إلى متى يا وطني ؟
سلافة الفريح
كان الأطفال في حقبة من الزمن يذهبون إلى بيت الجيران لمشاهدة التلفاز مع أترابهم لأنهم لا يملكونه في بيوتهم ، ومع تغير الزمن وتطور الأوضاع أصبح البعض منهم يقصد بيت الجيران للعب الكرة في مساحات الحديقة الخلفية أو السباحة في المسبح الخاص أو لحضور الدروس على أيدي المختصين الذين يحضرونهم آباء الأصدقاء ،فيستوطن حب بيت الجيران في قلوب الصغار ويتعلقون به ويتمنون لو كانوا أبناءً لأولئك الآباء وبخاصة حين يتلقون منهم الهدايا والمكافآت القيمة تقديرا لتفوقهم ، مع تجرع الحسرة لتقصير آبائهم رغم قدرتهم المادية !
إن تطلع الإنسان للتقدير هو حاجة فطرية وغريزة جُبِل عليها البشر، وهي الوقود الذي يشعل جذوة التفوق والإبداع ويلهب الحماس للمنافسة الشريفة بين المبدعين في جميع المجالات ، لذا يتهافت الفنانون والشعراء والأدباء والمصورون على الالتحاق بالمسابقات الفوتوغرافية والبرامج الفنية والمهرجانات الأدبية والفكرية والسينمائية التي تقيمها دول الخليج ودول العالم لعرض ثمرات إنجازاتهم الذاتية والحصول على التقدير والاعتراف بهم كمبدعين في مجالاتهم. فيحصدون الجوائز والدروع والأوسمة من الخارج ، ويقف العالم مصفقا للفنان السعودي والشاعر السعودي والمخرج السعودي في الدول المجاورة.الذي يعود للوطن والآمال والطموحات تملأ جوانحه لتحقيق إنجازات أكبر بمستويات أعلى ، وتلقي ما يستحقه من تكريم لأنه رفع راية الوطن في المحافل والمهرجانات العربية والعالمية ؛ إلا أنه يُصدم بالتهميش واللا مبالاة! ومع توالي الإحباطات يهبط سقف طموحات المبدع فيصبح أكثر ما يصبو إليه أن يظهر في وسائل الإعلام بالصدفة وكأن هذا هو نهاية آماله ، وشيئا فشيئا توأد الأحلام وتخمد التطلعات!
وبمناسبة افتتاح مهرجان الخليج السينمائي في دبي بالأمس وترشّح المبدعين والمخرجين السينمائيين السعوديين لمراكز متقدمة ؛ يطرح السؤال نفسه ماذا سيُقدَم لهم بعد عودتهم إلى المملكة؟ إن هذا الأمر بحقيقته منوط بوزارة الثقافة والإعلام التي يأمل المبدعون برعايتها لمواهبهم واستثمار طاقاتهم وتعزيز انتمائهم الوطني عبر توفير الإمكانيات المادية والمنشآت الفنية والمؤسسات الأكاديمية والتقنية . فبين شحّ تلك الإمكانيات، وتوسيد الأمر إلى غير أهله في الجهات الفوتوغرافية من غير ذوي العلم والكفاءة، واقتصار تمثيل المملكة في الخارج على فئة معينة من الأشخاص، وضعف المستوى الفني للمسابقة الفوتوغرافية الرسمية الوحيدة التي أسفرت عن مؤاخذات أثارت غضب الفوتوغرافيين لموسمين على التوالي .. ماذا ينتظر المبدعون ؟
الوطن هو الأول والأولى بتقدير جهود أبنائه والفخر بإنجازاتهم التي رُفِعَت باسمه ، والذاكرة تسطر أسماءً لفنانين وإعلاميين وأدباء ومخرجين عاشوا وكرموا في دول العالم وماتوا دون أن يحصلوا على التقدير من وطنهم ! فإلى متى يا وطني .. إلى متى ؟
سلافة الفريح
كان الأطفال في حقبة من الزمن يذهبون إلى بيت الجيران لمشاهدة التلفاز مع أترابهم لأنهم لا يملكونه في بيوتهم ، ومع تغير الزمن وتطور الأوضاع أصبح البعض منهم يقصد بيت الجيران للعب الكرة في مساحات الحديقة الخلفية أو السباحة في المسبح الخاص أو لحضور الدروس على أيدي المختصين الذين يحضرونهم آباء الأصدقاء ،فيستوطن حب بيت الجيران في قلوب الصغار ويتعلقون به ويتمنون لو كانوا أبناءً لأولئك الآباء وبخاصة حين يتلقون منهم الهدايا والمكافآت القيمة تقديرا لتفوقهم ، مع تجرع الحسرة لتقصير آبائهم رغم قدرتهم المادية !
