تويت
شعراء خلدهم التاريخ
شعراء الصعاليك
العربي لعرج المغرب
تجربة عميقة في الأدب والشعر العربي،إذ لا يمكن اختزال هذا التجربة أو شخصنتها في ثلاثة شخصيات شغلت الدنيا وملأت الناس في زعيمهم عروة بن الورد، و تابعيهم من الشنفرى وتأبط شرا، وإنما السبيل إلى كشف الأسباب التي استدعت بروز هذا النمط الشعري الذي تمرد على معاني وطقوس القصيدة من مدح ورثاء وفخر إلى سخط وتدمر وانسلاخ عن الأعراف المتأصلة داخل القبيلة.
هاهو عروة بن الورد يتجهم على امرأته يأمرها بالصمت وعدم إزعاجه ومن التدمر من حالته البئيسة مرددا:
أقلي علي اللوم يا بنت منذر
ونامي وإن لم تشتهي النوم فاسهري
ذريني ونفسي أم حسان إنني بها
قبل أن لا أملك البيع مشتري
تقول لك الويلات هل أنت تارك
ضبوا برجل تارة وبمنسر
فجوع لأهل الصالحين مزلة
فخوف رداها أن تصيبك فاحذر.
فعروة بن الورد بن زيد العبسي، من غطفان، وعبس هي قبيلة عنترة بن شداد عاش تجرية شبيهة لكنه رضخ وانتزع حريته بشجاعته وبسالته.
فعروة بن الورد من شعراء الجاهلية وفرسانها وأجوادها، كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم ،لأن مذهبهم واحد وفكرهم موحد، هو الخروج على مذهب الجماعة، هؤلاء الذين انحازوا وراء الأعيان والملأ والنوادي، وقد ذكر الله سبحانه و تعالى في سورة العلق "فليدع ناديه " النادي بمن فيه المجلس والعشيرة، فانتصر كل واحد لعشيرته وناديه، وكثر اللغط والسخط بين المهمشين، الشعراء ومن لا ينتمي لهذا ولاذاك من الأدباء والشعراء وانصرفوا مضيا نحو شعاب الصحارى والوديان يقطعون الطريق على التجار من القوافل ويرضون رغباتهم،ويشبعون غرائزهم المادية بغض النظر عن العائلة الصغيرة أوالكبيرة فهم يرسمون طريق بعيد عن قيم القبيلة وعن عقيدة الحنفية وديانة التوحيد. وإنما أرغموا على ثقافة التهميش والشعور بالعزلة والتوتر والنقص النفسي والغذاء الروحي ضمن جماعة الصعاليك، تصعلكوا وتمردوا، وتذمروا لغويا باشتقاق واستراد مفردات تدخل في سياق الأحداث المتواترة، صبغة اجتماعية هشة، بطباع غنية بالأوصاف القبلية الصحراوية "إني رأيت الناس شرهم الفقير" فهم الفقراء والمساكين والمعذبين،والمشردين والبؤساء لفكتور هوجو وتم المهمشين داخل أوتار القبيلة، مزاجهم متقلب بألفاظ مستقاة من الواقع المؤلم الطبقي الذي فرضته شروط المجتمع الجاهلي المتنامي الغليظ القلب الذي تحكمه حمية الجاهلية الأولى من عنصرية وعبودية ورق، هذه المصطلحات اللغوية الدقيقة لواقع الحال صيغت داخل القوالب القديمة لعمود الشعر الذي كان يروى بالسليقة. هذه القوالب قوية تلائم قوة شخصيتهم الفضة.
