مصر القديمة واحدة من أكبر الحضارات الإنسانية الكبري التي عرفها العالم
حمدى عبد العزيز
أري أن السينما المصرية الروائية ومعها الدراما التليفزيونية المصرية عبر كل تاريخهما الطويل نسبياً قد ارتكبتا اكبر واعمق إساءة في حق الهوية المصرية حين خلت أعمالها من أي موضوعات تجسد تاريخ مصر القديمة أو تتعرض لقصص الحياة الإنسانية المصرية اليومية وكفاح المصريين من أجل بناء الحياة أوالاحداث الوطنية والانتفاضات والثورات التي كانت تحفل بها مصر القديمة في مواجهة قوي الظلم والفساد المحلية أو في مواجهة هجمات الغزاة الأجانب ..
مصر القديمة تلك التي كانت تحمل واحدة من أكبر الحضارات الإنسانية الكبري التي عرفها العالم من الآف السنين ، والتي ألهمت العالم وساهمت في تأسيس حضاراته اللاحقة ..
شاهدنا في الأفلام الأوربية والروسية والصينية واليابانية كيف عالجت السينما تاريخ شعوبها القديم بينما المتابع للسينما والدراما المصرية عبر تاريخهما سيري أنه كما لوكان تاريخ الإنسان والمجتمع المصري لم يبدأ إلامع قدوم الحملة الفرنسية وهذا عوار شديد ونقطة تبعث علي الخجل لدي كل أجهزة الثقافة التي تعاقبت مع تعاقب عهود الدولة المصرية حتي تاريخه ولدي صناع السينما والدراما .
علي سبيل المثال - لاالحصر - فإن سلسلة حلقات ثورة البشموريين المتتالية تعد واحدة من أهم ثورات وانتفاضات الشعب المصري ، ومع ذلك لايعلم عنها شيئاً سوي مجموعات محدودة من المثقفين والباحثين والمهتمين بالتاريخ المصري لايمكن تحديدها ولو حتي في الإقتراب من نسبة الواحد في المائة من المصريين ..
حلقات الثورة أخذت فترات زمنية طويلة من الإنتفاضات الثورية المتعاقبة التي خاضها أجدادنا أبناء الشعب المصري ضد الإضطهاد والقهر الإجتماعي والإقتصادي والعقائدي والعنصري والإفقار والظلم والإستبداد الذي مارسته دولتي الخلافة الأموية فالعباسية ضد المصريين حينذاك .. نزف فيها الالاف من اجدادنا دمائهم وارواحهم تحت سنابك خيل ولاة دولة الخلافة ومن تبقي حياً من الآلاف المشاركين في الثورة (بعد قمعها علي نحو لا يتكرر كثيراً في التاريخ من الوحشية والدموية) سيقوا مكبلين في اغلالهم إلي بغداد عاصمة دولة الخلافة حيث تم بيعهم في الأسواق كعبيد لحساب الخليفة العباسي المأمون ..
هذه الأحداث علي ضخامتها ومايماثلها من احداث تاريخية هائلة قد تم اقصائها تماماً من التداول كمادة للتدريس المدرسي والتعليمي أو كمادة للتناول الدرامي (إذاعي أو تلفزيوني) أو الإنتاج السينمائي ..
وظلت برغم هذا الحجم والعمق والدلالات التي تفجرها في عداد ماهو مسكوت عنه في محاولة لطمسها وإقصائها واخفاء معالمها وإشاراتها من الذاكرة التاريخية للمصريين ..
ولكم أن تتخيلوا مثلاً أن حدثاً متعلقاً بإحدي حقب معاناة المصريين من التعصب الديني التي واكبتها أحداث مثل حريق مكتبة الأسكندرية وسحل وقتل العالمة والفيلسوفة السكندرية هيباتيا هذه الأحداث إذا أردتم أن تتطلعوا عليه في عمل درامي أوسينمائي فليس أمامكم سوي البحث عن فيلم أجنبي أخرجه مخرج تشيلي هو (ألخاندرو أمينبار) والفيلم تم انتاجه في اسبانيا تحت أسم (اجورا Agora) ..
أما نحن المصريون فمحظور علينا وعلي ابنائنا عبر مناهج التدريس في المدارس والجامعات وعبر السينما والدراما المصرية تناول الكثير من أحداث التاريخ المصري القديم الذي يشكل أسس ومكونات هويتنا المصرية تحت وطأة قهر ورقابة مؤسسات هنا وهناك تقوم بإقصاء وتحريم أي حديث لايسير في سياق العزف المنفرد التاريخي علي انغامها السياسية أو الدينية ، وحيث لايوجد تاريخ خارج تاريخها ، ولا هوية إلا في هواها ومزاجها ورضاها ..
