رواية "ليلة الدخلة"..قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رواية "ليلة الدخلة"..قصة قصيرة

    رواية "ليلة الدخلة"
    لكاتبها: أ. عبدالاله ماهل من المغرب
    الفصل الثاني
    استلقى على السرير، وجانب جانب الأيمن من عروسته، وهمس في أذنها: وعلى بركة الله...
    هم بها وهمت به؛ قبلة من هنا وقبلة من هناك، سرت دفئا وحنانا بين احشائها، تماس سرعان ما تداعت له سائر أطرافها؛ لتستسلم وعن آخرها لمشيئته، لهفة منها تنتظر منه إيلاجا، رفقا ببكارة، دمها زكي على عاتقه، مجرد قطرات على المكشوف تخرج به إلى العلن ويطرح أمام الملأ، طهارة منها على منديل أبيض، عنوان كبير بلون احمر قاني، تلقيه بين الأهل والأحباب، يبقيها أمد العمر ما حيت، تاجا فوق رأسها سيدة بامتياز.
    لامس داعب، عريس في عرينه، من غير حسيب أو رقيب يعكر عليه صفو خلوته أو يحول دونه ودون ذات تنبض روحا، أبت إلا أن تأتيه ليلتها طائعة راضية مرضية، ترتجي منه التحاما، يكون عيدا لأولها وآخرها، ينعش كيانها، ويحيي فيها ذلك الميت الكامن القابع بين أحشائها.
    أعاد الكرة مرات ومرات، ولا من دم أحس بفورانه؛ وكأن تلك "الزيطة" لا تعنيه في شيء أو لرب تمة عجز أصابه ليلتها، وأودت به خارج التغطية.
    أحس بقشعريرة تدب في جسده لم يقو معها مقاومتها، اذعن واستسلم عرفانا منه بالهزيمة الذي حلت به ساعتها، استدار على ظهره، وتقوقع على آخره، وأطلق العنان لمخيلته، ولا من سبب وجيه انبرى أمامه كان مدعاة لفشل اعتراه، وحال دون انتصاب وايلاج...
    ...وليس لمثله اتجاه مثلها ان يضعف جنسيا؛ ابن بادية أبا عن جد، تربى بالفطرة، وترعرع على الحافي، ولم يعرف الطبيب طريقا له؛ اللهم إلا إذا رجع بذاكرته شيئا إلى الوراء، وأخذ في الحسبان، تلكم الحيثية البسيطة التي لم تتعدى جرعة بسيطة، تجرعها خارج العادة وقت الزفة، وبإيعاز من هذا وذاك، وفي حضرة زمرة من أبناء العمومة، شهدوا لها بالنجاعة، وأشادوا بقدرتها الخارقة، إلا أنها وللأسف لم تتجاوب معه، ولم يتأتى منها أي خير لتنقلب ضده، وتسقطه في المحظور.
    أسرها في نفسه، ولم يجرأ النظر في عينيها، وتمنى ساعتها لو انشقت الأرض، وابتلعته عن آخره، لكان أرحم له من إراقة دم وجهه، أمام أب جفوة فيه من الإنس وحشة، لن يرتضي أبدا لنفسه ان يبقى حديثا على ألسنة قبيلة بأكملها، لا تقيم لعورات الناس وزنا؛ مجرد جمع ليس إلا لأبناء جلدة، كتب عليهم التعايش كالأخوة الاعداء؛ إذ يكفيهم الالتفاف على وليمة والانفضاض على نميمة.
    وكأنها استشعرت بحاله، لتتولى هي أمر فوران دمه، محاولة منها من هنا وهناك وعلى قدر المستطاع، ولا من شيء جد فيه، وحرك مكامنه، وأيقظ رجوليته.
    شق عليها حاله، رفعت وبحنية عينيها اليه، لتجد صاحبنا وقد انطوى على نفسه، وذهب في سكات من امره، فما كان منها إلا أن طبطبت على كتفه، وهمست في أذنه: لا عليك شيء عادي يحصل مع الكثير يوم الدخلة.
يعمل...
X