حمدان الودعاني
كتبت - سلافة سعد الفريح
الجمعة 18 محرم 1432 هـ - 24 ديسمبر 2010م - العدد 15523
الطبيعة.. والتصوير.. وهواك
الإنسان ابن الطبيعة خلقه الله من تراب الأرض ليمتزج تكوينه بصفاتها في خيرها وشرها، قسوتها وحنانها، رضاها وغضبها. والمصور الفنان أرق حسا وأكثر جاذبية وتناغم بإحساسه مع أحاسيس الطبيعة، يسرق اللحظات الشاردة لالتقاط الصور كما يسرق العاشق الوقت للارتواء من محبوبته، وهو كذلك شاعر تحرر من قيود اللغة وتخطى الوزن والقافية وثار على صوت الكلمات ليجعلها تصرخ ضوءا وتنطق لونا.
الطبيعة معشوقة المصور المرهف، يتنفس جمالها ويتلذذ برؤيتها.. يشعر بها ويفهمها.. يخاطبها وينصت لحديثها.. يغازلها ويكشف عن مفاتنها حين تستعرض الأشجار رشاقتها المنعكسة على مرآة الماء الصافية. تجذبه النسائم العليلة، تحمله بين أحضان الغيوم ليرسم أبطال قصص أسطورية رآها في تشكيلات السحب وأكوام المزون. تسافر به الأنهار كورقة شجر عشقت الرقص على صدر النهر؛ يتمايل حيث يميل وينساب بخفة بين المرتفعات والمنخفضات إلى أن يجد صخرة الأمان، يتمدد فوقها ليستريح ويترك للنهر بقية المشوار، وتذوب قريحته الفوتوغرافية عند اشتعال السماء بلهيب اللهفة وحرارة الأشواق ليلتحم بصفحة البحيرة في لحظة حميمة لا يكاد يفصل حدودهما سوى مرور قارب عذول.. وعدسته المترقبة!
لقد اتخذ الفنان الفوتوغرافي من تضاريس الطبيعة مسرحا ينسج من مفرداتها دراما ذاتية تبوح بشخصيته المتقلبة وتفشي أسراره وتفضح كوامنه دون أن يدري، فتراه حينا صاخبا متلاطم المشاعر كبحر ينفس غضبه بالاصطدام فوق الصخور الصابرة على شواطئه، وتراه حينا خصبا متألقا متدفق العطاء كشلال يفيض كرما وحيوية، وتراه أحيانا شاحبا شحيحا يائسا بائسا كفلاة مقفرة كسّر أضلعها الظمأ ، وتعجب به متفائلا حالما ينشر الضياء والدفء والأمل كأشعة الصباح المتسللة من بين الأشجار الشامخة، ويشرق أحيانا كشروق الشمس وخضرة الأرض وزرقة السماء وحنين الرومانسية خلف جدران الكوخ الخشبي.
هناك أناس يشبهون تلك الطبيعة الساحرة، يسكنون ذواتنا كما يسكن العطر خدود الياسمين مثلك تماما! أنت يا توأم الطبيعة وخلاصة الحياة وكل الكائنات، إني أتنفسك مع رقة النسيم وأرتشفك مع عذوبة المطر وأقرؤك في حروف اللغة. أنت قاموسي الذي يفيض علي بمفردات الفن والعشق والإلهام. أرى جفاف الأرض في حزنك، وقسوة الجبال في صدك، وثورة البحر في غضبك، وسعة الصحراء في صدرك، عجبا! كيف تآلفت الأضداد في شخصك وأقنعتني بها! كيف جعلتني أحب قسوتك وأستمتع بجنونك، كيف استدرجتني لأفتح ذراعي لأشواكك وأحتوي طفولتك كما أفتح ذراعيّ لزخات المطر!
أنت سمائي وأرضي، شمسي وقمري، مائي وهوائي، يا ربيعي الدائم وشتائي الدافئ وصيفي الثائر وخريفي الظامئ أفتقدك! ليس افتقاد الرجل الذي أحب فحسب، بل افتقاد فصول السنة وضوء النهار وسكون الليل وجاذبية الأرض.. فأنت قانون الطبيعة الذي يحركني وسنة الكون التي علمتني أنه إذا مُنِع الغيث.. تموت الحياة، وإذا حُجِبت الشمس.. يموت الحب!!!
حمد الداش
عوض الهمزاني - تركيا
أحمد السيف
إبراهيم النصار - شامخة
سلافة الفريح - غروب الرحيل
حسين دغريري - سويسرا
عبدالعزيز بن علي
بسام الباهلي
دحيم الدحيم