قصة قصيرة " فتاة القطار ٣"
يجلس فى القطار القادم من الإسكندرية متجها إلى المنصورة فى أربع مقاعد متقابلة يشاركه فى المقعد الذى الى جانبه طفل فى العاشرة من عمره.
يتوقف القطار فى محطة طنطا و هو ينظر من الشباك فى وجوه الواقفين على رصيف القطار و بين كل الوقوف كانت هناك عينات تتبعان الشباك الذى ينظر منه و لكنه لم يتنبه إليها.
فتاة فى نفس عمره تقترب لتجلس فى المقعد المواجه له بجوار الشباك و تبدأ فى التعليق و جذب أطراف الحديث عن تدخين هذا الطفل ذو العشر سنوات و الطفل يرد عليها بعفوية جميلة تنم عن مستوى تعليمى متدنى و طفولة محرمة على مثل هؤلاء.
الصمت من جانبه لا يعكس عدم اهتمامه بالموضوع و لا عدم رغبته فى مشاركة الحوار فهو معروف بفطنته و ذكائه و حواره المقنع و لكنه استشف أن " الكلام لك يا جارة" و كأنها كانت تقصد إن أن تفتح بابا للحديث غير المباشر معه.
و ما كان منها إلا ان توجهت إليه بالحديث تسأله عن رأيه فى الموضوع فاستدار إلى الطفل و أخذ يناقشه نقاش لطيف فيه الكثير من النصح بلا لوم و هى ماخوذة باسلوبه و دقة الفاظه و لطف حديثه و تسترق النظر إلى طرف عينيه و هى تحرك يديها حركة خفية تحاكى بها براعته فى استخدام يديه فى التعبير.
استدار إليها و هو ينظر على استحياء فى عينيها و قال لها هذا رأى بكل بساطة و بدأ الحديث المتوقع للتعارف من أسماء و دراسة و محطة الوصول و طدت الكلمات هذه العلاقة الوليدة فقالت " عندما نظرت إليك و إنت تنظر من الشباك قلت " سوف أتعرف عليه ".
كانت محطة وصولها هى المحلة الكبرى و لكنها أبت إلا إن توصله إلى المنصورة لما يحمله معه من كتب النصف الأول من العام الدراسى مع تأخر الوقت حتى تذهب معه إلى موقف العربات المتجهة إلى بلدته و هى تكاد تودعه بالدموع و تجر أملها فى اللقاء مرة ثانية فى طريق العودة إلى محطتها الأساسية المحلة الكبرى .
يجلس فى القطار القادم من الإسكندرية متجها إلى المنصورة فى أربع مقاعد متقابلة يشاركه فى المقعد الذى الى جانبه طفل فى العاشرة من عمره.
يتوقف القطار فى محطة طنطا و هو ينظر من الشباك فى وجوه الواقفين على رصيف القطار و بين كل الوقوف كانت هناك عينات تتبعان الشباك الذى ينظر منه و لكنه لم يتنبه إليها.
فتاة فى نفس عمره تقترب لتجلس فى المقعد المواجه له بجوار الشباك و تبدأ فى التعليق و جذب أطراف الحديث عن تدخين هذا الطفل ذو العشر سنوات و الطفل يرد عليها بعفوية جميلة تنم عن مستوى تعليمى متدنى و طفولة محرمة على مثل هؤلاء.
الصمت من جانبه لا يعكس عدم اهتمامه بالموضوع و لا عدم رغبته فى مشاركة الحوار فهو معروف بفطنته و ذكائه و حواره المقنع و لكنه استشف أن " الكلام لك يا جارة" و كأنها كانت تقصد إن أن تفتح بابا للحديث غير المباشر معه.
و ما كان منها إلا ان توجهت إليه بالحديث تسأله عن رأيه فى الموضوع فاستدار إلى الطفل و أخذ يناقشه نقاش لطيف فيه الكثير من النصح بلا لوم و هى ماخوذة باسلوبه و دقة الفاظه و لطف حديثه و تسترق النظر إلى طرف عينيه و هى تحرك يديها حركة خفية تحاكى بها براعته فى استخدام يديه فى التعبير.
استدار إليها و هو ينظر على استحياء فى عينيها و قال لها هذا رأى بكل بساطة و بدأ الحديث المتوقع للتعارف من أسماء و دراسة و محطة الوصول و طدت الكلمات هذه العلاقة الوليدة فقالت " عندما نظرت إليك و إنت تنظر من الشباك قلت " سوف أتعرف عليه ".
كانت محطة وصولها هى المحلة الكبرى و لكنها أبت إلا إن توصله إلى المنصورة لما يحمله معه من كتب النصف الأول من العام الدراسى مع تأخر الوقت حتى تذهب معه إلى موقف العربات المتجهة إلى بلدته و هى تكاد تودعه بالدموع و تجر أملها فى اللقاء مرة ثانية فى طريق العودة إلى محطتها الأساسية المحلة الكبرى .