يضيف عبد الله السيد خسارة جديدة إلى الساحة التشكيلية السورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يضيف عبد الله السيد خسارة جديدة إلى الساحة التشكيلية السورية


    يضيف عبد الله السيد (1941- 2022) خسارة جديدة إلى الساحة التشكيلية السورية، بانضمامه إلى عدة أسماء كبيرة غادرتها في السنوات الماضية، تاركة فراغاً لا تعوضه أجيال جديدة نشأت في أزمنة أكثر صعوبة، وأقل تواصلاً، وحواراً.
    منذ مطلع حياته المهنية زاوج عبد الله السيد بين البحث النظري الفني، وبين البحث التشكيلي الإبداعي، وربما ساهم في ذلك شكل دراسته الجامعية فقد أتجه بدايةً لدراسة الفلسفة والدراسات الاجتماعية، ونال إجازتها الجامعية عام 1965، وكان لوجود شقيقه الأديب والفنان محمود السيد على رأس القسم الفني في صحيفة (الثورة) أن شجعه على الكتابة في مواضيع الفن، ومنحه فرصة نشر كتاباته في هذه الصحيفة، وشجعه هذا على خطوته التالية في أن يلتحق بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، وينال إجازتها في اختصاص النحت عام 1971 التي أتبعها بدراسات عليا في النحت النصبي وعلم الجمال من باريس. وبعد أن واكبت كتاباته الفنية بحيوية التجارب التشكيلية في ستينات القرن الماضي، اتجهت كلياً نحو علم الجمال، وعلم الجمال الإسلامي بشكل خاص.
    تأثر إلى حدٍ بعيد بعالم الجمال اليوناني الكسندر بابادوبولو، الذي كان له دور أساسي في تعميق اهتمامه بعلم الجمال الإسلامي، إذ تبنى عبد الله السيد مفاهيم معلمه، وأصبح عضواً في مركز أبحاث علم الجمال الإسلامي و علوم الفن، التابع لجامعة السوربون الأولى، حين كان يرأسه بابادوبولو عام 1976. ومنذ ذلك الوقت أنجز الكثير من الأبحاث عن الحروفية، والتطور الجمالي للتصوير في سورية، والأعراق الجمالية في التصوير السوري، والنحت الآرامي وتاريخ الصورة في بلاد الشام والتصوير السوري الحديث، وغيرها، كما رأس تحرير مجلة (الحياة التشكيلية) الفصلية المتخصصة التي تصدرها وزارة الثقافة في سورية لنحو تسعة أعوام. حيث نشر فيها أيضاً الكثير من أبحاثه ودراساته.
    انتخب عضواً في مجلس إدارة نقابة الفنون الجميلة، ورأس ما بين عامي 2000 و2010. مكتب شؤون المهنة، وخلال هذه الفترة اتفقت النقابة مع المؤسسة العامة للمعارض على تنظيم ملتقى نحت في مدينة المعارض الجديدة لإنجاز المنحوتات التي تم اختيارها في مسابقة خاصة لنصبها في أرجاء المدينة، وقد كلفه مجلس الإدارة بالإشراف على الملتقى، وقبل ذلك شارك مع عدد من النقاد في لجنة خاصة لتقديم خطة ثقافية لمؤتمر النقابة القادم، وكان عضواً في المكتب الثقافي الذي تأسس إثره بمشاركة عدد من النقاد والفنانين. وهو المكتب الذي أصدر صحيفة (التشكيلي السوري) التي لم تعمر طويلاً لأسباب إدارية.
    عمل في تدريس مادة النحت في كلية الفنون الجميلة، ورأس قسم النحت فيها، وبحكم طبيعة دراسته، وميوله الإبداعية، اتجه للمنحوتات النصبية. فأنجز عام 1983 نصب الشاعر أبي تمام بمدينة جاسم موطن الشاعر، تلاه عدد من النصب التذكارية في السويداء ودرعا ومنها نصب الشهداء عام 1990. وبعد ذلك بعامين أنجز نصب صلاح الدين الأيوبي بعد أن فاز تصميمه المقترح بالجائزة الثانية في المسابقة التي أعلن عنها بمناسبة الاحتفال بمرور ثمانمئة سنة على معركة حطين، والذي نصب أمام مدخل قلعة دمشق من حيث انطلق الجيش الذي خاض حطين وحرر القدس من الفرنج. وهو النصب الذي أصبح أحد رموز دمشق الخالدة. أما آخر أعماله النحتية فكان نصب (سفينة نوح الدمشقي) الذي أنجزه عام 2001، ونصب في مدينة (دالاس) في الولايات المتحدة الأميركية.
    أبعده المرض في السنوات الأخيرة عن عدد من الأنشطة التي لم يكن يغيب عنها، إلا أنه مع كل الإجهاد حرص على الوجود في الأكثر أهمية منها. ومنها الموسم الثاني لأيام الفن التشكيلي السوري عام 2019 الذي قام بتكريمه على مجمل سيرته الإبداعية.
    أدام الله ذكراه. وأصدق العزاء لزوجته الفنانة ضحى القدسي، ولابنته مايا، ولكل محبيه.
    الصورة بعدسة الفنان الضوئي: أنطون مزاوي
    https://thawra.sy/?p=389274
يعمل...
X