظيفة مجازية
    باستطاعتنا ان نقول ان هناك تحول قد حصل في طريقة استخدام بريجمان للجمل الموسيقية. يعود الفضل فيه الى ارتباطه في هذه المرحلة بزوجته عازفة البيانو كابي لاراتيه عام 1959. وقد اعترف بذلك بنفسه حين قال " تلاحظ ان هناك اخلاص في هذا الفيلم، هذا الإخلاص يعود فضله الى زوجتي ، بدأتٌ في هذا المرحلة أغوص في عالم الموسيقى بطريقة محترفة بشكل او بآخر، وبالتأكيد فأن فيلم (كما في المرآة)أصيب بهذه التطبع الذي كنت اعيشه يوميا حيث كنت اتقاسم العيش مع الموسيقى".
    هذا الطبع بدا واضحا في كل أفلامه اللاحقة، وقد زاد بالتأكيد من قدرته السمعية.
    الملفت للنظر ان الجمل الموسيقية المستخدمة في أفلام بريجمان تنتمي الى عوالم الفيلم بشكل مباشر. ويبدو ان المخرج يجد متعة في ان يصوغ أفلامه بناء على ترجمة عوالم شخصيات آتية من خلفية موسيقية،عازف البيانو في فيلم (موسيقى في الظلام)، عازف الكمان وفرقته في فيلم ( في طريق السعادة)؛ العم ايرلاند في ( لعبة صيفية)، سارة في (الفراولة البرية)، عازف البيانو في ( ساعة الذئب). وعندما لايظهر منفذ الموسيقى في صورة، نسمعه عبر المذياع
    (الصمت، بيرسونا، العار.....) أو من خلال الگرامافون، (صيفية مع مونيكا، كل هذه النساء وساراباند). في جميع هذه الأفلام تكون الموسيقى مجسدة بمستويين، مستوى مباشر في احداث الفيلم ومستوى ايحائي.
    ????
    .
    يفسر بريجمان الجملة الموسيقية بحذافيرها ولا يشووها ابدا فقط يمنح لنفسه الحرية بأن يبسطها لضرورات العامل الزمني. مثال على ذلك عندما يدندن (جان)بفمه مقطع من (باراندبورغ كونسترت، لباخ)في فيلم (العار).
    أو أن يختزل (سوناتا رقم 2 لباخ) المؤلفة لآلتين هما الناي والسيمبالو (بيانو كبير الحجم، المترجم) الى الة واحدة.
    لكنه يقوم بعض الاحيان باقتباس مقطوعة كاملة، كما فعل في فيلم (الصمت)، عُزفت (Goldenberg vibratinos)
    كاملة وعلى نفس آلة السيمبالو باقتراح من (كابي لارتيه)، على الرغم من خوفها انها لاتحيد العزف على هذه الالة كما تجيده على البيانو. عُزفت المقطوعة كما هي وبنفس المدة الزمنية ثلاثة دقائق و 16 ثانية. كل هذا من اجل أن يستمتع المشاهد بالاستماع وليس السمعفقط.
    من اجل جلب تركيز الحالة السمعية لدى المشاهد للموسيقى المصاحبة يُظهرأحيانا لقطات قريبة للحاضرين في الصالة، لقطات كبيرة لوجوه المستمعين المحبوسة الانفاس كما هو الحال في الأفلام التالية:
    · الأخوات في فيلم (الصمت).
    · اليزابيث في فيلم (بيرسونا).
    · الاشباح في فيلم (ساعة الذئب).
    اعتباراً من فيلم (كما في المرآة) يصبح للموسيقى وظيفة جديدة، فلم يعد لها دوراً مسانداً من اجل تصعيد درامية الحدث او تكملة هيكلية بناءه، انها الان موجوده من اجل نفسها، فقد حررت نفسها من قيود الفيلم، ومنحت نفسها فعل سمعي منفرد. لا يكون لهذه الوظيفة علاقة بالشكل والمضمون، بل انها هناك من اجل وظيفة مجازية. قد نتسائل ماهو هذا الدور المجازي؟.:
    ان الكره وسوء الفهم يطغي على فيلم(الصمت)، تدخل الموسيقى لتمنحنا لحظات من الارتياحالنفسي عندما يبث المذياع مقطوعة(The Goldberg variations)، تتبادل (ايستر)بعض الكلمات مع (النادل).
