سوفت بوكس
من أين يأتي الإلهام
سلافة سعد الفريح
كنت أتأمل طبق الفاكهة الفاخر أمامي وأتلذذ برؤية قطرات الماء المتلألئة بانعكاسات الضوء على الفواكه الطازجة ، لاحظتني أختي الصغرى وفاجأتني بقولها : أتخيل لو كان الموز إنسانا سيكون أبله غبياً يتحدث متدلي الفكين بصوت مخنوق وراحت تقلد صوته ، أضحكتني الفكرة فقلت لها: أتخيل أيضا أن الفراولة ستكون دلّوعة مغرورة تتباهى بجمالها أمام الكيوي والبرتقال وتثير غيرة حبات التوت برشاقتها ، ورحنا نحدد شخصيات الفواكه ، الأناناسة المتصابية والكيوي المتحذلق والتفاحة الحنونة والكمثرى ملكة الإغراء وتوائم العنب الثرثارون ، ونستغرق في الضحك مستمتعتين بالمقارنات اللذيذة ! ماأجمل الإلهام الذي يقودنا إلى عالم الخيال فيكسر القواعد ويحرر العواطف ويحفّز الفكر ويخلق مساحات من الإبداع والاستمتاع ، وما أروع لحظات الإلهام التي تهز جرس الابتكار . هناك أشخاص ملهِمون يعيشون حولنا أو يسكنون ذواتنا يلهموننا بأعمال عظيمة في الكتابة والرسم والتصوير والشعر والتلحين وحتى في الاختراعات العلمية بابتكارات أقرب للخيال ، فمن أين يأتي الإلهام ؟
الحب هو أول أبطال الإلهام ، فالحب يبعث فينا الفرح والأمل ومتعة المغامرة والرغبة في الغناء والرقص والطيران أحيانا ، وأحيانا تنشطر قلوبنا وتنكسر بفراق من نحب فنذرف قصائد اللوعة وآهات الألم وألحان الحنين . تلهمنا عذاباتنا أكثر من أفراحنا ومعظم القصائد الخالدة والروايات وأعذب الألحان ولدت من رحم عذاب العشق، فنظرة الحبيب وكلماته ولمساته وحتى خطواته تكون مصدرا للإلهام !
الغيرة أيضا تلهم المبدعين ؛ تلك التي تدفع للتطور والتفوق على الذات وعلى إنجازات الآخرين ومحاكاة تجاربهم دون محاربتهم ، فحين مشاهدة الأعمال العالمية تتحرك بذرة الغيرة ويتوالد الإلهام من مشهد فيلم أو لقطة فيديو كليب أو إعلان تجاري أو خبر في وسائل الإعلام.
الثقافة كذلك رافد من روافد الإلهام سواء أكانت ثقافة بصرية أو أدبية أو اجتماعية ... إلخ ومتابعة ما يدور حولنا في محيطنا القريب والبعيد . الغريب أن الفضول أيضا قد يكون ملهما ، والشغف بمعرفة بواطن الأمور وأسرار الستائر قد يخرج عملا فنيا بديعا !
الإلهام ليس له حدود ولا قيود ولا أسباب واضحة فيمكن أن يكون الموت ملهما أو موقف إنساني في مكان عام أوحادثة من ذكريات الماضي ، كما تكون جذور الشجر وقطرة الماء وغلاف كتاب وعراك الأطفال وهطول المطر ووجهك .. ملهما .
أنت يا ملهمي يا آسر ضوئي وحرفي .. قسماتك تختصر مفردات الإلهام ، وكلماتك ترسم تفاصيل الإبداع ، صورتك مطبوعة بشفافية على بؤبؤ عيني ، أرى من خلالك الحياة والناس والأشياء . ملامح شخصيتك تعكس ضوء الشمس ونور القمر فتطغى على كل الوجوه وكل الصور، صوتك المخملي يقتحم السكون وينسج الأساطير فيعلو على الصوت والصمت ، أنت محور حياتي أدور حولك كما تدور الأرض حول الشمس ، أنت مصدر دفئي وضوئي وإلهامي .. وأنا روح إلهامك .
