ناصر العثمان - جريدتي المفضلة
استطلاع - سلافة الفريح
الجمعة 20 رجب 1431 هـ - 2 يوليو 2010م - العدد 15348
مواقف المصورين خوف وإحراج وضحك
جاسر الجهني: انقض علي ثلاثون شخصاً ليأخذوا كاميرتي
تمر على المصورين مواقف كثيرة مضحكة ومحرجة ومؤلمة أيضا.. ويكاد يكون لكل مصور أرشيف كامل من الصور التي تحمل القصص والمواقف والطرائف. بعض المصورين يتحرج من ذكرها إلا للمقربين والبعض يتندر بها بين الأصحاب فيخرجون منها بفائدة أو فكرة أو صورة مميزة، تجاذبنا مع بعضهم فباحوا لنا بما يضحك ؛ فيما كان مؤلما تلك اللحظات..
ناصر العثمان : صورت صورة في وسط الشارع فتجمهر الناس حولي
جاسر الجهني يقول: توجهت أنا ومحرر الجريدة إلى أكبر مقابر جدة لتحقيق لموضوع جديد وجريء، وكان هناك رجل معروف عنه فعل الخير والاهتمام بنظافة المقابر، وأثناء تحدث المحرر معه رفعت الكاميرا لأصور المواطن مع المحرر (طبيعي جدا).. فأنزل المواطن نظارته ونظر إلي وعيناه شبه مغمضة هذا كله رأيته عن طريق عدسة الكاميرا فرأيت هذا الشخص يقترب مني ظننت حينها أني استخدمت زووم العدسة وعن طريق الكاميرا رأيته أمامي وقال بصوت جهوري لماذا تصورني؟ قلت له لم ابدأ بالتصوير بعد فقال اعطني الفيلم، قلت له فيلم؟ لقد انتهى زمن الأفلام نحن في عالم الديجاتل لم يقتنع بكلامي وكرر بحزم: اعطني الفيلم وتجادلنا بصوت عال فمرت بجانبنا جنازة يشيعها جماعة من الآسيويين فتهجم علي هذا المواطن ومد يده على الكاميرا والكاميرا جسم حساس لا تقبل العنف فأبعدت يده عنها وبدأ الجدال العنيف بيننا فأتى مشيعوا الجنازة والتفوا حولي (ما يقارب30 شخصا) وأظن أن لهم معرفة بهذا المواطن وكلهم يريدون الكاميرا ليكسروها قلت في نفسي لا فائدة 30 على واحد معادلة مستحيلة (ملاحظة المحرر اختفى ) قمت باحتضان الكاميرا وجلست على الأرض "والنفس تقول عندما تنتهوا اخبروني" كل واحد منهم صار يضرب تارة بيده وتارة بقدمه إلى أن سمعت صوتاً يأتي من بعيد (شرطة شرطة) فهربوا كلهم وتركوني وألوان الطيف صارت جزءًا مني أراها كلما نظرت إلى المرآة ويامن كنت تبحث عن الحدث أصبحت أنت الحدث.
رحمة المري: لاحقني رجل فتصلبت عروقي من الخوف { رشيد الغيق: حصلنا على الصور في الصحراء.. وفقدنا جبر العمران
ناصر العثمان : فكرت في فكرة وأردت تنفيذها في حي البطحاء وأحضرت عدتي كاملة لأصور لقطة لشخص يقرأ الجريدة في الشارع وسط زحمة الناس غير منتبه لما يدور حوله، إنها فكرة بسيطة وكنت مستعداً لها وبدأت بالتجارب لضبط الزاوية والخلفية والإضاءة قبل التقاط الصورة وكان معي الشباب جاهزين لتنزيل المعدات فورا لتركيبها ولكن فشلت من كثرة تجمع الناس من أول لحظة لوضع الفلاشات والكامرا، والموديل كان للتجربة فقط فأخذت صورة واحدة ولما رفعت رأسي وجدت عشرة يتفرجون بجانبي ويسألوني ( ايش تصورون ايش تسوون أنتم تبع ايش ووووووو .. ) لم يعطوني فرصة لقول شيء أو تصوير شيء! فقلت للزملائي "خلاص قفل الموضوع" هيا بنا سأكتفي بالصورة التي خرجت بها
رحمة المري: في صباح يوم غائم من أيام الشتاء أخذت كامرتي الحبيبة وخرجت للدوام على أمل مرافقة زميلتي بالمكتب ونذهب لنفطر بالكورنيش ثم لالتقاط الصور ولكن عندما اتصلت بها اعتذرت بانشغالها الشديد فقررت الذهاب وحدي وطلبت من سائقي بوقف السيارة بجانب المجمع، فنزلت أمشي قاصدة جسر المشاه ثم المقاهي على الجهة المقابلة من الشارع وأنا أمشي إذا برجل يلاحقني بنظراته ليتابع أين أذهب بداية لم أهتم له وأكملت المشي وصعدت الدرج فأحسست أن هناك من يلاحقني والتفت إلا ونفس الرجل يصعد ورائي! وفي هذه اللحظة تصلبت عروقي من الخوف خاصة أن في هذا الوقت المبكر يكون الجسر خاليا من الناس ويعتبر موقعه في زاوية مخفية وبالحركة السريعة نزلت من جانب الدرج وركبت سيارتي وتوجهت حتى باب المقهى ومع هذا خوفي لم يثنيني عن التصوير فصورت صورة للنخيل من الجهة المعاكسة للشمس فأصبحت سيلويت. وتبت بعدها عن الذهاب بمفردي.
