مهرجان مسرح البدوي".. استكمال "سيرة نضال
يقود الحديث عن ا
لمسرحي المغربي الراحل عبد القادر البدوي (1934 - 2022) إلى قوس من الموضوعات النقدية والثقافية، يمتدُّ من سيرته التكوينية الأولى قبل الاستقلال، إلى رحلته في تأسيس "مسرح البدوي"، بالإضافة إلى اشتباكه مع الكثير من المقولات الفرنكوفونية وكذلك السلطوية على الساحة المغربية.
ومن بين ما سبق، يبقى "مهرجان مسرح البدوي"، الذي أسّسه عام 1972، المساحةَ الأكثر إجرائية وتفاعلية، سواء بين الممثّلين والجمهور أو بين الممثّلين والفاعلين الثقافيّين أنفسهم.
حتّى غد الأحد، تتواصل فعاليات الدورة الثانية والأربعين من "مهرجان مسرح البدوي" في مدينة إفران المغربية. التظاهُرة، التي افتتحت الأربعاء الماضي، تتضمّن عروضاً مسرحية وندوات قرائية حول سيرة الراحل، كما يتخلّلها معرضٌ للصور الفوتوغرافية وحفلات موسيقية من التراث الأمازيغي.
هذه الدورة هي الأولى بعد رحيل صاحب "العامل المطرود" في كانون الثاني/ يناير الماضي. ومن الأعمال التي تستعيد جانباً من اشتغالات الراحل وتُقدَّم ضمن المهرجان مسرحية "الهاربون" المأخوذة عن نصّ للكاتب السويدي أوغست ستريندبرغ بعنوان "الآنسة جوليا". وقد عُرِف عن البدوي استلهامه نصوصاً عالمية وتأثيثها بروح تعبّر عن آمال الطبقات الشعبية.
على جانب آخر، تُقام مساء اليوم ندوة فكرية حول كتاب "سيرة نضال" وهو عنوان مذكّرات البدوي الصادرة مؤخّراً عن "دار سليكي أخوين"، وهو يضمّ مجموعة حوارات أُجريت لصالح "جريدة المساء".
يشارك في الندوة كلّ من عبد الصمد لمرابط، وبشرى بارجال، وعبد الله رشد، وزهور الحرحول، وتتناول محاورُها الأبعاد الحقوقية في مسرح البدوي وليس فقط الفنّية، حيث سعى خلال تجربته الطويلة إلى دمقرطة الحياة الفنّية ونشرها في الهوامش وليس في المراكز فقط، وهذا ما يقول القائمون على المهرجان إنهم يسعون لاستكماله.