بصماتنا الحيوية الفائقة
ابراهيم الجبين
تابع الجميع من مختلف مناطق العالم الصور التي تباهى الرئيس الأميركي جو بايدن بالكشف عنها في الحادي عشر من هذا الشهر، والقادمة مما سمّي بالمجال العميق، أرسلها إلينا التليسكوب جيمس ويب الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار.
حسناً، كانت الصور رائعة حقاً، ولكن وصْف الصور هو الأكثر بلاغة وجمالاً، لاسيما أنّه قيل إن هذه الصور تكشف لنا كيف كانت تبدو المجرات قبل 13 مليار سنة. إذاً حين ننظر إلى تلك الصور فإننا ننظر وبجرأة إلى ماضينا السحيق في هذا الكون.
تأمّل صور الماضي شغف متأصّل لدى مختلف الشعوب للإطّلاع على أشياء مثل صور الأبيض والأسود والوثائق القديمة والزخارف التي تكشف لنا كيف كانت الأشياء قبل قليل أو في العهود الغابرة.
مجلات العلوم الجديدة تقول إن الهدف من كل تلك الصور وتحليلها هو الإجابة عن أسئلة محددة؛ مثل أين ومتى تشكلت النجوم الأولى؟ وما مصدر الثقوب السوداء وسبب نشوئها؟ وهناك فضول شديد يدعو البعض إلى محاولة معرفة سبب برودة المادة المعتمة، ويتساءل البعض: كيف تتحول النجوم الضخمة إلى سوبرنوفا (مستعر أعظم) عند موتها؟ بينما يتساءل البعض الآخر عما إذا كانت المياه موجودة على الكواكب الأخرى غير الأرض، لأن العلماء يرون أن الماء الموجود على كوكبنا قد لا يكون أصيلاً، بمعنى أنه ربما يكون قد هبط علينا محمولاً على سطح كويكبات أو نيازك في الماضي.
أما السؤال المتكرر فهو: هل يمكن أن تكون هناك حياة على الكواكب النجمية؟ وسبب هذا السؤال هو البحث عن “البصمات الحيوية” في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية واحتمال وجود حياة هناك. وأخيراً يسأل العلماء عن معدّل تمدّد الكون. وهي أسئلة كبيرة صراحة.
الآن لنتخيّل أن كائنات فضائية في الجهة الأخرى من الكون تفعل الأمر ذاته حالياً، وتبحث عنا مثلما نبحث عنها. كان كارل ساغان يقول إن عبور هذه المساحات الهائلة من الكون للحصول على المعرفة سوف يتطلب أن تكون تلك الكائنات متقدمة تكنولوجياً بمراحل تضمن لها تحقيق ذلك، وتتمتع بفضول علمي فائق مثل فضولنا الحالي الذي بدأ مسيرته للتو خلال القرن العشرين فقط.
تُرى ماذا سيقولون عنا؟ نعجز عن القضاء على فايروس ونعلن حالة الطوارئ التي تجعل الاقتصادات والأنظمة الصحية تنهار، ونقف مرعوبين من الشتاء القادم بسبب حرب في بقعة صغيرة من العالم، لأننا لم نحسب حساب بضعة أعوام قادمة في خططنا للتدفئة وتأمين الوقود للصناعة والمنشآت الأخرى. لا نضع حداً لسلوك الميليشيات والأنظمة المارقة التي تدمّر الدول والمدن وتعيد البشرية إلى الوراء نحو الظلام، محطّمة سلاسل التربية العليا التي أنجزناها.
تُرى هل ستعتبر تلك الكائنات أنها قد اكتشفت على كوكب الأرض بصمات حيوية ذكية؟
ابراهيم الجبين
تابع الجميع من مختلف مناطق العالم الصور التي تباهى الرئيس الأميركي جو بايدن بالكشف عنها في الحادي عشر من هذا الشهر، والقادمة مما سمّي بالمجال العميق، أرسلها إلينا التليسكوب جيمس ويب الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار.
حسناً، كانت الصور رائعة حقاً، ولكن وصْف الصور هو الأكثر بلاغة وجمالاً، لاسيما أنّه قيل إن هذه الصور تكشف لنا كيف كانت تبدو المجرات قبل 13 مليار سنة. إذاً حين ننظر إلى تلك الصور فإننا ننظر وبجرأة إلى ماضينا السحيق في هذا الكون.
تأمّل صور الماضي شغف متأصّل لدى مختلف الشعوب للإطّلاع على أشياء مثل صور الأبيض والأسود والوثائق القديمة والزخارف التي تكشف لنا كيف كانت الأشياء قبل قليل أو في العهود الغابرة.
مجلات العلوم الجديدة تقول إن الهدف من كل تلك الصور وتحليلها هو الإجابة عن أسئلة محددة؛ مثل أين ومتى تشكلت النجوم الأولى؟ وما مصدر الثقوب السوداء وسبب نشوئها؟ وهناك فضول شديد يدعو البعض إلى محاولة معرفة سبب برودة المادة المعتمة، ويتساءل البعض: كيف تتحول النجوم الضخمة إلى سوبرنوفا (مستعر أعظم) عند موتها؟ بينما يتساءل البعض الآخر عما إذا كانت المياه موجودة على الكواكب الأخرى غير الأرض، لأن العلماء يرون أن الماء الموجود على كوكبنا قد لا يكون أصيلاً، بمعنى أنه ربما يكون قد هبط علينا محمولاً على سطح كويكبات أو نيازك في الماضي.
أما السؤال المتكرر فهو: هل يمكن أن تكون هناك حياة على الكواكب النجمية؟ وسبب هذا السؤال هو البحث عن “البصمات الحيوية” في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية واحتمال وجود حياة هناك. وأخيراً يسأل العلماء عن معدّل تمدّد الكون. وهي أسئلة كبيرة صراحة.
الآن لنتخيّل أن كائنات فضائية في الجهة الأخرى من الكون تفعل الأمر ذاته حالياً، وتبحث عنا مثلما نبحث عنها. كان كارل ساغان يقول إن عبور هذه المساحات الهائلة من الكون للحصول على المعرفة سوف يتطلب أن تكون تلك الكائنات متقدمة تكنولوجياً بمراحل تضمن لها تحقيق ذلك، وتتمتع بفضول علمي فائق مثل فضولنا الحالي الذي بدأ مسيرته للتو خلال القرن العشرين فقط.
تُرى ماذا سيقولون عنا؟ نعجز عن القضاء على فايروس ونعلن حالة الطوارئ التي تجعل الاقتصادات والأنظمة الصحية تنهار، ونقف مرعوبين من الشتاء القادم بسبب حرب في بقعة صغيرة من العالم، لأننا لم نحسب حساب بضعة أعوام قادمة في خططنا للتدفئة وتأمين الوقود للصناعة والمنشآت الأخرى. لا نضع حداً لسلوك الميليشيات والأنظمة المارقة التي تدمّر الدول والمدن وتعيد البشرية إلى الوراء نحو الظلام، محطّمة سلاسل التربية العليا التي أنجزناها.
تُرى هل ستعتبر تلك الكائنات أنها قد اكتشفت على كوكب الأرض بصمات حيوية ذكية؟