دعم المهرجانات لعبة مصالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعم المهرجانات لعبة مصالح

    دعم المهرجانات لعبة مصالح

    مختار الدبابي



    قبل مهرجانات الصيف تنشط العلاقات واللقاءات من أجل تأمين حصول هذا الفنان أو ذاك على دعم وزارة الثقافة سواء الفنانين المحليين أو الوافدين من بلدان عربية أو أجنبية. لعبة المصالح والتوازنات واللوبيات هي نفسها، أكبر من الوزير والوزيرة أيّا كان حماسهما.

    وعادة ما تسمع شكاوى بأن الفنان المشهور فلان قد حصل على دعم لحفله مع أن الرجل يمكنه أن ينجح حفله دون حاجة إلى دعم وتمويل من وزارة لا تحتكم على مال ومن بلد يكافح ليحصل على قروض للإيفاء بتعهداته في تسليم الرواتب الشهرية في موعدها.

    وهناك من يحتج على أن الفنان العربي الشهير فلان قد حصلت الجهة التي استضافته على دعم من الوزارة لتغطية الفارق في استضافته بالعملة الصعبة في ظل تراجع الدينار التونسي. أيّا كانت مصداقية هذه الشكاوى حقائق أو دسائس، فإن وزارة الثقافة يفترض أن تضع لنفسها ضوابط واضحة: من يريد أن يصعد على مسرح قرطاج تونسيا أو عربيا أو أجنبيا لا يمكنه الحصول على دعم. فقرطاج للمشاهير الذين يقدرون على توفير مرابيح كافية للمهرجان، ومن لا يقدر على ذلك لا داعي كي يصعد على ركح أحد أبرز المهرجانات في المنطقة.

    هل من المعقول أن تدفع الوزارة في عز الأزمة الاقتصادية المالية بالعملة الصعبة لاستقدام فلان أو علان من الخارج بما في ذلك الفنانون التونسيون النجوم المقيمون في مصر.

    إذا كانت الوزارة تريد أن تدفع الأموال يمكن أن تدفعها لمساعدة فنانين كبار في القيمة والسن ضاقت عليهم الدنيا ويحتاجون من بلادهم أن تدعمهم في المهرجانات كي يجمعوا ما يكفي ليحفظ كرامتهم وتاريخهم بدلا من أن تتركهم لمصيرهم في ظروف صعبة يعجزون فيها عن تأمين السكن والأكل والدواء كما حصل مع أسماء معروفة.

    لو أن الوزارة تريد أن تستثمر الأموال ليقال إنها عملت مهرجانات وأشاعت الفرح وخففت عن الناس ضغوط الحياة يمكنها أن تدعم أسماء صاعدة، وتعمل مهرجان للأصوات الجديدة وتشجع على الفن التقليدي الذي بات متروكا في ظل موجات الراب التي اكتسحت الفضائيات ومواقع التواصل وشبكة يوتيوب، فيما لا تكاد تنجح أغنية وترية جديدة في العام.

    كما أن الفنانين الذين تدعمهم الوزارة يتنقلون من مهرجان إلى آخر مرددين أغاني قديمة لهم وأغاني لأموات بإيقاعات وطبوع متناقضة وبعيدة عن بعضها.

    يمكن لوزارة الثقافة المتحمسة لخدمة الفن والفنانين أن تضع خطة لاستثمار أموالها في إيجاد معاهد موسيقى مختلفة وتدعم التجارب الجديدة التي تؤسس للهوية

    ما سوى ذلك استثمار بلا قيمة
يعمل...
X