تويت
أنّ الطريقَ
انتحارُ الخطى
وأنّ الصخورَ
انتظارُ الصهيلْ
وما كانت الدّربُ كالمُشتَهى
فألفٌ يسوسُ
عميٌّ
جهول
وما ..
من..
خيولْ
بهذه الكلمات صدح صوت الشاعرة غادة اليوسف على منبر فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بقصيدة عنوانها "المشهد الأخير" التي تسميها نصاً نثرياً من إصدارها الأخير "هي في المشهد الأخير" الذي أطلقت عليه اسم نصوص وليس ديوان، حيث لمسنا فيه رقة الإحساس وعمق المعنى وسحر الكلمة، وقد وصفها الأديب محمد بري العواني بأنها تملك إيقاعات درامية كثيرة، وأمتعت الحضور حتى لو لم يكن فيها وزن .
وكان لديوانها "نثريات الروح" حضور بصوتها العذب لتسافر فينا على جنح الخيال لنبحر معها فلحظة تغرقنا في الحزن العميق وتارة تحلق بنا بفرح دفين:
أنا لا أحد
آه ربما
لا إسم لي
أنا من سلالة نجمة الفقدان
هوناً
على أنشودتي
أمشي
يكلل جبهتي شوكي
المرصع بالنزيف
ولؤلؤ الخسران
أما الروائي القاص "فيصل الجردي فقام "أتحفنا بأنه نسج نسيجاً جديداً في الأدب ، خلط فيه مابين الشعر وبين القصة ، أنتج جنساً لم نستطع أن نسميه حتى الآن هكذا وصفه الأديب بري خلال تقديمه على المنبر، ليمتعنا بكلمات تسري في الأوصال كالسحر، ونتذوق شهد كلماته من قصيدته "ترنيمة للحزن مزقها الرصاص"التي كتبها وهو يجلس على شاطئ البحر في أوج هذه الحرب المجنونة على سورية :
تعالي نجتني عسلاً
رحيقاً من زهور الجنة الغنّاء
تنداح اتساعاً من تخوم الأبديةْ
رعاها الخالق الجبار مأوىً
لعشاق الرؤى وتلاوين الشفقْ
للذاهلين بحسنه وبهاء رؤيا
اللحظة الأولى
للتائهين طِوىً وبيداء التأملِ
باب رحلتنا القصيّهْ
للفتح يسعى كل من ذاق السلافة
أو ترنح قلبه في بحة الناي
ورقصات الوترْ
فالحسن جسرٌ مخمليٌ
بين دمعٍ ونشيد للفرحْ
والعشق ترنيم لأجنحة الملائكِ
حول العرش تخفق للأبدْ
توقظ الأنغام والأحلامَ
والأنوارُ ترسم همس العاشقينْ
تعطيهم مددْ
وكان للقصة حضور عبر القاص الجميل السرد والمضمون "جمال السلومي" حيث تناول قصة حدثت معه بأسلوب بسيط محكم الحبكة، وتمكن ببراعة جذب الحضور لمتابعة الأحداث للوصول إلى النهاية ، يصف فيها معاناة الإنسان وضغوط الحياة، وكيف تتكسر أحلامه ، بخطأ صغير وهو نسيان زوجته أين وضعت مدخراتهم، ليجدها بعد عام عندما رزق بطفل جديد وإحضار السرير من السقيفة، الذي قامت زوجته بوضع المال به ولكن الذاكرة خذلتها في تذكر أين وضعتهم ، فقاموا وسددوا الديون ..
واختتمت الأمسية الشاعرة "قمر صبري الجاسم" سفير الشعر الحمصي السوري إلى الخارج بإحدى قصائدها:
ودخلتُ وحدي خلف ظلِّكَ
عندما الواشونَ أسَّعدهُمْ غيابُكَ
قلتُ :
ذاكرتي معي .
واسّاقطتْ نظراتُهم حتى أُسلِّمَ
لَمْ أجِدْ كفّي
فعُدَّ على يديكَ
أصابعي .
وأخيراً كالعادة جرى حوار شيق بين الحضور تناول الأدب والشعر ومشاركات الأدباء.
الملفات المرفقة