_____________
حمدى عبد العزيز
أري أن السينما المصرية الروائية ومعها الدراما التليفزيونية المصرية عبر كل تاريخهما الطويل نسبياً قد ارتكبتا اكبر واعمق إساءة في حق الهوية المصرية حين خلت أعمالها من أي موضوعات تجسد تاريخ مصر القديمة أو تتعرض لقصص الحياة الإنسانية المصرية اليومية وكفاح المصريين من أجل بناء الحياة أوالاحداث الوطنية والانتفاضات والثورات التي كانت تحفل بها مصر القديمة في مواجهة قوي الظلم والفساد المحلية أو في مواجهة هجمات الغزاة الأجانب ..
مصر القديمة تلك التي كانت تحمل واحدة من أكبر الحضارات الإنسانية الكبري التي عرفها العالم من الآف السنين ، والتي ألهمت العالم وساهمت في تأسيس حضاراته اللاحقة ..
شاهدنا في الأفلام الأوربية والروسية والصينية واليابانية كيف عالجت السينما تاريخ شعوبها القديم بينما المتابع للسينما والدراما المصرية عبر تاريخهما سيري أنه كما لوكان تاريخ الإنسان والمجتمع المصري لم يبدأ إلامع قدوم الحملة الفرنسية وهذا عوار شديد ونقطة تبعث علي الخجل لدي كل أجهزة الثقافة التي تعاقبت مع تعاقب عهود الدولة المصرية حتي تاريخه ولدي صناع السينما والدراما .
علي سبيل المثال - لاالحصر - فإن سلسلة حلقات ثورة البشموريين المتتالية تعد واحدة من أهم ثورات وانتفاضات الشعب المصري ، ومع ذلك لايعلم عنها شيئاً سوي مجموعات محدودة من المثقفين والباحثين والمهتمين بالتاريخ المصري لايمكن تحديدها ولو حتي في الإقتراب من نسبة الواحد في المائة من المصريين ..
حلقات الثورة أخذت فترات زمنية طويلة من الإنتفاضات الثورية المتعاقبة التي خاضها أجدادنا أبناء الشعب المصري ضد الإضطهاد والقهر الإجتماعي والإقتصادي والعقائدي والعنصري والإفقار والظلم والإستبداد الذي مارسته دولتي الخلافة الأموية فالعباسية ضد المصريين حينذاك .. نزف فيها الالاف من اجدادنا دمائهم وارواحهم تحت سنابك خيل ولاة دولة الخلافة ومن تبقي حياً من الآلاف المشاركين في الثورة (بعد قمعها علي نحو لا يتكرر كثيراً في التاريخ من الوحشية والدموية) سيقوا مكبلين في اغلالهم إلي بغداد عاصمة دولة الخلافة حيث تم بيعهم في الأسواق كعبيد لحساب الخليفة العباسي المأمون ..
هذه الأحداث علي ضخامتها ومايماثلها من احداث تاريخية هائلة قد تم اقصائها تماماً من التداول كمادة للتدريس المدرسي والتعليمي أو كمادة للتناول الدرامي (إذاعي أو تلفزيوني) أو الإنتاج السينمائي ..
وظلت برغم هذا الحجم والعمق والدلالات التي تفجرها في عداد ماهو مسكوت عنه في محاولة لطمسها وإقصائها واخفاء معالمها وإشاراتها من الذاكرة التاريخية للمصريين ..
ولكم أن تتخيلوا مثلاً أن حدثاً متعلقاً بإحدي حقب معاناة المصريين من التعصب الديني التي واكبتها أحداث مثل حريق مكتبة الأسكندرية وسحل وقتل العالمة والفيلسوفة السكندرية هيباتيا هذه الأحداث إذا أردتم أن تتطلعوا عليه في عمل درامي أوسينمائي فليس أمامكم سوي البحث عن فيلم أجنبي أخرجه مخرج تشيلي هو (ألخاندرو أمينبار) والفيلم تم انتاجه في اسبانيا تحت أسم (اجورا Agora) ..
أما نحن المصريون فمحظور علينا وعلي ابنائنا عبر مناهج التدريس في المدارس والجامعات وعبر السينما والدراما المصرية تناول الكثير من أحداث التاريخ المصري القديم الذي يشكل أسس ومكونات هويتنا المصرية تحت وطأة قهر ورقابة مؤسسات هنا وهناك تقوم بإقصاء وتحريم أي حديث لايسير في سياق العزف المنفرد التاريخي علي انغامها السياسية أو الدينية ، وحيث لايوجد تاريخ خارج تاريخها ، ولا هوية إلا في هواها ومزاجها ورضاها ..
_____________