عزيزة القرني: وضعت يدي على جسم خشن.. فكانت المفاجأة { هيا الحربي: تحول الكلب الصغير إلى كلب ضخم متوحش
رشيد البغيق رئيس مجموعة حائل للتصوير الضوئي: كنا طالعين في رحلة لتصوير رالي حائل 2010 بالنفود أنا وخالد الخلف وجبر العمران وأحمد العسكري وكنت أنا من يقود السيارة، والمعروف أن صحراء النفود شاسعة وكبيرة فقمت بإنزال الشباب واحد تلو الآخر لكي يأخذ كل منهم زاوية مختلفة. وعندما انتهينا من التصوير أردت أن أجمع الشباب فجمعتهم ماعدا واحدا وهو جبر العمران وظللنا فترة من الزمن ونحن نبحث عنه فلم نجده وكان موقفاً صعباً للغاية وخاصة أن النفود من الصعب على الشخص أن يعرف الاتجاهات فلما طال الوقت رجعنا لنقطة النهاية لعل وعسى أن يكون رجع والحمد لله وجدناه راكبا مع دورية الشرطة التي مرت من جانبه عندما طال به المقام في الصحراء وانقلب الخوف ضحكا مع الجميع.
عزيزة القرني: من أحد المواقف الطريفة والمخيفة أني ذهبت لأحد المهرجانات لعرض الزواحف والأفاعي الضخمة وحينما دخلت إلى صالة العرض كانت الإضاءة خافتة جدآ وأخذت أمشي بحذر وأنا أنظر للأفاعي داخل الصناديق الزجاجية وكنت خائفة فاتكأت على حافة الصندوق وأنا أتأمل الثعبان وإذا بجسم رخو وخشن تحت يدي وحينما رفعت يدي تفاجأت أني وضعت يدي على إحدى الزواحف الكبيرة فصرخت واتجهت للبوابة هرباً ولكني بعدها هدأت نفسي وتمالكت قواي ووقفت بعيداً وأصريت على عدم الخروج حتى التقط صوراً لها وبعد عودتي للمنزل وحملت الصور على جهازي وكبرت الصورة بالزووم وجدت ألوانها جميلة جداً لم أتوقعها فأسميتها (تناغم إلهي) سبحان الخالق العظيم. وشاركت بها في إحدى المعارض وكان من الحضور سيدات أوروبيات فتأملن الصورة كثيراً وقالو إنها رائعة ومدهشة وتوقعنا أن يكون المصور رجلاً وتفاجأنا أنها مصورة أنثى لذا نقترح عليك أن تسميها (جرأة امرأة)
هيا الحربي: في يوم ما أحببت تصوير كلب صغير لونه أبيض وشعره مجعد وطوقه أحمر، واستاذنت من صاحبته لتصويره، كان ودودا ومطيعا فطلبت منها أن تأمره بتأدية حركات وبوزات للتصوير وبعد مضي فترة من الوقت طلبت منها أن تزيل طوقه لتعطيه مجالا أكثر للحركه حتى تكون الصور عفوية، وفي أثناء ذلك تعرفت على عمره واسمه وعاداته بالأكل فعادتي أحب معرفة المعلومات عن أي مودل أصوره وفي لحظة هاربة منها ومني أومأت بيدها ليقفز فبدأ في القفز والنباح بشكل مختلف وكأنه تحول إلى كلب ضخم وبدأ بالركض حولها وحولي! فاجأني الموقف وتجمدت مكاني ولم أبد أية حركة منتظرة أن تأمره بالتوقف لكنها ظلت تنادي كلبها وظل هو يركض حولي بدائرة قطرها 3م وأنا أبحث عن فرصة يبتعد عني لأقف فوق طاولة قريبة مني وبالفعل جلست على الطاولة رافعة أطرافي وظلت صاحبته تصرخ حتى استوعب نداءها وتوقف وعاد لها وربطته بطوقه لا أخفيك.. كانت لحظات مخيفة خصوصا أن أختي الصغيرة كانت على مسافة قريبة وكنت أطلب منها عدم الاقتراب أكثر.
دلال الضبيب : رُبما أكثر المواقف الطريفة التي تتراءى في ذاكرتي حينما كنتُ مسافرة لإحدى الدول في الخارج، والكاميرا بطبيعة الحال لم تفارق يدي وأنا أعترف في هذهِ اللحظة أنني عندما أمسك بالكاميرا فإنني أغلب الأحيان تتملكني رغبة التصوير فيكون تقديري للأمور حينها ضعيفاً؛ سأخبركم كيفْ، كنّا نتمشى في منطقة الداون تاون، وكانت تعجّ بالمباني المعمارية الجميلة التي تمتزج بين القديم والحديث وعندما قطعنا الشارع وأثناء تأملي خطفت قلبي زاوية رائعة جداً لأحد المباني وارتأيتُ أنّ هذا المنظر لا يُمكن إلا أن يتمخض عن صورة رائعة ؛ هُنا توقّف تقديري، وغُلّفت بفقاعة زجاجية عازلة للصوت، وتوقّفت في وسط الشارع لألتقط صورتي الفريدة، وفي هذهِ الثواني وربما أجزاء من الثانية أحسست بقبضة قوية تشدني وتسحبني؛ فتختفي الفقاعة الزجاجية لأسمع أصوات السيارات والأبواق تتعالى من كلّ مكان بجانبي، ونظري حائر عن السبب حتى وصلت الرصيف لأستعيد عندها قدراتي العقلية ولله الحمد. طبعاً لم أستطع التقاط صورتي الأثيرة، ولكني التقطتُ هذهِ الصورة من الرصيف