سوفت بوكس
كي لا تحترقي
سلافة سعد الفريح
المرأة.. كم أثار ذلك المخلوق البشري حفيظة الكثيرين عبر التاريخ.. أدباء وشعراء وخطباء وسياسيين وأطباء.. وكثيرا ما كتبوا عنها وعن جمالها الفتان، وأنوثتها الطاغية، وضعفها المستكين، وقوتها العاتية، وقسوتها الحجرية، وإرادتها الحديدية، وكيدها القديم، وجبروتها العظيم، وقوامها الساحر، وعقلها الماكر. فوضعوها في أنابيب المختبر، وقرضوا بسببها الشعر، وافتتنوا بتصويرها ورسمها على الحوائط، ورأوها فتنة فأوصدوا دونها الأبواب والنوافد، وظنوا أنها نقمة فوأدوا فكرها وسلبوا حقها، واعتبروها سلعة فجنوا من ورائها الثروات.
والحقيقة إن النساء يختلفن في الأشكال والألوان والنكهات، وفي كل أحوالها تبقى مخلوقا جميلا ومثيرا وجديرا بالتأمل. يحلو لكثير من الفتيات أن تصف نفسها بالفراشة، فترى أن ذلك الكائن الصغير يعبر عن شخصيتها في جانب من الجوانب. وفي الطبيعة يوجد أنواع من الفراشات الملونة بكل ألوان الطيف، وبعضها لا يبهر جمالها إلا حين ينعكس الضوء على أجنحتها البراقة. فسبحان البديع الدي أبدع الجمال وصور المخلوقات، وهب الفراش أجهزة استشعار صغيرة تعرف به مكانها ولا تخطئ الهدف، وهي قادرة على اختيار المسكن الآمن بعيدا عن مرمى الأعداء، وبالرغم من رقة أجنحتها إلا أنها مصدر قوة وحماية؛ فبعض الأنواع تحتمي بأجنحتها المزينة بدوائر سوداء تراها الطيور عينان كبيرتان فتفر منها هاربة. وهناك من الفراشات من تتغدى على النباتات السامة فتكون مرة المذاق في فم الأعداء، وأيضا هناك الفراشات الليلية التي تفضل العتمة وتتجمع حول الأضواء الاصطناعية التي تجذبها إلى حد الاحتراق والموت أحيانا.
أما الفراشات الفوتوغرافيات انطلقن في سماء العالم الفوتوغرافي ليتسابقن مع الدكور وتحط فوق الزهور وتتمايل على الأوراق والرؤوس والأكتاف وتضفي لمساتها الخاصة بألوانها الزاهية والصارخة والداكنة والمضيئة والمتناظرة والباهتة أيضا، بحسب روح كل مصورة وما تعكسه عدستها.
من الفوتوغرافيات من ترفض أن تكون مجرد فراشة يستمتع بألوانها الآخرون فتعرف وجهتها وتحدد أهدافها وتقدر قيمة فنها، ومنهن من تعشق الأضواء حتى الموت فتراها تتنقل من زهرة إلى شجرة وتضيء الومضات لتلفت الانتباه حولها، ومنهن من تضطر أحيانا أن تكون سامة.. ومرة.. كي تحمي نفسها فلا يستسيغ طعمها الأعداء.. ومنهن من تميل إلى العتمة والحراشيف المظلمة والالتصاق بالأضواء الصناعية!.
فيا من تحبين أن تتشبهي بالفراشة احذري.. لأنك جميلة إنهم يحاولون اصطيادك.. لأنك ملونة يطلبون تحنيطك.. لأنك رشيقة يسعون لملاحقتك.. لأنك شفافة يريدون سحق أجنحتك لأنك نادرة يسعون للمتاجرة بك. استمعي لأجهزة الاستشعار التي وهبك إياها الخالق وحولي نقاط ضعفك لصالحك اطلقي أجنحتك بحرية في الضوء الطبيعي تحت الشمس وتحرري من العتمة والأضواء الصناعية.. كي لا تحترقي.