هكذا إذن يمكن اعتبار شعراء الصعاليك كتجربة ميدانية غنية بالأتر البليغ شغلت الكتاب والباحثين وأدرجوا لها رفوفا ضمن خزاناتهم الكبيرة لما لها من إضاءة شاسعة لحقبة انتروبولوجية في التاريخ القديم العربي والغربي استحقت كثير الإهتمام كتيمة أدبية انفصلت عن القيم المتعارف عليها نحو التحرر وسلطة الإعتراف بهم كمجموعة قائمة الذات إجتماعيا،وثقافيا ولغويا (سيمياءيا sémantique )
شعراء الصعاليك
العربي لعرج المغرب
تجربة عميقة في الأدب والشعر العربي،إذ لا يمكن اختزال هذا التجربة أو شخصنتها في ثلاثة شخصيات شغلت الدنيا وملأت الناس في زعيمهم عروة بن الورد، و تابعيهم من الشنفرى وتأبط شرا، وإنما السبيل إلى كشف الأسباب التي استدعت بروز هذا النمط الشعري الذي تمرد على معاني وطقوس القصيدة من مدح ورثاء وفخر إلى سخط وتدمر وانسلاخ عن الأعراف المتأصلة داخل القبيلة.
هاهو عروة بن الورد يتجهم على امرأته يأمرها بالصمت وعدم إزعاجه ومن التدمر من حالته البئيسة مرددا:
أقلي علي اللوم يا بنت منذر
ونامي وإن لم تشتهي النوم فاسهري
ذريني ونفسي أم حسان إنني بها
قبل أن لا أملك البيع مشتري
تقول لك الويلات هل أنت تارك
ضبوا برجل تارة وبمنسر
فجوع لأهل الصالحين مزلة
فخوف رداها أن تصيبك فاحذر.
فعروة بن الورد بن زيد العبسي، من غطفان، وعبس هي قبيلة عنترة بن شداد عاش تجرية شبيهة لكنه رضخ وانتزع حريته بشجاعته وبسالته.
فعروة بن الورد من شعراء الجاهلية وفرسانها وأجوادها، كان يلقب بعروة الصعاليك لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم ،لأن مذهبهم واحد وفكرهم موحد، هو الخروج على مذهب الجماعة، هؤلاء الذين انحازوا وراء الأعيان والملأ والنوادي، وقد ذكر الله سبحانه و تعالى في سورة العلق "فليدع ناديه " النادي بمن فيه المجلس والعشيرة، فانتصر كل واحد لعشيرته وناديه، وكثر اللغط والسخط بين المهمشين، الشعراء ومن لا ينتمي لهذا ولاذاك من الأدباء والشعراء وانصرفوا مضيا نحو شعاب الصحارى والوديان يقطعون الطريق على التجار من القوافل ويرضون رغباتهم،ويشبعون غرائزهم المادية بغض النظر عن العائلة الصغيرة أوالكبيرة فهم يرسمون طريق بعيد عن قيم القبيلة وعن عقيدة الحنفية وديانة التوحيد. وإنما أرغموا على ثقافة التهميش والشعور بالعزلة والتوتر والنقص النفسي والغذاء الروحي ضمن جماعة الصعاليك، تصعلكوا وتمردوا، وتذمروا لغويا باشتقاق واستراد مفردات تدخل في سياق الأحداث المتواترة، صبغة اجتماعية هشة، بطباع غنية بالأوصاف القبلية الصحراوية "إني رأيت الناس شرهم الفقير" فهم الفقراء والمساكين والمعذبين،والمشردين والبؤساء لفكتور هوجو وتم المهمشين داخل أوتار القبيلة، مزاجهم متقلب بألفاظ مستقاة من الواقع المؤلم الطبقي الذي فرضته شروط المجتمع الجاهلي المتنامي الغليظ القلب الذي تحكمه حمية الجاهلية الأولى من عنصرية وعبودية ورق، هذه المصطلحات اللغوية الدقيقة لواقع الحال صيغت داخل القوالب القديمة لعمود الشعر الذي كان يروى بالسليقة. هذه القوالب قوية تلائم قوة شخصيتهم الفضة.
هكذا إذن يمكن اعتبار شعراء الصعاليك كتجربة ميدانية غنية بالأتر البليغ شغلت الكتاب والباحثين وأدرجوا لها رفوفا ضمن خزاناتهم الكبيرة لما لها من إضاءة شاسعة لحقبة انتروبولوجية في التاريخ القديم العربي والغربي استحقت كثير الإهتمام كتيمة أدبية انفصلت عن القيم المتعارف عليها نحو التحرر وسلطة الإعتراف بهم كمجموعة قائمة الذات إجتماعيا،وثقافيا ولغويا (سيمياءيا sémantique )