قصة قصيرة مخاضات الوجود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قصيرة مخاضات الوجود



    قصة قصيرة مخاضات الوجود
    في المساء أثناء عودتي الى البيت، ناقلاً خطواتي بصعوبة في شوارع كثرت مطباتها، أتعثر أحياناً.. مرات اسقط على الارض، يلفني شعور غامض، كئيب، أحسه ثقيل في صدري، لا استطيع الخلاص من اساره، أضع راسي على الوسادة، تهاجمني أحلام .. وكوابيس، شاهدت رجلاً عجوزاً أعمى ماسكاً بيده عصا، يحاول عبور الشارع ركضت مسرعاً لمساعدته، ركض بكل قوته أمامي وقفت العن تسرعي ربما كان لديه هاجس بانني احاول قتله، احياناً أجد الشارع فارغ من السابلة وبغتة يمتلئ لا اجد ممراً للعبور، البس ثياب التمرد وأهذي واحياناً اتوسل، حياتي كلها صخب ولدت في مدينة منسية، مهجورة جف نهرها واصبحت صحراء قاحلة كل شيء فيها يابس عندما اتعب .. اجلس سانداً ظهري على جذع نخلة تعرت من سعفها أغفو أشاهد سرب حمام ينوح .. حزين، جائع في صحراء روحي، يكبر في صدري الشوق الى ايام عشتها كان وجهي يشع بياضاً، يزهو والامل يطرق الابواب، يحدثني صوت ينبع من دواخلي.
    قائلاً: لا تخف انك بين اليقظة والحلم وان الانسان دائماً يفضل الشر الذي يراوده فيسيطر عليه يكبله بقيود الكآبة والحزن والخوف والقلق.. في غرفتي أتنفس بعمق، اتوجه الى النافذة أغلقها تماماً واسدل ستارتها ليطبق الظلام الى درجة السكون واتمدد على السرير أسمع ضربات كأنها زخات مطر ثقيلة تضرب النافذة، أفز مرعوباً.. صارخاً من الطارق؟!
    افتح المصباح ومن اسفل النافذة اشاهد الريح قوية فيطمئن قلبي، الرعب مندس في احشائي انها الوحدة التي اعيشها جعلتني عجوزاً أخرقاً لا ينفع بشيء، أسير في أرض كثرت فيها الاشواك، وقف قبالي كلب أسود كبير كسول، أحسه جائعاً، خائر القوى، الحقيقة في البدء أشفقت عليه وأطعمته من الكيس الذي احمله، لكنه حاول الغدر بي بهجوم مباغت اسقطني الارض، لولا السكين الذي أحمله لكنت في عداد الموتى، هرب مسرعاً، وبصعوبة نهضت وحاولت المسير، الاحساس الحاد والبؤس يخيفني فأتمدد على سريري كجثة هامدة.
    ذات يوم راودني كابوس مخيف، كنت جالساً في محل مع انسان اكبر مني سناً، أقوم بمساعدته، لا أعرف صلتي به هل أعمل بمحله باجر يومي؟ أم لا؟
    قدم لي طبق فيه طعام وقال: تفضل حتماً أن أمعائك تلهث خاوية؟
    قلت: شكراً لكرمك!
    أمعنت النظر في الطبق طويلاً، شاهدت الطعام على هيئة طيور وزواحف، حسبتها حلويات على هذه الاشكال، مسكت ( جربوعاً ) من ذيله والتهمته بشهية، بعدها حركت اصابعي لامسك بطير صغير له منقار وعينان مسلوخ الجلد، وبغته تحرك الطير وفتح فاه، وانا في قاع الدهشة، أحسست بان الجربوع الذي تناولته سيعمل مشاكل صحية في معدتي، حاولت التقيؤ لم افلح، نظرت الى الطير شاهدته يقفز في الوعاء تبعه آخر، زاد ارتباكي وقلقي، كذلك شاهدت في الوعاء سمكة يابسة مبتورة من المنتصف في كيس نايلون شفاف عقد من الاعلى وهناك ثقوب كثيرة في الكيس، حاولت رفعها فتحت فمها تحاول مسك اصابعي، أصابني الهلع، كان الليل حالك الظلام، ابتعدت قليلاً مخاطباً نفسي بهلوسة، لم اكن معتاداً على ذلك، شاهدت مكاناً معزولاً على شكل برج، مبني من الطابوق القديم والوحل، أطلت النظر بداخله، شاهدت عصافيراً وطيوراً متنوعة بدون ريش، تتحرك باتجاهي وتسير ورائي اربكتني .. امعنت النظر شاهدت نصف السمكة الملفوفة بكيس نايلون تزحف نحوي، اسرعت في الجري الى المحل واذا بأحد العصافير يحلق فوق راسي ويقف على سلك كهربائي، ويطلق صوتاً قائلاً: التهمني؟!
    زاد ارتباكي وخوفي وقلقلي، ماسكاً قطعة من الرغيف بحجم الكف في يدي من اين جاءت؟ لا ادري؟ حط العصفور الصغير على راسي، أتساءل كيف يطير وجسمه خاليا من الريش، اخذ ينقر رأسي كانه يريد قلع شعري، افقت من النوم، وبصعوبة ترجلت من السرير، ذهبت باتجاه المطبخ رائحة شهية تفوح من قدر على الطباخ، رفعت الغطاء شاهدت راس كبش وارجل واحشاء مسلوقة أكلة اعتدنا عليها اسمها
    ( باجة ) او ( كوارع ) بالقرب من القدر كيس فيه صمون وخبز، مسكت بقطعة الخبر التي كانت بيدي في الحلم غمستها في القدر والتهمتها وانا قلق، ومندهشٌ مما حدث!.
    اياد خضير ـ العراق
    من المجموعة القصصية قرابين مهشمة
يعمل...
X