مسجل خطر (قصة قصيرة)
تمر ساعات الليل مسرعة ما بين يقظة وغفوة والحافلة تنهش الأرض مسرعة إلي وجهتها ومازلنا نسمع هذا الغناء من السبعينات والثمانينات اغنية تلو الأخرى وكل الركاب بين من يضع وسادة النوم لينعم بقليل من الراحة و من تفترش كرسيين متجاورين وهي تغط في نوم عميق.
محطة تلو الأخر يتكرر الوقوف للتفتيش لا يتم وبين إستراحة حيث يستطيع الركاب الترجل لشرب كوباً من القهوة أو إستعمال الحمام في هذه الاستراحة ثلاثون دقيقة أخرى تنهش من وقت الليل وعلى جانب الحافلة يقف بعض الشباب يلتهمون السجائر إلتهاماً في شره شديد و نفس يمتد حتى أنك لا ترى الدخان الخارج من صدورهم وهم يسيرون في كسل من طول الطريق والالتصاق في المقعد لخمس ساعات تقريبا بين إلتفافات الحافلة و المطبات الصناعية التي يرتطم بها من فين لأخرى.
تؤذن السائق للتحرك ويصدر بعض "الكلكسات" لتنبيه المترجلين للإسؤاع بالصعود للحافلة فيسرعون إلى مقاعدهم وقد قضو بعض حوائجهم وإستراحوا بعض الشيء من عناء الطريق ومازال بعض الركاب لم يتحرك من نومه.
بدأ نور الشمس يطارد الحافلة من كل جانب ولكن مازالت السيدة نائمة في وضع أقرب للنوم على سريرها الخاص تنفرج شفتاها بشكل بسيط وقد خلعت حذاءها ووضعت شال كانت تغطي به كتفيها على رجليها والأخر مازال ملتصقاً بزجاج الجانب ليريح رأسه حتى يستطيع النوم
والمقاعد الخلفية بعض المصطافين يخططون لبداية الأجازة ما بين النوم اولاً والقفل مباشرة في حمام السباحة وصوت أكياس الشيبسي واللب يتردد وسط هذا السكون.
اخيراً الكمين الأخير حيث محطة الوصول إلى مدينة الغردقة يقف السائق في ساحة التفتيش على الحافلات فيحاول ان ينهي الموضوع مع عسكري الشرطة فهو يعلم انا تستغرق ما يقرب على الساعة إذا تم سحب بعض بطاقات الهوية للكشف عنها ولكن يبدأ الناس في النزول واحداً تلو الآخر حتى يستطيع شرب سجارة أخيرة قبل النزول قبل أن تفشل محاولات السائق فيأتي عسكري صغير ببعض بطاقات الرقم القومي وينادي بعض الأسماء لمقابلة ضابط الكمين "محمد عبد السلام" "مجدي تقلا" فيسرعان في خطواته حتى يتبينان عن الأمر وقد بدأ بعض الركاب في الإستظراف "مسجل" يستمر البحث والاستقصاء حتى يأتي الشاب لأخذ حقيبته فقد تبين ان عليه وصل نور قيمته ثمانون جنيهاً ولا يمكن التصالح عليها إلا من إدارة الكهرباء التابع لها ولكنها مسجلة على سجل القضايا.
يمضي يجرجر حقيبته وهو يهز رأسه لهذا الحظ العسر والآخر يأتي من بعيد متهلل الوجه وكأنه حاز قصب السبق "عاوزين الاستعلام الأمني بتاع الشغل" ومازال نفس الراكب "عارفين عارفين يلا بس علشان نمشي " بس اكيد التاني مسجل"
يتوسل الشاب السائق حتى يبذلةمحاولة أخيرة ولكنه ينطلق بالحافلة تاركاً هذا الشاب خلفة في نقعٍ من الغبار أثناء التحرك "إحنا واقفين بقالنا ساعة"
أيمن فوزي
تمر ساعات الليل مسرعة ما بين يقظة وغفوة والحافلة تنهش الأرض مسرعة إلي وجهتها ومازلنا نسمع هذا الغناء من السبعينات والثمانينات اغنية تلو الأخرى وكل الركاب بين من يضع وسادة النوم لينعم بقليل من الراحة و من تفترش كرسيين متجاورين وهي تغط في نوم عميق.