كي لا تحترقي
سلافة سعد الفريح
المرأة.. كم أثار ذلك المخلوق البشري حفيظة الكثيرين عبر التاريخ.. أدباء وشعراء وخطباء وسياسيين وأطباء.. وكثيرا ما كتبوا عنها وعن جمالها الفتان، وأنوثتها الطاغية، وضعفها المستكين، وقوتها العاتية، وقسوتها الحجرية، وإرادتها الحديدية، وكيدها القديم، وجبروتها العظيم، وقوامها الساحر، وعقلها الماكر. فوضعوها في أنابيب المختبر، وقرضوا بسببها الشعر، وافتتنوا بتصويرها ورسمها على الحوائط، ورأوها فتنة فأوصدوا دونها الأبواب والنوافد، وظنوا أنها نقمة فوأدوا فكرها وسلبوا حقها، واعتبروها سلعة فجنوا من ورائها الثروات.
والحقيقة إن النساء يختلفن في الأشكال والألوان والنكهات، وفي كل أحوالها تبقى مخلوقا جميلا ومثيرا وجديرا بالتأمل. يحلو لكثير من الفتيات أن تصف نفسها بالفراشة، فترى أن ذلك الكائن الصغير يعبر عن شخصيتها في جانب من الجوانب. وفي الطبيعة يوجد أنواع من الفراشات الملونة بكل ألوان الطيف، وبعضها لا يبهر جمالها إلا حين ينعكس الضوء على أجنحتها البراقة. فسبحان البديع الدي أبدع الجمال وصور المخلوقات، وهب الفراش أجهزة استشعار صغيرة تعرف به مكانها ولا تخطئ الهدف، وهي قادرة على اختيار المسكن الآمن بعيدا عن مرمى الأعداء، وبالرغم من رقة أجنحتها إلا أنها مصدر قوة وحماية؛ فبعض الأنواع تحتمي بأجنحتها المزينة بدوائر سوداء تراها الطيور عينان كبيرتان فتفر منها هاربة. وهناك من الفراشات من تتغدى على النباتات السامة فتكون مرة المذاق في فم الأعداء، وأيضا هناك الفراشات الليلية التي تفضل العتمة وتتجمع حول الأضواء الاصطناعية التي تجذبها إلى حد الاحتراق والموت أحيانا.
أما الفراشات الفوتوغرافيات انطلقن في سماء العالم الفوتوغرافي ليتسابقن مع الدكور وتحط فوق الزهور وتتمايل على الأوراق والرؤوس والأكتاف وتضفي لمساتها الخاصة بألوانها الزاهية والصارخة والداكنة والمضيئة والمتناظرة والباهتة أيضا، بحسب روح كل مصورة وما تعكسه عدستها.
من الفوتوغرافيات من ترفض أن تكون مجرد فراشة يستمتع بألوانها الآخرون فتعرف وجهتها وتحدد أهدافها وتقدر قيمة فنها، ومنهن من تعشق الأضواء حتى الموت فتراها تتنقل من زهرة إلى شجرة وتضيء الومضات لتلفت الانتباه حولها، ومنهن من تضطر أحيانا أن تكون سامة.. ومرة.. كي تحمي نفسها فلا يستسيغ طعمها الأعداء.. ومنهن من تميل إلى العتمة والحراشيف المظلمة والالتصاق بالأضواء الصناعية!.
فيا من تحبين أن تتشبهي بالفراشة احذري.. لأنك جميلة إنهم يحاولون اصطيادك.. لأنك ملونة يطلبون تحنيطك.. لأنك رشيقة يسعون لملاحقتك.. لأنك شفافة يريدون سحق أجنحتك لأنك نادرة يسعون للمتاجرة بك. استمعي لأجهزة الاستشعار التي وهبك إياها الخالق وحولي نقاط ضعفك لصالحك اطلقي أجنحتك بحرية في الضوء الطبيعي تحت الشمس وتحرري من العتمة والأضواء الصناعية.. كي لا تحترقي.