قصة قصيرة من المجموعة ( الكبير وصل ) بعنوان:
( إلى كل من يهمه لأمر )
طار صوابه عندما بدأت جرّافات البلدية تزيل صالونه الصغير والمحلات الثلاثة بجواره .. وضابط الأمن المركزي يهدده لو اقترب ثانية من موقع الهدم سيتهمه بمقاومة السلطات .. كان وحده المعترض على قرار الإزالة .. ورضى جيرانه وتركوه يعوي على الأرض وحده ويكيل على رأسه التراب : ( حرام عليكو ياظلمَة.. اصبروا لما ألاقي مطرح تاني ) وكانت صدمته أكبر عندما أخبره الموظف بالتعويض الذي قررته الحكومة : ( هي الحكومة ملاقيتش حتة تبني فيها "المخزن" غير الحته دي .. طب عوّضوني بمحل أعيش منه ومش عايز فلوس خالص .. هيّ الملاليم دي هتعمل لي إيه ياكفرَة.) عليه أن يبدأ مرة ثانية يلتقط رزقه كما تلتقطه القطط من أكوام القمامة وصدقات المحسنين .. عليه أن يحمل صندوقه الخشبي ويطوف به بين المقاهي .. ماسح أحذية يجلس تحت أقدام الناس فيأكل الخبز ممزوجا "بالورنيش" .. جمع الجنيه على الجنيه واستاجر الصالون ونجح , وربح وحمد ربنا واشترى المحل وثبّت "اليافطة" .. وبعدما نسى حجرته الحقيرة التي كان يقضي الليل فيها على لمبة الجاز فوق الحصيرة البالية وسكن مثل كل الناس شقة مطرحين .. تقرر الحكومة فجأة إزالة الطرف الجنوبي من السوق لتقيم مكانه مخزنا؟! أطلقها صرخة مدوية : ( مش ممكن أرجع تاني للحرمان والشقا .. الصالون وضاع .. والقرشين اللي معايا مش هيكفوني بعد إجار الشقة , والنور , والمية آكل عيش حاف.. ورحمة أبويا لأدوّقكم من الكاس اللي شرّبتهولي.. ومن الوقت أنتم كلكم بقيتم زبايني ..الخنزير جوز أمي , وعمي النّتِن, والفكهاني , والجزار , وصاحب فرن العيش , وصاحب البيت. . إيوه قريّب قوي هيكون فـ إيدي فلوس .. هاسرقكم وهاضحك عليكو وانتو بتلطموا .. ورحمة أبويا لأشيبّكم ياجنس البشر. )
( إلى كل من يهمه لأمر )
طار صوابه عندما بدأت جرّافات البلدية تزيل صالونه الصغير والمحلات الثلاثة بجواره .. وضابط الأمن المركزي يهدده لو اقترب ثانية من موقع الهدم سيتهمه بمقاومة السلطات .. كان وحده المعترض على قرار الإزالة .. ورضى جيرانه وتركوه يعوي على الأرض وحده ويكيل على رأسه التراب : ( حرام عليكو ياظلمَة.. اصبروا لما ألاقي مطرح تاني ) وكانت صدمته أكبر عندما أخبره الموظف بالتعويض الذي قررته الحكومة : ( هي الحكومة ملاقيتش حتة تبني فيها "المخزن" غير الحته دي .. طب عوّضوني بمحل أعيش منه ومش عايز فلوس خالص .. هيّ الملاليم دي هتعمل لي إيه ياكفرَة.) عليه أن يبدأ مرة ثانية يلتقط رزقه كما تلتقطه القطط من أكوام القمامة وصدقات المحسنين .. عليه أن يحمل صندوقه الخشبي ويطوف به بين المقاهي .. ماسح أحذية يجلس تحت أقدام الناس فيأكل الخبز ممزوجا "بالورنيش" .. جمع الجنيه على الجنيه واستاجر الصالون ونجح , وربح وحمد ربنا واشترى المحل وثبّت "اليافطة" .. وبعدما نسى حجرته الحقيرة التي كان يقضي الليل فيها على لمبة الجاز فوق الحصيرة البالية وسكن مثل كل الناس شقة مطرحين .. تقرر الحكومة فجأة إزالة الطرف الجنوبي من السوق لتقيم مكانه مخزنا؟! أطلقها صرخة مدوية : ( مش ممكن أرجع تاني للحرمان والشقا .. الصالون وضاع .. والقرشين اللي معايا مش هيكفوني بعد إجار الشقة , والنور , والمية آكل عيش حاف.. ورحمة أبويا لأدوّقكم من الكاس اللي شرّبتهولي.. ومن الوقت أنتم كلكم بقيتم زبايني ..الخنزير جوز أمي , وعمي النّتِن, والفكهاني , والجزار , وصاحب فرن العيش , وصاحب البيت. . إيوه قريّب قوي هيكون فـ إيدي فلوس .. هاسرقكم وهاضحك عليكو وانتو بتلطموا .. ورحمة أبويا لأشيبّكم ياجنس البشر. )