    "واحد من اجمل المشاهد التي صنعتها، هو ذاك اللقاء السريع بين النادل و(ايستر) حيث نسمع باخ عبر المذياع، حينما يدخل النادل وهو يردد اسم( يوهان سبيستيان باخ)، وتجيبه ( ايستر) انها موسيقى رائعة"انها لحظة من التواصل المفاجيء، تواصل يمتاز بالنقاء الخالص.
    في الخلف يغفو ( يوهان) القرفصاء في حضن امه،ثم تتحدث الاختان ، انها المرة الأولى التي تتحدث فيها الاختين الى بعض، تقف ( آننا)لتخبر اختها انها خارجة، بعد أن أغلقت (ايستر) المذياع، لقد ساهمت الموسيقى تعميق التواصل بينهما . نعيش دوماً في داخل سجننا، في عزلتنا المخيفة، محاطين بالرعب. الموسيقى تمنحتنا القدرة على الفهم بأن هناك واقع آخر مليء بالهارمونية اللامتناهية خارج نطاق كوكبنا المرئي".
    يكون صوت الجلو وكأنه الصوت الذي يترجم ذلك الحوار الغير مسموع بين الأختين وهما يهمسا.واذا ما حللنا هذا المشهد كضربات ايقاعية ضربة بضربة ( في تراك الصوت) و لقطة بلقطة في ( تراك الصورة)، سنرى ان النوتة الأولى تعزف في لقطة تقبيل كارين لاختها، بعدها تتابع اللقطات بين وجهي الاختين بسينمائية عالية تحدد الموسيقى رتمها. وهكذا يطابق بريجمان الجملة الموسيقية المقتبسة للفيلم والفيلم للجملة المقتبسة. ليصبح المونتاج في هذا المشهد مونتاجاً موسيقياً.
    ????
    لحظة من الأطمئنان
    (Goldberg variations n25)
    في المذياع
    لو كانت الموسيقى هي وسيلة للتواصل، أليس هذا من أجل ان تبعدنا عن اللغة المحكية؟ غالباً ما تكون اللغة مهانة أو محتالة في أفلام بريجمان، وفي أحسن الأحوال غير مفهومة كما هو الحال في فيلم (الصمت):" الكلمات وجدت كي تخفي الواقع، اليس كذلك؟ اما الموسيقى فهي وسيلة للتواصل الموثوق ". هكذا صرح بريجمان في احد لقائاته الصحفية. وهناك كثير من الأمثلة نجدها في افلامه تدل على هذا التصريح.
    في الحقيقة أن الموسيقى تتجاوز كل الحدود، حتى الأموات، حسب تصريح (إيڤا) في فيلم (سوناتا الخريف). مات ابنها في عمر الأربع سنوات، لكنه في غزفة الأطفال مازال يلهو. تقول لامها:
    "انه يعيش في عالمه، وباستطاعتنا ان نتصل ببعض متى نريد، لا توجد حدود بيننا، ولا يوجد جدار يفصلنا، لاتوجد حدود لا لافكارنا ولا لمشاعرنا، فعندما تعزفين بيتهوفن (Hammarklavier) تشعرين أنك تعيشين في عالمك الخاص خارج كل الحدود، في ديمومة لا تستطيعي مطلقاً ان تكتشفيها او ان تشاهديها.
    " كنتُ دائماً افكر بأن الموسيقى تقربنا نحن الكائنات الأرضية الى عالم غير مفهوم، الى الله".
    المخرج السينمائي توفي في 30 تموز(يوليو) 2007. كان يأمل أن يلتقي بزوجته مرة أخرى.ربما لهذا السبب تمنى أن تعزف مقطوعة (ساراباند) في تشيعه عند مماته؟.
    لو كان لوجود الموسيقى أمل في بث روح التواصل فإن غيابها علامةً على سوء الظن بالاخر.
    في فيلم(العار) يحطم كمان (يان)إثرغارة حربية. بهذه الخسارة يبد ءالجزء الثاني من الفيلم، ونرى (يان) وقد تحول من ضحية الى قاتل.
    يتبع

يعمل...
X