تمت إضافة صورة جديدة بواسطة شخصيات مصرية "بين التهميش والنجومية".
أمس الساعة ٣:٠٩ م ·
"فؤاد عبد المجيد".. المطرب العجوز الذي غنى للشباب
صاحب "عجبا لغزال" و"يا غريب الدار" و"ألأني أحبك"
كتب/خطاب معوض خطاب
في نهاية سبعينيات القرن العشرين ظهر المطرب فؤاد عبد المجيد، ذلك الرجل العجوز الذي تخطى الخمسين من عمره واحترف الغناء بالفصحى في زمن كانت تغنى فيه أغنية "حبة فوق.. حبة تحت"، وتحدى المطربين الشباب في ذلك الوقت، فجذب حوله عددا كبيرا من الشباب الذين أعجبوا به وبما يقدمه من فن، ورغم كبر سنه ولحيته وشعره الأشيب، ورغم أنه كان يصعد المسرح بالعباءة، ورغم أدائه فن الموشحات الذي كاد يندثر، إلا أنه أصبح واحدا من نجوم الغناء خلال وقت قصير، وقد ولد فؤاد عبد المجيد المستكاوي في يوم 14 مايو سنة 1926 وقيل في سنة 1929 بمحافظة الغربية، وتوفي في يوم 4 مارس سنة 1994، وهو ابن عم الصحفي والناقد الرياضي الراحل نجيب المستكاوي والد الصحفي والناقد الرياضي حسن المستكاوي.
والعجيب أن فؤاد عبد المجيد لم يدرس الموسيقى، بل تخصص في دراسة الكيمياء الزراعية بكلية الزراعة، وعمل في وزارة الزراعة حتى خرج على المعاش وكيلا للوزارة، وهو كان يهوى الموسيقى منذ صباه، وكانت لديه ملكة تلحين الموشحات منذ خمسينيات القرن العشرين، كما قام فؤاد عبد المجيد بحفظ ترات القرن التاسع عشر في مجال الموشحات والأدوار، وتأثر كثيرا بمن أبدعوا في هذا الفن أمثال كامل الخلعي وسيد درويش ودرويش الحريري وإبراهيم شفيق وفؤاد محفوظ، وتعلم الموسيقى الكلاسيكية من الموسيقار صفر علي، وتشرب منه أصول الموسيقى الشرقية وتخصص في فن الموشحات.
وقد بدأ مسيرته الفنية بعدما تجاوز الخمسين، حينما أعجب به المخرج علي رضا الذي قدمه للموسيقار عبد الحليم نويرة، والذي لم يصدق أن هناك من يلحن الموشحات في أواخر القرن العشرين، وقال لعلي رضا وشقيقه محمود رضا بعدما انبهر بغناء فؤاد عبد المجيد:"أنتم جبتوا الراجل دا منين؟!".
وقد ضمه علي رضا لفرقته، حيث صمم رقصات خاصة قدمتها بطلة الفرقة فريدة فهمى تتناسب مع موشحات فؤاد عبدالمجيد، وقدم مع فرقة رضا عددا كبيرا من الموشحات الناجحة المشهورة تأليفا وتلحينا وغناء، كما غنى له أيضا المطرب عمر فتحي والمطربة عفاف راضي.
وقد بلغ مجموع موشحاته التي قدمها تلحينا وغناء ما يقرب من 150 موشحا، وكان بعضها من تأليفه، كما أعاد تلحين موشح سيد درويش الشهير "منيتي عز اصطباري"، والموشح التراثي الشهير "يا ليل الصب متى غده"، وهو أول من أحيا فن الموشحات الأندلسية، ومن أشهر موشحاته: "لحظ رنا"، و"قف يا هوى"، و"يا غريب الدار"، و"يا ذا الجمال"، كما قدم الموشح الشهير:
عجبا لغزال قتال عجبا
كم بالأفكار وبقلوب لعبا
يخطو بدلال فيثير الشهبا
والمطرب فؤاد عبد المجيد اشتهر بألقاب منها عاشق الموشحات وفنان الموشحات ورائد فن الموشحات، كما أنه كان شاعرا وأصدر ديوانا باسم "أغاني ومعاني"، وديوانا آخر باسم "باقة من الشعر الغنائي".
وما يؤسف له حقا أنه قد وقع تحت إلحاح وضغط بعض المنتجين الذين طلبوا منه أن يواكب العصر الحديث وأن يقدم أغنيات باللهجة العامية، فاستجاب لهم وقدم بالفعل عددا من الأغنيات إلا أنها لم تنل نصيبا من النجاح، مما جعله يندم عليها أشد الندم ولم يعد لهذه التجربة مرة أخرى.