إن تطلع الإنسان للتقدير هو حاجة فطرية وغريزة جُبِل عليها البشر، وهي الوقود الذي يشعل جذوة التفوق والإبداع ويلهب الحماس للمنافسة الشريفة بين المبدعين في جميع المجالات ، لذا يتهافت الفنانون والشعراء والأدباء والمصورون على الالتحاق بالمسابقات الفوتوغرافية والبرامج الفنية والمهرجانات الأدبية والفكرية والسينمائية التي تقيمها دول الخليج ودول العالم لعرض ثمرات إنجازاتهم الذاتية والحصول على التقدير والاعتراف بهم كمبدعين في مجالاتهم. فيحصدون الجوائز والدروع والأوسمة من الخارج ، ويقف العالم مصفقا للفنان السعودي والشاعر السعودي والمخرج السعودي في الدول المجاورة.الذي يعود للوطن والآمال والطموحات تملأ جوانحه لتحقيق إنجازات أكبر بمستويات أعلى ، وتلقي ما يستحقه من تكريم لأنه رفع راية الوطن في المحافل والمهرجانات العربية والعالمية ؛ إلا أنه يُصدم بالتهميش واللا مبالاة! ومع توالي الإحباطات يهبط سقف طموحات المبدع فيصبح أكثر ما يصبو إليه أن يظهر في وسائل الإعلام بالصدفة وكأن هذا هو نهاية آماله ، وشيئا فشيئا توأد الأحلام وتخمد التطلعات!
وبمناسبة افتتاح مهرجان الخليج السينمائي في دبي بالأمس وترشّح المبدعين والمخرجين السينمائيين السعوديين لمراكز متقدمة ؛ يطرح السؤال نفسه ماذا سيُقدَم لهم بعد عودتهم إلى المملكة؟ إن هذا الأمر بحقيقته منوط بوزارة الثقافة والإعلام التي يأمل المبدعون برعايتها لمواهبهم واستثمار طاقاتهم وتعزيز انتمائهم الوطني عبر توفير الإمكانيات المادية والمنشآت الفنية والمؤسسات الأكاديمية والتقنية . فبين شحّ تلك الإمكانيات، وتوسيد الأمر إلى غير أهله في الجهات الفوتوغرافية من غير ذوي العلم والكفاءة، واقتصار تمثيل المملكة في الخارج على فئة معينة من الأشخاص، وضعف المستوى الفني للمسابقة الفوتوغرافية الرسمية الوحيدة التي أسفرت عن مؤاخذات أثارت غضب الفوتوغرافيين لموسمين على التوالي .. ماذا ينتظر المبدعون ؟
الوطن هو الأول والأولى بتقدير جهود أبنائه والفخر بإنجازاتهم التي رُفِعَت باسمه ، والذاكرة تسطر أسماءً لفنانين وإعلاميين وأدباء ومخرجين عاشوا وكرموا في دول العالم وماتوا دون أن يحصلوا على التقدير من وطنهم ! فإلى متى يا وطني .. إلى متى ؟