ياود ..ياتقيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ياود ..ياتقيل

    ياود يا تقيل
    فاروق يوسف
    حين غنت سعاد حسني “الحياة بقى لونها بمبي” و”الدنيا ربيع والجو بديع” و”يا واد يا ثقيل” لم يحتج أحد أو يشعر بالضيق.
    أولا لأنها السندريلا وثانيا لأن صلاح جاهين هو مَن كتب الكلمات وثالثا لأن تلك الأغنيات كانت خفيفة وبريئة ونضرة ولا تخدش حياء أحد. ثم إن سعاد حسني لم تزعم أنها مطربة ولم تنافس مطربي ذلك الزمان.
    كان جاهين هو الصديق الحقيقي بالنسبة إلى سعاد التي كان يعتبرها أخطر فنانة في مصر وكتب لها فيلمين هما “أميرة حبي أنا” و”خلي بالك من زوزو” اللذان وإن صح القول إنهما لم ينتميا إلى السينما الجادة غير أنهما صنعا فسحة لخيال السينما المرحة.
    لقد غنت سعاد حسني عشرين أغنية غير أنها توقفت عن الغناء بعد وفاة جاهين الذي كانت تعتبره والدها الروحي.
    السندريلا أحبها الصغار والكبار وكانت قصيرة القامة مثل مارلين مونرو وحين أخفت زواجها من العندليب الأسمر فلأنها لم ترغب في أن تصدم المعجبين بها من كبار الفنانين والكتاب والشعراء.
    علينا أن نصدق أنها كانت ملهمة الشعراء. في حقيقتها كانت مشروعا شعريا. بدأ ذلك المشروع مع عبدالرحمن الخميسي الذي قدمها إلى السينما وانتهى بصلاح عبدالصبور الذي ألهمته عددا من قصائده.
    عبدالصبور هو رائد القصيدة الحديثة في مصر. لقد اعترف الرجل بأن تلك المرأة التي صنعت أسطورتها بخفة جناحي فتاة مستلهمة من الحكايات قد ألهمته عددا من قصائده.
    أما مرسي جميل عزيز فقد تأثر بزواجها من عبدالحليم حافظ فكتب “قلي حاجة، أي حاجة”، كما أن مأمون الشناوي كتب من وحي تلك العلاقة “لست وحدك حبيبها” وفي عمق الصورة كان صلاح جاهين الذي اشتهر برباعياته وهو واحد من أهم رسامي الكاريكاتير في مصر.
    كان حسين فهمي هو الواد الثقيل.
    بعد سنوات من وفاة سعاد حسني غنت نانسي عجرم “يا واد يا ثقيل” أمام حسين فهمي. أكان عليه أن يبكي من أجل تلك المرأة التي أبقته في الذاكرة؟
    كانت سعاد حسني أكثر وفاء لذاكرتها حين قرأت رباعيات صلاح جاهين بصوتها. وهبته ما كان يحلم به.
    قبل أشهر أقام الرسام السوري يوسف عبدلكي معرضا في القاهرة، كانت رباعيات جاهين مصدر إلهامه وكنت أحلم لو أن صوت سعاد حسني كان خلفية لذلك المعرض.
    لم تكن الأغنيات التي غنتها سعاد حسني عميقة المحتوى غير أنها تستحق أن تمثل عصرا، كنا قد عشناه بخفة وبراءة كما لو أننا لم نفك ارتباطنا بالطبيعة.













يعمل...
X