{ الصورة الشعرية بين الانفعال والصناعة }
هناك عاملان يشتركان فى بناء الصورة الشعرية:
الأول: الانفعال، فبدون الانفعال تأتي الصورة باردة، ولا تحرك انفعال القاريء.
الثاني: المصنعة، أي اللغة، فبدون إتقان اللغة يتم اختيار ألفاظ غير دقيقة لنقل الانفعال.
ولذلك، فاللاوعي الذي يحرك الانفعال، والوعي الذي يضبط اللغة يتعاونان لبناء الصورة الشعرية.
والمشكلة تبدو أكبر في الشعر الحداثي الذي يبني صوراً مركبة بعيدة عن منطق الواقع، فقد يظن الشاعر أنه كلما كانت صوره غريبة فإنها تكون أفضل، لكن شرط الانفعال ينطبق أيضاً على هذا الشعر
لأن لاوعي القاريء لا يمكن خداعه، فلو لم يكن هناك انفعال حقيقي، فإن تلك الصور "الغريبة" لن تحرك انفعال القاريء، وبالتالي لن يشعر بجمال الشعر، ولن يستمتع به.
فالجمال الفني هو تفاعل بين لاوعي المبدع ولاوعي المتلقي، وهذا ينطبق أيضاً علي السرد،
سواء السرد التقليدي أو السرد الحداثي.
مصطفى حامد جاد الكريم.
مصر.
Mostafa Hamed Gadelkareem