من أين يأتي الإلهام
سلافة سعد الفريح
كنت أتأمل طبق الفاكهة الفاخر أمامي وأتلذذ برؤية قطرات الماء المتلألئة بانعكاسات الضوء على الفواكه الطازجة ، لاحظتني أختي الصغرى وفاجأتني بقولها : أتخيل لو كان الموز إنسانا سيكون أبله غبياً يتحدث متدلي الفكين بصوت مخنوق وراحت تقلد صوته ، أضحكتني الفكرة فقلت لها: أتخيل أيضا أن الفراولة ستكون دلّوعة مغرورة تتباهى بجمالها أمام الكيوي والبرتقال وتثير غيرة حبات التوت برشاقتها ، ورحنا نحدد شخصيات الفواكه ، الأناناسة المتصابية والكيوي المتحذلق والتفاحة الحنونة والكمثرى ملكة الإغراء وتوائم العنب الثرثارون ، ونستغرق في الضحك مستمتعتين بالمقارنات اللذيذة ! ماأجمل الإلهام الذي يقودنا إلى عالم الخيال فيكسر القواعد ويحرر العواطف ويحفّز الفكر ويخلق مساحات من الإبداع والاستمتاع ، وما أروع لحظات الإلهام التي تهز جرس الابتكار . هناك أشخاص ملهِمون يعيشون حولنا أو يسكنون ذواتنا يلهموننا بأعمال عظيمة في الكتابة والرسم والتصوير والشعر والتلحين وحتى في الاختراعات العلمية بابتكارات أقرب للخيال ، فمن أين يأتي الإلهام ؟
الحب هو أول أبطال الإلهام ، فالحب يبعث فينا الفرح والأمل ومتعة المغامرة والرغبة في الغناء والرقص والطيران أحيانا ، وأحيانا تنشطر قلوبنا وتنكسر بفراق من نحب فنذرف قصائد اللوعة وآهات الألم وألحان الحنين . تلهمنا عذاباتنا أكثر من أفراحنا ومعظم القصائد الخالدة والروايات وأعذب الألحان ولدت من رحم عذاب العشق، فنظرة الحبيب وكلماته ولمساته وحتى خطواته تكون مصدرا للإلهام !
الغيرة أيضا تلهم المبدعين ؛ تلك التي تدفع للتطور والتفوق على الذات وعلى إنجازات الآخرين ومحاكاة تجاربهم دون محاربتهم ، فحين مشاهدة الأعمال العالمية تتحرك بذرة الغيرة ويتوالد الإلهام من مشهد فيلم أو لقطة فيديو كليب أو إعلان تجاري أو خبر في وسائل الإعلام.
الثقافة كذلك رافد من روافد الإلهام سواء أكانت ثقافة بصرية أو أدبية أو اجتماعية ... إلخ ومتابعة ما يدور حولنا في محيطنا القريب والبعيد . الغريب أن الفضول أيضا قد يكون ملهما ، والشغف بمعرفة بواطن الأمور وأسرار الستائر قد يخرج عملا فنيا بديعا !
الإلهام ليس له حدود ولا قيود ولا أسباب واضحة فيمكن أن يكون الموت ملهما أو موقف إنساني في مكان عام أوحادثة من ذكريات الماضي ، كما تكون جذور الشجر وقطرة الماء وغلاف كتاب وعراك الأطفال وهطول المطر ووجهك .. ملهما .
أنت يا ملهمي يا آسر ضوئي وحرفي .. قسماتك تختصر مفردات الإلهام ، وكلماتك ترسم تفاصيل الإبداع ، صورتك مطبوعة بشفافية على بؤبؤ عيني ، أرى من خلالك الحياة والناس والأشياء . ملامح شخصيتك تعكس ضوء الشمس ونور القمر فتطغى على كل الوجوه وكل الصور، صوتك المخملي يقتحم السكون وينسج الأساطير فيعلو على الصوت والصمت ، أنت محور حياتي أدور حولك كما تدور الأرض حول الشمس ، أنت مصدر دفئي وضوئي وإلهامي .. وأنا روح إلهامك .