سوفت بوكس
مشروع فوتوغرافي
سلافة الفريح
جُبِلت الفطرة السليمة على حب الفنون والاستمتاع بالجمال والألوان، والتنسيق البديع بين مفردات الكون، ما دفع الإنسان لعمارة الأرض بالعلم والعمل والفن، الذي نشأ ونما مع الإنسان وتطور بتطور عقلية وثقافة الشعوب عبر آلاف السنين. فارتبطت الحضارة الإنسانية بالمستوى الفني والثقافي، وكلما زادت ثقافة الإنسان زاد بالتالي تقديره للفن وارتقى مستوى الذائقة لديه. كل نوع من أنواع الفنون يجذب شيئا خفيا في مشاعرنا، وبحسب ميولنا نتجه نحو الرسم، الشعر، النثر، النحت، التمثيل، التصوير، المعمار، الديكور، تصميم الأزياء... إلخ ويطلق على المتعاطين معها "فنانين" على اختلاف أجوائهم وأدبياتهم وجمهورهم.
من الفنون ما يتسم بالوحدة الفنية والشعورية التي لا تقبل المشاركة في إخراجها؛ مثل القصيدة التي تعتمد على إحساس الشاعر ورؤيته وخبراته وانفعالاته ولغته الخاصة فلا مجال لمشاركته الآخرين في نظمها، ومنها ما يعتمد على العمل الجماعي الذي يكمل بعضه بعضا كالمسرحية مثلا؛ فيشترك فيها المؤلف والمخرج والممثلون إضافة إلى طاقم العمل من مصورين وفنيي الإضاءة والديكور وسلسلة من الجهود المشتركة التي لا غنى عن واحد دون الآخر، وقس على ذلك بقية الفنون. ولكن ماذا عن الصورة الفوتوغرافية؟ هل تعتبر من الأعمال الفنية الفردية أم الجماعية؟ وهل يفضّل المصور أن يشاركه آخرون في ولادة عمله الفوتوغرافي؟ الحقيقة أن معظم المصورين يعتمدون على أنفسهم ابتداء من الفكرة وحتى المعالجة النهائية للصورة، وهذا هو السائد. فالبعض يرى أن مشاركة الآخرين تضيّع حقه في الصورة فلو أخذ الفكرة من أحدهم والتكوين من الثاني وتوزيع الإضاءة من الثالث وما عليه سوى اختيار الزاوية في لقطة اشترك فيها أربعة أشخاص ضاع صاحب الصورة! فهل تكون حينها عملا فنيا متكاملا أم مشروعا فوتوغرافيا؟.
من الجميل جدا أن يجرب المصور هذا وذاك، فيستمتع في تعامله مع الصورة كقصيدة يبنيها ويعيشها وينفعل بها في عمل فردي يزيد من خبرته في ضم جميع عناصر العمل بتوازن فكري وفني وعاطفي وتقني عبر التجربة والخطأ. ويستمتع أيضا بجو التعاون والألفة مع الزملاء بتبادل الآراء وتدفق الابتكار في الأفكار والإبداع من خلال مشروع فوتوغرافي. ولكن "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" ومن المهم جدا توافق المصورين وانسجامهم الروحي وتناسب أذواقهم ورؤيتهم حتى يستمتعوا ويثروا خبراتهم في عمل إبداعي يحمل بصماتهم ويمزج إحساسهم في عمل فني واحد. أما إذا ساد الانفراد بالرأي والأنانية وحب الظهور على حساب الآخرين حتما سيفشل المشروع حتى وإن كانوا على درجة كبيرة من الإبداع والفن والاحتراف.
مشروع فوتوغرافي
سلافة الفريح
جُبِلت الفطرة السليمة على حب الفنون والاستمتاع بالجمال والألوان، والتنسيق البديع بين مفردات الكون، ما دفع الإنسان لعمارة الأرض بالعلم والعمل والفن، الذي نشأ ونما مع الإنسان وتطور بتطور عقلية وثقافة الشعوب عبر آلاف السنين. فارتبطت الحضارة الإنسانية بالمستوى الفني والثقافي، وكلما زادت ثقافة الإنسان زاد بالتالي تقديره للفن وارتقى مستوى الذائقة لديه. كل نوع من أنواع الفنون يجذب شيئا خفيا في مشاعرنا، وبحسب ميولنا نتجه نحو الرسم، الشعر، النثر، النحت، التمثيل، التصوير، المعمار، الديكور، تصميم الأزياء... إلخ ويطلق على المتعاطين معها "فنانين" على اختلاف أجوائهم وأدبياتهم وجمهورهم.
من الفنون ما يتسم بالوحدة الفنية والشعورية التي لا تقبل المشاركة في إخراجها؛ مثل القصيدة التي تعتمد على إحساس الشاعر ورؤيته وخبراته وانفعالاته ولغته الخاصة فلا مجال لمشاركته الآخرين في نظمها، ومنها ما يعتمد على العمل الجماعي الذي يكمل بعضه بعضا كالمسرحية مثلا؛ فيشترك فيها المؤلف والمخرج والممثلون إضافة إلى طاقم العمل من مصورين وفنيي الإضاءة والديكور وسلسلة من الجهود المشتركة التي لا غنى عن واحد دون الآخر، وقس على ذلك بقية الفنون. ولكن ماذا عن الصورة الفوتوغرافية؟ هل تعتبر من الأعمال الفنية الفردية أم الجماعية؟ وهل يفضّل المصور أن يشاركه آخرون في ولادة عمله الفوتوغرافي؟ الحقيقة أن معظم المصورين يعتمدون على أنفسهم ابتداء من الفكرة وحتى المعالجة النهائية للصورة، وهذا هو السائد. فالبعض يرى أن مشاركة الآخرين تضيّع حقه في الصورة فلو أخذ الفكرة من أحدهم والتكوين من الثاني وتوزيع الإضاءة من الثالث وما عليه سوى اختيار الزاوية في لقطة اشترك فيها أربعة أشخاص ضاع صاحب الصورة! فهل تكون حينها عملا فنيا متكاملا أم مشروعا فوتوغرافيا؟.
من الجميل جدا أن يجرب المصور هذا وذاك، فيستمتع في تعامله مع الصورة كقصيدة يبنيها ويعيشها وينفعل بها في عمل فردي يزيد من خبرته في ضم جميع عناصر العمل بتوازن فكري وفني وعاطفي وتقني عبر التجربة والخطأ. ويستمتع أيضا بجو التعاون والألفة مع الزملاء بتبادل الآراء وتدفق الابتكار في الأفكار والإبداع من خلال مشروع فوتوغرافي. ولكن "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" ومن المهم جدا توافق المصورين وانسجامهم الروحي وتناسب أذواقهم ورؤيتهم حتى يستمتعوا ويثروا خبراتهم في عمل إبداعي يحمل بصماتهم ويمزج إحساسهم في عمل فني واحد. أما إذا ساد الانفراد بالرأي والأنانية وحب الظهور على حساب الآخرين حتما سيفشل المشروع حتى وإن كانوا على درجة كبيرة من الإبداع والفن والاحتراف.