محطة تلو الأخر يتكرر الوقوف للتفتيش لا يتم وبين إستراحة حيث يستطيع الركاب الترجل لشرب كوباً من القهوة أو إستعمال الحمام في هذه الاستراحة ثلاثون دقيقة أخرى تنهش من وقت الليل وعلى جانب الحافلة يقف بعض الشباب يلتهمون السجائر إلتهاماً في شره شديد و نفس يمتد حتى أنك لا ترى الدخان الخارج من صدورهم وهم يسيرون في كسل من طول الطريق والالتصاق في المقعد لخمس ساعات تقريبا بين إلتفافات الحافلة و المطبات الصناعية التي يرتطم بها من فين لأخرى.
تؤذن السائق للتحرك ويصدر بعض "الكلكسات" لتنبيه المترجلين للإسؤاع بالصعود للحافلة فيسرعون إلى مقاعدهم وقد قضو بعض حوائجهم وإستراحوا بعض الشيء من عناء الطريق ومازال بعض الركاب لم يتحرك من نومه.
بدأ نور الشمس يطارد الحافلة من كل جانب ولكن مازالت السيدة نائمة في وضع أقرب للنوم على سريرها الخاص تنفرج شفتاها بشكل بسيط وقد خلعت حذاءها ووضعت شال كانت تغطي به كتفيها على رجليها والأخر مازال ملتصقاً بزجاج الجانب ليريح رأسه حتى يستطيع النوم
والمقاعد الخلفية بعض المصطافين يخططون لبداية الأجازة ما بين النوم اولاً والقفل مباشرة في حمام السباحة وصوت أكياس الشيبسي واللب يتردد وسط هذا السكون.
اخيراً الكمين الأخير حيث محطة الوصول إلى مدينة الغردقة يقف السائق في ساحة التفتيش على الحافلات فيحاول ان ينهي الموضوع مع عسكري الشرطة فهو يعلم انا تستغرق ما يقرب على الساعة إذا تم سحب بعض بطاقات الهوية للكشف عنها ولكن يبدأ الناس في النزول واحداً تلو الآخر حتى يستطيع شرب سجارة أخيرة قبل النزول قبل أن تفشل محاولات السائق فيأتي عسكري صغير ببعض بطاقات الرقم القومي وينادي بعض الأسماء لمقابلة ضابط الكمين "محمد عبد السلام" "مجدي تقلا" فيسرعان في خطواته حتى يتبينان عن الأمر وقد بدأ بعض الركاب في الإستظراف "مسجل" يستمر البحث والاستقصاء حتى يأتي الشاب لأخذ حقيبته فقد تبين ان عليه وصل نور قيمته ثمانون جنيهاً ولا يمكن التصالح عليها إلا من إدارة الكهرباء التابع لها ولكنها مسجلة على سجل القضايا.
يمضي يجرجر حقيبته وهو يهز رأسه لهذا الحظ العسر والآخر يأتي من بعيد متهلل الوجه وكأنه حاز قصب السبق "عاوزين الاستعلام الأمني بتاع الشغل" ومازال نفس الراكب "عارفين عارفين يلا بس علشان نمشي " بس اكيد التاني مسجل"
يتوسل الشاب السائق حتى يبذلةمحاولة أخيرة ولكنه ينطلق بالحافلة تاركاً هذا الشاب خلفة في نقعٍ من الغبار أثناء التحرك "إحنا واقفين بقالنا ساعة"
أيمن فوزي