في القطار - ق.ق
ألمح بين النجوم في صفحة السماء المقوسة، نجمة مزهرة وضاءة.
فالليلة ينتصف الشهر وينشق القمر فترقص النجوم فرحاً لمقدم الربيع.
استحال الظلام ضياء فضياً لامعاً. الجنادب تعزف لحنا جميلا، تسكتها الكلاب التي تنبح حينا وتصمت.
فرجت ستارة نافذتي، غشيني نسيم عليل. ذكّرني بها..
ترى هل نسيتني؟ وهل ينسى الناس بعضهم؟
جلست ذات رحلة قطار بجوار نفسي. جفلتْ من اقترابي!!
فابتعدتُ عنها شبراً.. تألمتً مؤخرتي. فالمقاعد ضيقة لا تسمح بالتباعد كثيرا.. عانيت لأكثر من ساعة من حدّ مقعد الكرسي القاسي. فقط كي لا أزعج نفسي، التي سرحتْ بها المروجُ الخضراءُ المنبسطة بعيداً.
لاحظتني سئِمَتْ من الجلوس على نصف مقعد، فدعتني للإقتراب قليلا!! ربما انتقلت إليها عدوى الإحساس بالألم من ذلك الحد الخشن.
أظهرت في البداية تجاهلاً رغم الصراع الذي في داخلي، ثم تجرأت واقتربت.. ولو لم تنقذني بدعوتها، لخرجت من القطار أعرجا!!
سألتني: من أهداك هذا العطر؟
لا ادري، قلت والحياء يخرسني.. واكتفيت بالتبسم. ووضعت زجاجة العطر..في راحتها وأطبقت عليها.
نظرت اليّ في دهشة!!
قلت: هي هديتك.
أقبلت علي مبتسمة ممتنة. ولم تلبث أن غمرتني بأحاديث شيقة لم تنته، أخذتني لعالمها كرواية شرقية.
غفلنا عن الزمان والمكان
دار بنا القطار ودار وعاد، ودار وعاد، وداد وعاد.. ثم توقف صامتاً المحطة الأخيرة، وقد نعس الوجود مرارا وأفاق!!
قالت: هل علينا أن نعود في القطار التالي؟
قلت: لا. لماذا؟
ضحكت وضحكت..
صلصل هاتفي.. يغالب زفير ريح شتوية باردة، كادت تقتلع الستارة..
من أنتِ؟
فتاة القطار؟
من أين لك رقمي؟
ضحكت بذات العذوبة، لقد نسيت محفظتك في شنطتي!!
أنا؟ كيف؟
سلْ شنطتي التي أخذتها معك؟!!
قلت متعجباً: لم اعد افهم شيئا. .
قالت: كفى. انتظرك في ذات العربة..
تذكر أن ترتدي معطفك الشتوي .. فالسماء الآن تمطر حُباً !!
علي خميس الفردان - البحرين
الخميس ٢٠٢٢/٦/١٦
ألمح بين النجوم في صفحة السماء المقوسة، نجمة مزهرة وضاءة.
فالليلة ينتصف الشهر وينشق القمر فترقص النجوم فرحاً لمقدم الربيع.
استحال الظلام ضياء فضياً لامعاً. الجنادب تعزف لحنا جميلا، تسكتها الكلاب التي تنبح حينا وتصمت.
فرجت ستارة نافذتي، غشيني نسيم عليل. ذكّرني بها..
ترى هل نسيتني؟ وهل ينسى الناس بعضهم؟
جلست ذات رحلة قطار بجوار نفسي. جفلتْ من اقترابي!!
فابتعدتُ عنها شبراً.. تألمتً مؤخرتي. فالمقاعد ضيقة لا تسمح بالتباعد كثيرا.. عانيت لأكثر من ساعة من حدّ مقعد الكرسي القاسي. فقط كي لا أزعج نفسي، التي سرحتْ بها المروجُ الخضراءُ المنبسطة بعيداً.
لاحظتني سئِمَتْ من الجلوس على نصف مقعد، فدعتني للإقتراب قليلا!! ربما انتقلت إليها عدوى الإحساس بالألم من ذلك الحد الخشن.
أظهرت في البداية تجاهلاً رغم الصراع الذي في داخلي، ثم تجرأت واقتربت.. ولو لم تنقذني بدعوتها، لخرجت من القطار أعرجا!!
سألتني: من أهداك هذا العطر؟
لا ادري، قلت والحياء يخرسني.. واكتفيت بالتبسم. ووضعت زجاجة العطر..في راحتها وأطبقت عليها.
نظرت اليّ في دهشة!!
قلت: هي هديتك.
أقبلت علي مبتسمة ممتنة. ولم تلبث أن غمرتني بأحاديث شيقة لم تنته، أخذتني لعالمها كرواية شرقية.
غفلنا عن الزمان والمكان
دار بنا القطار ودار وعاد، ودار وعاد، وداد وعاد.. ثم توقف صامتاً المحطة الأخيرة، وقد نعس الوجود مرارا وأفاق!!
قالت: هل علينا أن نعود في القطار التالي؟
قلت: لا. لماذا؟
ضحكت وضحكت..
صلصل هاتفي.. يغالب زفير ريح شتوية باردة، كادت تقتلع الستارة..
من أنتِ؟
فتاة القطار؟
من أين لك رقمي؟
ضحكت بذات العذوبة، لقد نسيت محفظتك في شنطتي!!
أنا؟ كيف؟
سلْ شنطتي التي أخذتها معك؟!!
قلت متعجباً: لم اعد افهم شيئا. .
قالت: كفى. انتظرك في ذات العربة..
تذكر أن ترتدي معطفك الشتوي .. فالسماء الآن تمطر حُباً !!
علي خميس الفردان - البحرين
الخميس ٢٠٢٢/٦/١٦